انتخابات الشيوخ 2025.. التنسيقية: لجان الاقتراع في نيوزيلاندا تغلق أبوابها    تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    «الاتصالات» تطلق مسابقة «Digitopia» لدعم الإبداع واكتشاف الموهوبين    روسيا: تحرير بلدة "ألكساندرو كالينوفو" في دونيتسك والقضاء على 205 مسلحين أوكرانيين    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    الكوري سون يعلن نهاية مسيرته مع توتنهام الإنجليزي    تفاصيل القبض على سوزي الأردنية وحبس أم سجدة.. فيديو    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق "بلبيس - السلام" بالشرقية    «تيشيرتات في الجو».. عمرو دياب يفاجئ جمهور حفله: اختراع جديد لأحمد عصام (فيديو)    لا تتسرع في الرد والتوقيع.. حظ برج الجوزاء في أغسطس 2025    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 26 مليونا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    هايد بارك ترعى بطولة العالم للاسكواش للناشئين 2025 تحت 19 عامًا    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    الثقافة تطلق الدورة الخامسة من مهرجان "صيف بلدنا" برأس البر.. صور    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تغير الجو في مصر والعالم بصورة متطرفة؟
حرارة مرتفعة.. برد قارس.. أنواء شديدة.. والفصول الأربعة في يوم واحد
نشر في الأخبار يوم 28 - 12 - 2010

ماذا حدث للجو في مصر!!. اصبحنا نري الفصول الاربعة في يوم واحد.. لم يعد الطقس كما كنا نعرفه منذ طفولتنا حار جاف صيفا.. دافيء ممطر شتاء.. لقد ارتفعت درجة الحرارة في صيف هذا العام إلي ما يقارب الخمسين درجة لأول مرة.. وامتد موسم الصيف حتي شهر ديسمبر الحالي.. وأصبح من المألوف أن تري البعض يرتدي ملابس الصيف الخفيفة في عز الشتاء.. وقال بعض الظرفاء أن جو مصر أصبح مثل جو الخليج العربي ولكن بدون بترول!!
التطرف في الطقس أصبح سمة واضحة في مصر.. الشتاء قارس البرودة.. تصل الاجواء فيه إلي حد الصقيع وتقترب من الصفر.. وهذا ما شاهدناه خلال الايام الماضية.. جو متقلب حاد.. عواصف ترابية تداهم معظم المحافظات وتسبب العديد من الحوادث المرورية الي جانب اقتلاع الاشجار وأعمدة الإنارة ولافتات الإعلانات أعلي العمارات.
وشهدت الاسكندرية أمطاراً غزيرة وعواصف عاتية اغرقت مناطق عديدة بالمدينة فيما يعرف بنوة قاسم حيث جاءت النوة هذا العام عنيفة وقاسية زادت سرعة الرياح فيها.. وصاحبتها الامطار بمعدلات غير مسبوقة.. وارتفعت امواج البحر المتوسط لتصل الي 6 امتار وهي ظاهرة كما يقول الخبراء في وزارة الموارد المائية والري لم تحدث منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
وقد ارتفعت المياه بالمناطق المنخفضة داخل القري والمدن بمحافظات السواحل الشمالية.. وارتداد المياه داخل مصبات المصارف علي البحر عند البواغيز.. وارتفاع مناسيب المياه في جميع البحيرات الشمالية وخاصة أدكو والبرلس.. وتشير الدراسات الي تأثر المناطق الساحلية في البحرين المتوسط والاحمر بزيادة شديدة وتكرار موجات الحرارة والعواصف الرملية والترابية.. وتغير اتجاه الرياح وتغيرات في دورات النوات المعروفة في الاسكندرية وشدتها.
ولم يقتصر التطرف في الطقس علي مصر فقط..ولكن امتد إلي المنطقة العربية فقد شهدت مكة المكرمة ومدينة جدة سيولا عارمة خلال موسم الحج هذا العام.. كما شهدت سوريا التي عانت من الجفاف طوال السنوات الثلاث الماضية امطاراً رعدية وثلوجاً غطت مدنا بأكملها.. وشهدت سلطنة عمان اعصاراً عنيفاً.. وازدادت حدة الأمطار الثلجية في كل من المغرب والجزائر وتونس خلال الايام الماضية.
