على الرغم من أن على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية وأمين الإعلام فى الحزب الوطنى، يؤيد سياسة أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، فى زياراته المفاجئة للمدارس، فإنه يرى أسلوب بدر «عنفا مؤقتا». وقال هلال «إنه عنف مطلوب لأن العملية التعليمية بلغت حدا كبيرا من التدهور يحتاج إلى صدمة مثل ما يفعله الوزير»، وأضاف ملتمسا العذر للوزير بأنه لايزال «يتحسس قضايا التعليم ولم يدخل بعد فى التطوير الأساسى له». وقال هلال، الذى تحدث عن «تحديات تطبيق مفاهيم المواطنة فى التعليم المصرى» أمام رابطة التربية الحديثة مساء أمس الأول، تعليقا على قرارات بدر بنقل المعلمين من مدارسهم خلال زياراته الميدانية، إن «النقل ليس من سلطة الوزير بل من سلطات المحافظ». واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن «وزيرى التعليم ليسا أساس العملية التعليمية» متحدثا عن وجود مسئولين آخرين أهمهم وكلاء الوزراء ومديرو التربية فى 29 محافظة، «لابد من النظر إلى تعليمهم وثقافتهم وتاريخهم ومدى إدارتهم للعملية التعليمية، فجهاز الوزارة جهاز إدارى لا يملك سوى مناقشة القضايا المهمة ووضع حلول يمكن تنفيذها، ولابد أن نعترف بأن الرقابة على 43 ألف مدرسة أمر مستحيل»، قائلا إن «التعليم أخطر من أن نتركه للتربويين وحدهم». وطالب هلال بالعمل على تعميق الأصول المصرية لدى الطلاب فى جميع المراحل، ومواجهة الانبهار الأعمى بالعولمة والانسحاق وراء الدول العظمى والمتطورة مثل أمريكا والصين، لأن الطالب إذا لم يكن لديه انتماء لوطنه وفخر بأصله فإنه لن يفكر فى معنى المواطنة من الأساس. ووفقا لأستاذ العلوم السياسية القيادى فى الوطنى فإن كون «التعليم جزءا من نظام سياسى واقتصادى واجتماعى وثقافى، هو أول معوقات تطبيق مفاهيم المواطنة فيه، فلابد من تضمين هذه المفاهيم، أولا، فى جميع الأنظمة حتى يمكن أن يتضمنها التعليم بشكل لاحق، مضيفا إن «تغافل الشخصيات العامة والرأسمالية المتوحشة عن العدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء، وتركيزهم على المساهمات الفردية من أكبر المعوقات التى تحول دون تطبيق مفاهيم المواطنة»، رابطا بين هذا والتفسيرات الخاطئة للدين التى تتضح عندما نسأل الشخص «من أنت؟» فيجيب: «أنا مسلم مصرى أو مسيحى مصرى» مما يوقد جذوة التعصب، فى حين المفروض أن تكون الإجابة ب«أنا مصرى فقط». ولم ينس أمين الإعلام بالحزب الوطنى أن يشير إلى دور السياسيين فى إشعال جذوة التعصب بتصريحاتهم، ضاربا المثال بأن أحدهم قال «أن يحكم مصر ماليزى مسلم أفضل من أن يحكمها مسيحى مصرى».