• الدورة ال17 انطلقت قبل افتتاحها بشهر ونصف.. وأحلم بإقامة فعاليات الدورات المقبلة فى المحافظات • تداركنا مشاكل الحجز أونلاين.. وطرح تذاكر العروض قبل 24 ساعة صنع حالة تنظيمية أفضل • تمنيت تكريم عددًا أقل من 10 شخصيات لكن قائمة الانتظار كبيرة • لسنا طرفًا فى أزمة «الطاحونة الحمراء».. والتزمنا بالبيانات المرسلة من هيئة قصور الثقافة بدأ العد التنازلى لختام الدورة ال 17 من المهرجان القومى للمسرح المصرى، والتى تحمل اسم سيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب، ويستكمل من خلالها الفنان محمد رياض رئيس المهرجان جزءا من رؤيته فى صناعة مهرجان يليق بحجم وقيمة المسرح المصرى، ولكن تظل هناك طموحات وأحلام مؤجلة لدورات مقبلة. شهدت الدورة الحالية إقبالا لافتا على الفعاليات من عروض وندوات وماستر كلاس، وأثارت نقاشات وجدلا حول ما أحاط بالمهرجان من تأجيل الافتتاح والاعتذار المفاجئ لمدير المهرجان، أو حول العروض التى بلغ عددها 36 عرضا، تنافس منها 33 فى المسابقة الرسمية للمهرجان. وفى أروقة المهرجان أجرت «الشروق» حوارا مع الفنان محمد رياض تحدث فيه عن كواليس الدورة 17، والسلبيات التى عمل على تداركها، وأمنياته للدورة المقبلة، وكيف تجاوزت الإدارة الاعتذار المفاجئ لمدير المهرجان.. فى البداية قال: بدأنا العمل على هذه الدورة قبل شهور من افتتاحها الرسمى، وحتى قبل أن نؤجل حفل الافتتاح 15 يوما، كُنا تقريبًا انتهينا من كل التفاصيل، ولكن الناس تربط المهرجان بموعد الافتتاح، والحقيقة أن المهرجان بدأ قبل الافتتاح بأكثر من شهر ونصف، وذلك من خلال إقامة الورش المسرحية، واختيار المكرمين ولجان المشاهدة، ولجان التحكيم لمختلف المسابقات. وأضاف: لدينا ثلاث مسابقات، الأولى للعروض المسرحية والثانية للمقال النقدى ومسابقة التأليف المسرحى التى نقدمها للعام الثانى على التوالى وأفرزت العام الماضى 3 كُتّاب جدد للمسرح، وكذلك العام الحالى ستقدم 3 كُتّاب آخرين، وتم طباعة المسرحيات الفائزة العام الماضى فى كتاب، أقيم له حفل توقيع فى معرض الكتاب. وأكمل: كل ما تم ذكره نحن نعمل عليه قبل حفل الافتتاح بشهرين ونصف، لم يكن متبقيا لدينا غير حفل الافتتاح والعروض المسرحية، حتى الندوات كانت لدينا خطة أن تكون قبل الافتتاح ويتبقى فقط المُكرّمون وتوقيع كتبهم لما بعد الافتتاح، ولكننا فى النهاية فضّلنا أن نقيم كل الندوات بعد الافتتاح. ● وما سبب تأجيل حفل الافتتاح؟ كان لدينا بعض النواقص فى الافتتاح، ولم أكن أرغب فى أن يظهر بشكل أقل مما يستحقه المهرجان بهذا الحجم، لأن حفل الافتتاح هو ما يتم نقله على القنوات الفضائية، والوطن العربى بأكمله يراه، وكان لابد أن نهتم بكل تفاصيله بعناية، وكان قرارى كرئيس للمهرجان بالتأجيل، وبالفعل أعلنت عن أننى أحتاج هذا التأجيل من أجل أن يظهر حفل الافتتاح فى أفضل صورة. وأحب أن أشير هنا إلى أن المهرجان عمل مُتعِب، وتفاصيله كثيرة ويأخذ وقتا وجهدا فى تحضيراته، ولكن هذه هى طبيعته، لأننى على علم بأهمية المهرجان وأنه كبير، وأراه من وجهة نظرى أهم مهرجان فى الوطن العربى كله، فهو تظاهرة مسرحية لها جمهور عريض، وأصبح رجل الشارع يهتم بأخباره، وهذا ما أكدت عليه العام الماضى، وأننى منذ توليت كنت أرغب أن ينزل المهرجان لرجل الشارع، وأن لا يقتصر على المسرحيين فقط، وإنما يكون عيدا للمسرحيين، وعيدا للفن المسرحى فى مصر كلها. ● ما الفاعلية التى تراها حققت صدى كبيرا فى الدورة ال17؟ كل الفعاليات كانت مهمة ولها صدى الحمد الله هذا العام، الورش والندوات والعروض المسرحية رائعة، وكل ندوات التكريم كانت مميزة، لأن كل المكرمين يستحقون التكريم، ولكن ندوة تكريم حاملة اسم الدورة 17 سيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب، كانت مميزة، كم هى مسيرة عظيمة ومؤثرة فى المسرح وقدوة فنيا وإداريًا، أيضًا الماستر كلاس الخاص بالفنان محمد صبحى، كان مميزا والقاعة للأسف لم تستوعب كل من كانوا يرغبون فى الحضور. ● ما الذى كنت تتمنى تحقيقه هذا العام ولم يسعفك الوقت والإمكانيات فى تحقيقه؟ كنت أتمنى أن أقدم هذا العام فاعليات فى مصر كلها، ولكن التوقيت لم يخدمنى، وسنؤجل ذلك للدورة المقبلة، وأتمنى أن يكون لدينا فكر مؤسسى ينقل المهرجان لشكل يليق بالمسرح المصرى. وهنا أتحدث عن تطوير المهرجان بالآليات المتاحة، وكان لدىّ فكرة للتطوير بشكل يربط فعالياته بمحافظات مصر، حيث كنت أرغب فى تقديم الورش والندوات والماستر كلاس فى المحافظات، واخترت بالفعل محافظاتقنا فى الصعيد والعريش فى سيناء، وبور سعيد فى منطقة القناة، والمنصورة بالدلتا بالإضافة إلى الإسكندرية، كنت سأقدم فعاليات لمدة من 15 إلى 20 يوما نربط بواسطتها المهرجان بكل مكان فى مصر، وكان ذلك بمثابة خطوة أولى أبنى عليها بتحقيق ما أحلم به فى أن يطوف المهرجان كل محافظات مصر، ولكن يظل الحلم مؤجلا للدورات المقبلة. ● بعد العام الثانى لتجربة توليك رئاسة المهرجان ما الذى تراه تحقق من أمنياتك العام الماضى؟ المهرجان أصبح أكثر شهرة وتواجدا وارتباطًا بالناس، الذين ينتظرون عروضه وفعالياته، التى تصنع حراكا ثقافيا، وحالة مسرحية كبيرة. ● وما هى السلبيات التى حاولت تداركها فى الدورة الحالية؟ الحجز الأونلاين كانت خطوة مهمة، أن نجعل حجز مقاعد العروض إلكترونيا تجنبًا للتزاحم على أبواب المسارح، وبالفعل نفذنا ذلك العام الماضى، ولكننا عندما طرحنا كل العروض مرة واحدة تم حجزها فى أقل من 48 ساعة، ومع التجربة وجدنا أن هناك من يحجزون كل العروض مرة واحدة سواء سيحضرون أم لا، مجرد فكرة ضمان مقعد فقط، فعالجنا ذلك فى الدورة الجارية أن يكون الحجز منتصف ليل يوم العرض، ثم عدلنا ذلك وجعلناه يبدأ 12 ظهرًا قبل العرض بيوم، وأعتقد أن ذلك صنع حالة تنظيمية أفضل، فهذه كانت سلبية العام الماضى وعالجناها هذا العام. ● ألا ترى أن تكريم عشرة مكرمين يأخذ من قيمة التكريم وقتًا ومجهودًا مضاعفًا؟ بالفعل أرى أن عشرة مكرمين رقم كبير، ورغم أن كل المشاكل تأتى من التكريمات، بسبب أن الجميع يرى أنه يستحق التكريم، وبالفعل هناك المئات يستحقون التكريم ولكن فى النهاية نحن محكومون بعدد، أرى أن نُكرم خمسة أو ستة أشخاص بحد أقصى، ولكن مع قوائم الانتظار الطويلة نُكرم أكبر عدد ممكن. ● يرى البعض أن تكريم 10 مسرحيين أثر سلبا على زمن حفل الافتتاح.. فما تعليقك؟ ما حدث فى افتتاح الدورة الحالية أن بعض المكرمين طلبوا على المسرح إلقاء كلمات لم يكن متفقا عليها ضمن البرنامج، وهذا أمر لا أستطيع التحكم فيه، لأن المُكرّم عندما يطلب الحديث يستحيل أن أرفض طلبه، وسنتدارك ذلك العام المقبل، أو نُنبّه على أننا سنمنح 5 دقائق لكل من يرغب من المكرمين فى إلقاء كلمة. ● وكيف ترى إعلان بعض النجوم عن أن مشاركتهم فى المهرجان خارج التحكيم؟ إدارة المهرجان غير مسئولة عن ذلك، فهى تتلقى العروض، خاصة من البيوت الفنية وقصور الثقافة، وتلك الجهات هى من ترشح العروض التى تنافس باسمهم، نحن لا نختار العروض، وفكرة أن فنانا يعتذر عن المنافسة أو يحصل على جائزة ويتنازل عنها أمر يخصه وحده، ولا نستطيع أن نتحكم فيها، ومن وجهة نظرى أعتقد أن هؤلاء النجوم يرون أن اعتذارهم عن التنافس فى المسابقة يعطى فرصة الفوز بجوائز لشباب المسرحيين، إلى جانب تخوفهم أن ربما وجودهم يؤثر على لجنة التحكيم نظرًا لخبرتهم وتاريخهم. ● يطالب البعض بإعطاء صناع الأعمال المشاركين بالمهرجان مساحة للحديث عن تجاربهم مع الجمهور.. فما ردك؟ إقامة ندوة بعد كل عرض من الممكن أن يؤثر على قرارات لجان التحكيم، فعندما يمدح نقاد فى عناصر عرضٍ ما قد يشكل ذلك ضغطا على اللجنة، ومن هنا قمنا بإلغاء ندوات العروض، ويمكن لصناع العروض إقامة ندوات لأعمالهم خارج المهرجان. ● تغيب عن المنافسة هذا العام بعض الجهات مثل البنوك والشركات والمسرح الكنسى وفرقة دار الأوبرا.. فما السبب؟ هذا قرارهم .. فبعض تلك الجهات لم تنتج عروضا جيدة هذا العام، والمسرح الكنسى يندرج تحت كوتة عروض مسرح المجتمع المدنى، وهم لم يقدموا أعمالا للمهرجان لهذه الدورة. ● إطلاق اسم الزعيم عادل إمام على الدورة ال 16، واسم سيدة المسرح سميحة أيوب على الدورة ال 17.. ألا ترى أن هذا يجعل اختيار اسم حامل الدورة المقبلة أكثر صعوبة؟ تاريخنا ورموزنا المسرحية كثيرة، ومن الممكن أن تحمل الدورة ال 18 اسم الفنان نجيب الريحانى، وهنا يجب أن نفرق بين اختيار اسم صاحب الدورة واختبار المكرمين، فاسم الدورة هو أعلى تقدير للفنان أن نطلق اسمه على الدورة سواء راحل أو على قيد الحياة، ولكن المكرمين كانت رؤيتى من العام الماضى أن يكونوا جميعهم على قيد الحياة، ليشعروا بقيمة التكريم ويسعدوا به، ولدينا العديد من الرموز المسرحية التى من الممكن أن نطلق اسماءهم على الدورات المقبلة، ومنهم فؤاد المهندس وسمير سرحان وغيرهما الكثير، ونحن لم نقرر بعد اسم الدورة المقبلة. ● كيف تجاوزت الإدارة الاعتذار المفاجئ لمدير المهرجان؟ الفنان ياسر صادق من أفضل الناس وأصدقهم، وهو فنان مخلص ومتميز على المستوى المهنى والإدارى والإنسانى، والأمر كله يتخلص فى أنه شعر ببعض التعب فاعتذر. وفى كل الأحوال المهرجان مستمر، حتى لو كان ذلك حدث معى كرئيس المهرجان، سيقام فى موعده بشكل طبيعى، لأن المهرجان فى النهاية مهرجان دولة، ومسئولية كبيرة، وهو عيد للمسرحيين ينتظرونه من عام لآخر. ● ما موقف المهرجان من أزمة عرض «الطاحونة الحمراء» المشارك ضمن المسابقة الرسمية؟ إدارة المهرجان ليس لها أية علاقة بهذه الأزمة، ونحن ملتزمون بقوائم أسماء صناع الاعمال التى أرسلتها هيئة قصور الثقافة، ووضعناها فى جداول المهرجان، ومن ضمنها «الطاحونة الحمراء»، وهناك مشكلة داخلية بين مخرج العرض ومصممة الديكور والملابس، وقصور الثقافة هى من تحسم هذا الخلاف باعتبارها جهة الإنتاج. ● صرحت إدارة المهرجان عن تخصيص آخر يومين من عمر الدورة ال 17 لعرض يضم نتاج ورش المهرجان؟ لدينا مشروع لتقديم عرض يضم نتاج الورش كلها، والمشاركون فى الورش هم من سيصنعونه، واتفقنا مع المخرج خالد جلال على أن يتم تنفيذه بميزانية محدودة خارج المهرجان. ● وماذا عن اقتراح استمرار ورش على مدار العام؟ أتمنى أن تكون ورشة التأليف مستمرة طوال العام، وهذا يحتاج عملا مؤسسيا يتيح للمهرجان العمل على مدار العام.