وعلي مستوي العالم شهد عام 0102 مآسي عديدة في مناطق مختلفة بسبب تطرف الطقس فقد تعرضت روسيا لموجة جفاف شديدة خلال صيف هذا العام وأحرقت النيران مساحات ضخمة من الغابات وأدي الجفاف الي نقص حاد في انتاجية محصول القمح. وحدث نفس الشئ في استراليا التي ضرب الجفاف مساحات كبيرة منها.
في نفس الوقت عانت باكستان من فيضانات عارمة تسببت في مصرع 0671 شخصا وتشريد 12 مليوناً وتسببت الفيضانات في باكستان والهند الي غرق مساحا تضخمة مزروعة بالقطن.
وبينما يستقبل العالم أعياد رأس السنة وأعياد الميلاد فأن الصقيع والثلوج تغطي مساحات كبيرة في دول أوروبا الغربية والشمالية.. وتسببت الثلوج التي تغطي الشوارع الي توقف حركة السيارات.. بل ان حركة الطيران الي أوروبا تأثرت بشدة بسبب الثلوج التي تغطي المطارات.. وأكد تقرير لمركز وبائيات الكوارث التابع لامانة الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث ان خسائرالعالم بسبب كوارث الطبيعة هذا العام بلغت 18 مليار دولار بسبب تزايد حدة الاعاصير والفيضانات والجفاف.
الخبراء المصريون والعالميون يجيبون علي السؤال.. ماذا حدث في جوالعالم ومصر؟
يقول د. السيد صبري مستشار وزارة البيئة لشئون المناخ أن هذا السؤال اجاب عنه التقرير الرابع للجنة الدولية الحكومية لتغير المناخ والذي صدر عام 7002.. وأكد التقرير أن التطرف في الطقس اليومي هو أحد مظاهر تغير المناخ العالمي والذي يسبب الاحترار العالمي أو ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.. وأكد العلماء أن هناك علاقة بين الاحتباس الحراري والتغيرات الحادة في الطقس.. مثل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.. أو الانخفاض الشديد فيها والذي يؤدي الي ظاهرة الصقيع وتساقط الثلوج.. وكذلك زيادة حدة الاعاصير والعواصف المدارية في اقاليم العالم المختلفة.
وأضاف د. صبري أن هناك فرقا في التعريف بين المناخ والطقس حيث أن المناخ يعرف بأنه الانماط طويلة الأجل في طقس الارض في فترات قد تصل الي آلاف السنين وتمتد لمساحات واسعة من كوكب الارض.. والارتفاع في درجة حرارة الكرة الارضية يقاس بالجزء من عشرة من الدرجة المئوية ويحدث كل الف عام أو أكثر.. وقد تتسارع وتيرته بفعل الاحتباس الحراري ليرتفع الي درجة أو درجتين او ثلاث. ويحدث ذلك ظواهر تدميرية عنيفة مثل الفيضانات والعواصف والاعاصير والجفاف والتصحر.
الطقس والمناخ
أما الطقس فيشير الي ظواهر قصيرة الاجل مثل درجة الحرارة اليومية وتساقط الامطار وانماط الرياح وتوجهاتها.. ويبين التقرير الرابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والذي صدر عام 7002 وجود زيادة مطردة في وتيرة الاعاصير وقوتها وكذلك العواصف المدارية التي تضرب جميع مناطق العالم بسبب تغير المناخ.
ويضيف د. سيد صبري أنه حدث تغير كبير من التطرفات الحرارية علي مستوي العالم حيث تشير الابحاث الي تقلص كبير في عدد الايام الباردة علي مدي العام وذلك بحوالي 57٪ في المناطق المتوسطة من العالم.. مقابل زيادة عدد الايام الحارة بمعدل 01٪ خلال الفترة من 1591 إلي عام 3002.. وتعد موجة الحر التي عرفتها أوروبا الغربية والوسطي خلال صيف عام 3002 من اقوي التطرفات الحرارية علي الاطلاق منذ بداية الرصد لدرجات الحرارة عام 5871.. وأن آخر التحليلات التي قام بها العلماء تشير إلي الزيادة المستمرة في معدل الامطار في المناطق المدارية الواقعة بين 01 درجات شمال القارة الأمريكية والأوروبية وشمال ووسط آسيا اما حوض البحر المتوسط والشمال الأفريقي وجنوب القارة الافريقية وبعض مناطق جنوب آسيا فقدتعرضت إلي طفرة في ظاهرة الجفاف.. ويشير العلماء إلي ان تراكم ثاني أكسيد الكربون والغازات النادرة في الجو سوف يؤدي إلي زيادة المتوسط العالمي لدرجة حرارة سطح الارض بنحو 5.1 الي 5.4 درجة مئوية بحلول عام 0302.. وإلي تغيرات لا يمكن التنبؤ بها في أنماط سقوط الأمطار وإنتاج الغذاء.. ويصاحب ذلك ارتفاع في مستوي سطح البحر ما بين 02 - 041 سنتيمترا.
