نجحت الإمارتية إلهام القاسمي كأول امرأة عربية تصل إلى القطب الشمالي، متحدية درجات الحرارة الباردة، التي بلغت 30 درجة مئوية تحت الصفر. وقالت إلهام: "أردت أن أقف على رأس العالم، وأن أتواجد في منطقة تتناقض كليا من حيث المناخ والحرارة مع ما عهدته طوال حياتي." وأضافت إلهام القاسمي: "قبل الشروع في الرحلة.. تلقيت بالفعل رسائل ملهمة ومشجعة من نساء من مختلف أنحاء الشرق الأوسط.. من السعودية وسوريا والمغرب، كن يردن مني تحقيق هذا الحلم.. لذلك لم يعد الحلم شخصيا لي الإطلاق." وقالت: "تشكل المرأة في الشرق الأوسط نصف السكان، إنهن نصف الرأسمال البشري، وهن نصف ما لم يستثمر بشكل ملائم." وتضيف قائلة: "الجامعات وكل تلك الأشياء مهمة بالطبع، ولكنها ليست ما يجعل المجتمع منتجاً، وإنما الناس الذين يتمتعون بالآراء ووجهات النظر والخيارات والخبرات." وتتابع قائلة: "المرأة في الشرق الأوسط بحاجة إلى القليل من ذلك.. سواء أكانت موضة أم فنا أم رياضة.. تلك هي رسالتي الأكثر أهمية.. وهذا ما جعل الأمر يستحق المشاركة." وتلخص هدف الحملة التي قامت بها القاسمي في جمع الأموال لصالح برنامج "تشجيع المساواة في المدارس الإفريقية PEAS وصندوق رعاية أطفال فلسطين. وكانت إلهام قد بدأت رحلتها إلى القطب الشمالي في 16 من إبريل، منطلقة من قاعدة روسية مؤقتة أنشئت على قطعة جليدية منجرفة في المحيط المتجمد الشمالي، وتزلجت لمسافة 128 كيلو مترا، وأنهت رحلتها في 23 من الشهر نفسه، بالوصول إلى الدائرة القطبية 90 درجة شمالا، وهي المنطقة المعروفة جغرافيا باسم الدائرة القطبية الشمالية. وما أن وصلت إلهام إلى القطب الشمالي، حتى قامت بنثر رمال كانت قد أحضرتها معها من الإمارات العربية المتحدة، على جليد القطب. وقبل بدء رحلتها، قضت إلهام نحو 6 شهور في برنامج تدريبي، حيث تدربت في جبال الألب الفرنسية، واحتفظت خلال تلك الفترة بيومياتها مسجلة على أشرطة فيديو، تعرضت أثناء الرحلة إلى ما يسمى بقضمات الصقيع التي أصابتها في الأنف والأصابع. وخلال حملتها إلى القطب الشمالي، احتفظت إلهام بمجلة إنترنت لتسجيل خبرتها، وصفت فيها مشهد رؤية الكتل الجليدية ورؤية السراب الجليدي، وهو عبارة عن شموس زائفة بين أضواء الشمال وأقواس قزح. وقالت إلهام: "لقد كانت قدمي وذراعي وظهري على ما يرام، ولكن مفاصلي كانت تؤلمني جراء المسير الطويل، فقد كنا نمشي 8 ساعات من دون استراحة، على أن التحدي الذهني والحالة العقلية هي الجزء الأكثر أهمية في هذه الرحلة." وعندما كانت معنوياتها تتهاوى، كانت إلهام تلجأ إلى قراءة الرسائل التي تتلقاها من الأحبة والأصدقاء الذين منحوها التشجيع والقوة على المضي قدما، بحسب ما ذكرت.