محمد بركات انطلقت الثلاثاء الماضي فعاليات الدورة ال17 من عمر المهرجان القومي للمسرح، وهو الحدث الذي ينتظره الكثير من محبي وعشاق المسرح، والتي تنطلق في الفترة من 30 يوليو الجاري وحتى 17 أغسطس، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وتحمل اسم الفنانة القديرة سميحة أيوب.. في السطور التالية يكشف محمد رياض رئيس المهرجان عن الاختلافات التي تشهدهh الدورة الجديدة عن الدورات السابقة، ومعايير اختيار المكرمين والعروض وطموحاته وأحلامه التي يسعى لتحقيقها للمهرجان. قبل أيام قليلة من افتتاح المهرجان فوجئنا بتأجيله.. ما السبب؟ وجدت أن بعض التجهيزات لانطلاق حفل افتتاح المهرجان لم تكتمل، وبناءً على ذلك قررت تأجيل المهرجان من 15 يوليو الجاري إلى 30 من نفس الشهر، أي تم تأجيل المهرجان 15 يوم فقط، وهذا قراري دون تدخل من وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وقمت بإبلاغ وزير الثقافة حتى يتسنى له حضور حفل الافتتاح، وتستمر فعاليات المهرجان حتى 17 أغسطس المقبل، وأعد الجميع بحفل افتتاح يليق بالمسرح والمسرحيين، وسيكون المهرجان بمثابة عيد لهم. لكن ميعاد افتتاح المهرجان كان محدد منذ شهور طويلة.. ما تعليقك؟ لا توجد مشكلة من تأجيل افتتاح المهرجان، هذا عملي ومسئول عنه، لأن فعاليات المهرجان قائمة منذ أكثر من شهر قبل الافتتاح، وأنتهينا من مسابقة التأليف المسرحي، وأنتهت لجنة المشاهدة من عملها وتم اختيار العروض منذ أكثر من 10 أيام، كما أنتهت مسابقة المقال النقدي وتم إستلامها، وتم الانتهاء من إصدارات المكرمين، أما باقي فعاليات المهرجان تبدأ بعد الافتتاح، في النهاية كل شخص له مطلق الحرية في انتقاد أي شيء، مثل انتقاد لجان التحكيم أو اختيار بعض المكرمين وغير ذلك من فعاليات، أنما يخرج البعض ويعترض على قراري في تأجيل افتتاح المهرجان، فهذا من صميم عملي بصفتي رئيس المهرجان، وأعلم ما ينقصه حتى يخرج الحفل على أكمل وجه، ولا اتدخل في عمل أحد، لذلك أرفض التدخل في عملي، وأنا المسئول عن المهرجان ولست مطالب بتوضيح المعوقات التي دفعتني للتأجيل. ما الاختلاف الذي تشهده الدورة الجديدة عن الدورات السابقة؟ المهرجان القومي للمسرح في دورته ال17، وهي دورة سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، وهو أكبر مهرجان مسرحي في المنطقة العربية كلها، ونحلم إن يصل لأعلى مكانة لأنه يستحق، وهو يضم فعاليات كثيرة جدا، وليس مجرد حفل افتتاح وختام، لكن فعالياته تستمر لمدة شهرين، وقبل الافتتاح نقدم ورش تمثيل وإخراج وكتابة مسرحية وإلقاء وسينوغرافيا، وحدث إقبال تاريخي على هذه الورش، لدرجة تم عمل ورشتين تمثيل بسبب الأعداد الكبيرة التي تقدمت، ويجب أن نشكر الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة لأنها وفرت كل هذه الأمور بالمجان في مركز "الهناجر" وسينما الحضارة وأخذنا كل القاعات في دار الأوبرا المصرية، وتم عمل تصفيات واخترنا ما يقرب من ألفين شخص في جميع الورش، ووجدنا طاقات مهمة ومواهب رائعة، لدينا أيضا 30 ندوة ما بين مكرمين وندوات متخصصة في المسرح، ولدينا 34 عرضا في جميع مسارح القاهرة من فئات كثيرة، المهرجان يضم كل ما أنتج من مسرح خلال عام من الجامعات ومراكز الإبداع والفرق الحرة والمستقلة ومسارح الدولة والقطاع الخاص، كل ذلك ونعمل في إطار ميزانية محدودة جداً ولم تزيد بعد الزيادة الكبيرة في كل شيء. ماذا عن العروض المشاركة في المهرجان؟ تقدم للجنة المشاهدة أكثر من 150 مسرحية من جميع القطاعات المختلفة وتم إختيار 33 عرضا من الجهات والهيئات المختلفة ويتنافسون على جوائز المهرجان، بالإضافة ل3 عروض تعرض شرفيا دون المشاركة في المسابقة، حيث يشارك البيت الفنى للمسرح ب6 عروض، وهي: "مش روميو وجولييت، العيال فهمت، أوبرا العتبة، النقطة العميا، مرايا إلكترا، السمسمية"، وتشارك الهيئة العامة لقصور الثقافة ب6 عروض وهي: "الطاحونة الحمراء، الحضيض، اللعبة، كاسبر، طقوس الإشارات والتحولات، السد"، كما تشارك وزارة الشباب والرياضة بعرض مسرحي واحد هو "حتى يطير الدخان"، ويشارك مركز "الهناجر" للفنون، بعرضين هما "أرتيست، نساء بلا غد"، أما صندوق التنمية الثقافية، يشارك ب4 عروض هي "حاجة تخوف، بعيد عنك، المصير، الاختبار"، ويشارك البيت الفني للفنون الشعبية والإستعراضية، بعرض "مملكة السحر والأسرار"، وتشارك أكاديمية الفنون ب 3 عروض وهم "العشاء على شرفك، الأشجار تموت واقفة، منحنى خطر"، وتشارك الفرق الحرة المستقلة، ب5 عروض هم "ليلة القتلة، النطحة، ضد النسيان، آخر ساعة قبل النوم، 130 قطعة"، ويشارك المسرح الجامعي، ب3 عروض من اختيار لجنة المشاهدة هي "بيرجنت، ماكبث المصنع، حياة شخص ما"، وتشارك فرق الهواة والنقابات الفنية ومنظمات المجتمع المدني بعرض "مع الشغل والجواز"، ويشارك المسرح الخاص بالعرض المسرحي "الجريمة البيضاء"، وتقام على هامش فعاليات المهرجان 3 عروض هم "حديث الصباح والمساء، سحر الحياة، نور في عالم البحور". هل اختلفت معايير اختيار العروض المشاركة في المهرجان؟ لجنة اختيار العروض لا توجد سلطة تتدخل في عملها، الجميع يلتزم باللائحة ومن المستحيل نخرج عنها، كل لجنة تعمل دون تدخل أحد، تم إختيار العروض بعناية شديدة جداً فلا توجد مرونة أو تحيز لقطاع أو جهة على حساب الأخرى، العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه على أعضاء لجنة المشاهدة التي تضم كوكبة من المتخصصين في جميع المجالات، من المتعارف عليه أن البيت الفني للمسرح يشارك ب6 عروض، الهيئة العامة لقصور الثقافة ب6 عروض أيضاً لانهم هم أكبر القطاعات في إنتاج العروض المسرحية طوال العام، نسير وفق قواعد ونسب محددة تحقق العدالة لكل القطاعات، فنجد قطاع الدولة أنتج عدد كبير جداً وأكثر من القطاع الخاص، وبالتالي يكون نصيب القطاع العام أكبر من الخاص. اعترض البعض على تكريم الفنان أحمد آدم.. ما تعليقك؟ لا نحجر على أحد يقول رأيه، نحن فنانين وكل شخص من حقه التعبير، لكن أحياناً هذا الرأي يكون غير دقيق، طال الإعتراض أيضا الدكتورة نجوى عانوس، "تعرفوا إيه عنها؟"، في النهاية هذه طبيعة المهرجانات في العالم كله، ونحترم جميع وجهات النظر، وأرجو من الجميع أن يتحروا الدقة قبل الحكم وإبداء الرأي، واللجنة العليا للمهرجان تضم قامات فنية تتكون من 12 عضو ويكون رئيس المهرجان العضو 13 للجنة، وكل اسم يطرح للتكريم يتم دراسة تاريخه المسرحي، والاختيارات تتم من خلال ألية محترفة ومدروسة ومنظمة، وأن يكون صاحب تجربة مؤثرة في المسرح، ويوجد مئات الفنانين يستحقوا التكريم لكن لدينا فقط عدد محدود يمكننا تكريمه كل دورة، وأعد من لم يكرم هذه الدورة سنقوم بتكريمه الدورات المقبلة، واخترنا هذا العام المكرمين بكل حيادية، ولا توجد مجاملات نختار بمعايير علمية، ومن أعترض على أحد المكرمين سيصدر عن كل مُكرم كتاب يتناول سيرتهم الذاتية وتاريخهم المسرحي، ويرد الكتاب على هؤلاء المعترضين، والجميع يستحقون التكريم. ماذا عن أحلامك وطموحاتك للمهرجان؟ أتمنى خروج هذه الدورة على أكمل وجه، أتمنى إستمرار فعاليات المهرجان من ورش وندوات طول العام دون توقف، ولدى أفكار كثيرة جداً في هذا الشأن. اقرأ أيضا : خاص| وفاء مكي: فخورة ب محمد رياض.. وأتمنى نتخطى بعض السلبيات