وهناك ادلة حول احتمال حدوث انخفاض شديد في الانتاج الزراعي في بعض الاقاليم مثل البرازيل والساحل الافريقي وجنوب شرق اسيا والاتحاد السوفيتي والصين وهو ما حدث بالفعل عام 0102 حيث تسبب الجفاف الذي ضرب روسيا في اشعال الحرائق بالغابات ونقص انتاجية محصول القمح بدرجة اثرت علي حجم تصدير هذه السلعة للخارج واجبرت الاتحاد السوفيتي علي وقف تصديره ونفس الشئ حدث في أستراليا حيث ضرب الجفاف اجزاء كبيرة منها اثرت علي انتاجيتها من القمح.
وفي المنطقة العربية ضرب الجفاف سوريا لمدة 3 سنوات متتالية وحولها من دولة مصدرة للقمح الي دولة مستوردة له.. كما تعرضت المغرب خلال السنوات الماضية الي نوبات جفاف شديدة اثرت علي انتاجها من المحاصيل الرئيسية.. وفي خريف هذا العام تعرضت سوريا لعاصفة ثلجية شديدة وأمطار غزيرة.. ونفس الشئ تعرضت له المغرب والجزائر وتونس.. وتتأثر النظم الايكولوجية الارضية بتركيزات غازات الدفيئة والتغيرات المناخية المصاحبة لها.. وأن التغيرات المتوقعة في درجات الحرارة ومعدل سقوط الأمطار تشير إلي إمكان انتقال المناطق المناخية الي عدة مئات من الكيلو مترات نحو القطبين الشمالي والجنوبي في زمن يتراوح بين 05 إلي 001 عام قادمة.
وخلال 05 سنة ماضية امكن رصد تأثير غازات الدفيئة في الزيادة في درجة حرارة الارض السطحية وتقلص صفيحة الجليد البحري وانحسارالجليد وزيادة الامطار علي خطوط العرض القطبية في النصف الشمالي للارض.
»القطاع الزراعي مهدد
ويقول د. أيمن فريد أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية ورئيس مركز معلومات التغيرات المناخية ان حالة الجو غير المستقرة التي تشهدها مصر خلال السنوات الاخيرة والتي ظهرت بشكل واضح هذا العام هي واحدة من سلسلة حالات مدمرة موجودة حول العالم تتمثل في فيضانات ونوبات شديدة من الصقيع في المناطق الباردة ونوبات من الجفاف في المناطق شحيحة المطر.. مؤكداً أن ذلك يأتي كنتيجة مباشرة للاثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية التي تهدد العالم بأكمله بسبب تزايد الانبعاثات الحرارية في الجو.. ودلل علي ذلك بالتحول الذي طرأ علي طبيعة الطقس في مصر الذي كان يعد مستقراً طوال العام ليصبح حالياً متقلبا في فترات طويلة من العام مما كان له انعكاسات مباشرة علي الكثير من القطاعات وعلي رأسها القطاع الزراعي الذي اصبح مهددا.. ويشير تقرير الابلاغ الوطني الثاني عن تغير المناخ في مصر والذي يدور حول تقييم اهم اخطار التغير المناخي المحتملة علي مصر الي ان التغير المناخي له تأثيرات محتملة علي قطاع الزراعة في مصر لعل اهمها نقص الانتاجية الزراعية في بعض المحاصيل نتيجة الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة وتغير مواعيد ومعدلات تكرار حدوث الموجات الحارة والباردة والاجهاد المائي للمحاصيل وانتشار الافات والأمراض.
وتتوقع دراسات التقييم المناخي حدوث انخفاض في انتاجية عدد من المحاصيل الرئيسية في مصر بحلول عام 0502 ومن بين هذه المحاصيل القمح بنسبة 51٪ والذرة بنسبة 91٪ والارز بنسبة 11٪ وفول الصويا بنسبة 82٪ والشعير بنسبة 02٪.
إلي جانب زيادة معدلات غرق وتملح الأراضي الزراعية الساحلية وهي تتراوح ما بين 21 - 51٪ من الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة في الدلتا.. وزيادة البحر وزيادة الاستهلاك المائي للمحاصيل الزراعية نتيجة الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة وبالتالي انخفاض كفاءة استخدام مياه المحاصيل بشكل مباشر وزيادة الطلب علي مياه الري.. ومن المتوقع ان تزداد الاحتياجات المائية للمحاصيل الاستراتيجية في مصر بمعدل يتراوح ما بين 6٪ إلي 61٪ بحلول عام 0012.. كما ستزيد معدلات تآكل التربة وتقليل امكانية زراعة المناطق الهامشية وزيادة معدلات التصحر نتيجة موجات الحرارة والجفاف الأكثر تكرارا وشدة.. وعدم جودة الانتاجية الزراعية لبعض المحاصيل في مناطق كانت تجود فيها نتيجة تغير متوسط درجات الحرارة.. وإلي جانب التأثير في المحاصيل الزراعية وانتاجيتها فإن التغيرات المناخية تؤثر علي الانتاج الحيواني وهناك امكانية اختفاء سلالات ذات اهمية نتيجة الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة.. كما ظهرت بعض الأمراض الحيوانية الجديدة في مصر التي لها أثار سلبية قوية علي الانتاج الحيواني مثل مرض اللسان الازرق وحمي الوادي المتصدع وكلاهما يرجع الي بعض التغيرات الملحوظة في مناخ مصر.
ومن المتوقع انخفاض انتاجية الأعلاف بسبب اثار التغير المناخي علي انتاجية المحاصيل فضلا عن زيادة التنافس علي موارد التربة والمياه بين المحاصيل العلفية والحبوب.. كما يتأثر الانتاج السمكي نتيجة تغير الانظمة الايكولوجية خاصة في المناطق الساحلية فيؤدي الارتفاع المتوقع لدرجة حرارة مياه البحر الي تغير في توزيع الاسماك باتجاه الشمال وانتقالها للعيش في المياه العميقة.. كما ان زيادة ملوحة المياه في البحيرات الساحلية يمكن أن يؤثر علي اغلب انواع الاسماك في تلك البحيرات مما يزيد من الاثار الضارة علي الانتاج السمكي ومن آثار التغير المناخي التي ظهرت جلية في عام 0102 كارثة السيول التي ضربت سيناء وأسوان والبحر الاحمر في يناير الماضي والتي سببت اضراراً فادحة في معظم الاراضي ذات السطح المنحدر والتربة غير النافذة لها نتيجة لفقد الماء الذي كان سينفذ إلي التربة وربما تحتاج النباتات اليه.
كما أن انجراف التربة أكثر خطورة نظراً لأن التربة السطحية تفقد تدريجياً مما يعني فقد الخصوبة الطبيعية وفقد المغذيات الصناعية التي اضيفت اليها.
صحة البشر مهددة
وحول أثر التغيرات المناخية علي الاوضاع الصحية في مصر تقول د. مديحة خطاب في بحث لها قدم إلي مؤتمر التغيرات المناخية وآثارها علي مصر عقد أوائل شهر نوفمبر عام 9002.. أنه من المؤكد ا تغير المناخ يؤثر علي انتشار البلهارسيا وغيرها من الامراض الطفيلية.
حيث إنه عند درجات الحرارة المنخفضة تصبح القواقع كامنة وخصوبتها تكاد تكون معدومة ولكنها تظل باقية علي قيد الحياة.. وعند ارتفاع درجات الحرارة تنشط القواقع ويزيد انتاج البيض ويزيد عدد القواقع مما يزيد من فرصة الاصابة بالبلهارسيا.
وتضيف أن دراسات اللجنة الدولية الحكومية المعنية بتغير المناخ تشير إلي أن أحد أكثر الامراض مدعاة للقلق في مصر هي الملاريا حيث تمثل 3 متغيرات هي زيادة الامطار ودرجة الحرارة والرطوبة بيئة مثالية تعمل علي نشر البعوض الذي يسبب الملاريا وبالطبع فإن التغير المناخي سوف يؤثر علي هذه المتغيرات.
كما قد ينشأ عن تغير المناخ تعرض مصر لكوارث السيول مما يترتب عليه تسهيل تكاثر البعوض وبالتالي فرصة الاصابة بهذا المرض.. وهناك ايضا مرض حمي الوادي المتصدع الذي ينقله البعوض من الأغنام والماشية إلي الانسان.. وقد ظهر هذا المرض في مصر عام 7791 وعام 3991 وهذا المرض له علاقة قوية بالتغير المناخي.. فارتفاع درجة الحرارة يساعد علي تكاثر البعوض الناقل لهذه المرض كما يساعد علي تواجده في أماكن لم يكن بها من قبل.. وهذا المرض أحد الاوبئة المستحدثة ذات الابعاد الهائلة في مصر.
وهناك ايضا مرض الكوليرا.. وقد اشارت دراسات اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الي ان الفيضانات والجفاف والاعاصير تؤدي إلي زيادة فرصة الاصابة بمرض الكوليرا.. وفي ظل التغير المناخي قد تزداد فرص الإصابة بهذا المرض ومن الامراض التي يلعب التغير المناخي دوراً فيها هو الاسهال.. حيث ان سقوط الامطار وتباين درجات الحرارة العظمي والصغري يومياً والرطوبة تؤدي إلي زيادة فرص الاصابة بأمراض الاسهال خاصة بين الأطفال.. كما يمكن ان يؤثر تغير هطول الامطار ودرجة الحرارة والرطوبة والرياح في حدوث عوامل تؤدي إلي تطاير الجراثيم الفيروسية التي تزيد من معدلات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والدرن الرئوي والحمي الروماتيزمية وفي ظل تغير المناخ تزداد درجة الرطوبة مما يساعد علي انتشار الامراض الصدرية. كما يؤدي التغير المناخي الي انتشار أمراض الحساسية والربو القصبي الموسمي.
ويشير تقرير اصدرته وزارة البيئة المصرية الي أنه من المرجح أن يصبح تغير المناخ العامل الرئيسي المباشر لضياع التنوع البيولوجي.. ومن المتوقع ان تحد التغيرات المتوقعة في المناخ وبالتلازم مع التغير في استخدام الأراضي وانتشار الانواع الغازية من قدرة بعض الانواع علي الهجرة وتعجل من ضياعها.
وتشمل عواقب تغير المناخ علي التنوع البيولوجي تغيرات في توزيع الانواع النباتية والحيوانية علي الارض وتزايد معدلات الانقراض وتغيير في توقيت التكاثر وتغيرات في طول فصل النمو.. وستجد النباتات مثلا نفسها في نظم مناخية مختلفة قد لا تستطيع ان تتكيف أو تتأقلم معها.
غرق الدلتا
وتؤدي التغيرات المناخية الي ارتفاع سطح البحر بسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي وهذا يسبب خطراً شديداً علي الدول الجزرية حيث يشير العلماء إلي ان ارتفاع سطح البحر يمكن ان يحول البلدان الجزرية إلي مناطق غير مأهولة بالسكان وتشريد عشرات الملايين من البشر.
كما تهدد الفيضانات المناطق الحضرية المنخفضة والاراضي المنتجة وفي مصر تشير الدراسات الي أن دلتا النيل وساحلها الشمالي أكثر المناطق عرضة لخطر ارتفاع مستوي سطح البحر.
وتوقع الخبراء أنه في حالة ارتفاع مستوي سطح البحر بنحو 05 سنتيمتراً بحلول عام 0502 فإن محافظة الاسكندرية ستنحسر 7.13 كيلو متراً مربعاً ومحافظة بورسعيد ستخسر مساحة 32 كيلو متراً مربعاً.. وستغرق مدن دمياط ورأس البر وجمصة وما حول بحيرة البرلس وبحيرة المنزلة وبحيرة البردويل.. وستصبح المنطقة الساحلية الممتدة بين دمياط ورشيد اشبه بالجزر المنفصلة تحيط بها المياه من كل مكان.. كما تتعرض الدلتا لتغلغل الماء المالح في الاراضي الزراعية مما يرفع من درجة ملوحتها ويقلل من خصوبتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.