ساعات طويلة قضاها طلاب الجامعات المصرية مساء أمس، الأربعاء، بمسرح كلية العلوم الزراعية جامعة قناة السويسبالعريش، انتظارا لحضور الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، والدكتور أحمد زكى بدر، وزير التعليم، بمشاركة الدكتور محمد الزغبى، رئيس الجامعة، واللواء مراد محمد موافى، محافظ شمال سيناء الذى ألقى كلمة ترحيب وغادر القاعة، بعد أن تم تبادل الدروع بين المحافظ والوزيرين ورئيس جامعة قناة السويس. اللقاء الذى شهده قرابة 2000 طالب ومشارك، تطرق لعدة تساؤلات حول التنمية المعطلة فى سيناء، وتغيير سياسات التعليم بتغيير الوزراء، وأسباب الزيارات المفاجئة للوزير على المدارس، كما شهد حالة من الملل لدى الطلاب بسبب طول اللقاء، حيث فضل الطلاب أن يتناولوا العشاء عن استكمال اللقاء، وغادر جزء كبير منهم القاعة قبل انتهائه فعليا، كما شهد اللقاء أعضاء مجلسى الشعب والشورى بشمال سيناء واللواء جابر العربى رئيس مركز ومدينة العريش. وفى رده على تساؤلات الطلاب قال الدكتور هانى هلال أن سيناء لها أولوية فى التنمية إلا أنها تسير حاليا بصورة بطيئة لكن الدولة تركز عليها، موضحا أن ما يتردد حول إلغاء كلية التعليم الصناعى غير حقيقى، لكن هناك تطوير لها لمواكبة احتياجات المجتمع من خلال سياسة التطوير، قائلا: "سيتم فتح المجال لاستكمال الدراسات العليا بكلية التعليم الصناعى وتحضير ماجستير ودكتوراه فى المجال الفنى والتكنولوجى"، مشيرا إلى أن العام الحالى هو الأخير الذى تنعكس آثار الأزمة المالية العالمية على مصر والتعليم، نافيا أن تكون السياسات تتغير بتغير الأشخاص قائلا: "إن الأستاذ مثل العامل لا يهدم ما بناه غيره وهناك سياسة ثابتة للتعليم من 2006 حتى 2022". وفيما يتعلق بعدم دخول أى جامعة مصرية ضمن أفضل 500 جامعة فى العالم، قلل هلال من هذا الأمر، مرجعا إياه إلى نشر أبحاث علمية فى مجلات متخصصة، وأن جامعة القاهرة يدرس بها 250 ألف طالب مقارنة ب 6 آلاف طالب مع الجامعات العالمية، وأنه تشجيعا لنشر الأبحاث تقرر منح كل باحث 50 ألف جنيه عن كل بحث فى المجلات المتخصصة الشهيرة، مضيفا: "لا يمكن إنشاء جامعات بدون دراسة احتياجات المكان أولا". وردا على أسئلة الطلاب قال الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، إن مسألة الزيارات المفاجئة والتفتيش على المدارس ليست غرضا فى حد ذاتها بقدر ما هى تهدف إلى الوصول إلى الجودة وضبط العملية التعليمية حاليا، لأنه فى ظل إمكانيات المدارس لابد أن يتواجد الطلاب والمدرسين، لكن الطالب يفضل أن ينام فى البيت، ويلتقى المدرس فى حصة الدرس، وبالتالى لا يطيقون أن يروا بعضهم البعض فى المدرسة، ومع استمرار الانضباط سيتعودون على ذلك وتنضبط العملية التعليمية. وقال: "للأسف بعض المدارس تقوم بتخزين أدوات وأجهزة المعامل فى الدواليب، ولا يستخدمها الطلاب، وبالتالى قد لا يرى الطالب الميكرسكوب إلا فى الكتاب، رغم وجوده فى مدرسته لتقاعس المسئولين عن المعمل"، وقال: "إنه من خلال جولاته اكتشف أشياء مشابهة، حيث وجد مدرسة قامت بعمل قرطاسين للتلاميذ فى المعمل والأجهزة مقفول عليها، وتحول المكان إلى ما يشبه المقهى للمعلمين". وقال الوزير: "إن مصطلح "لا مدارس بعد مارس" غير مقبول بالمرة، وتاهت الحقيقة بين مدرس يقول للطلاب لا يأتون للمدرسة، وطالب يقول أنا لا أذهب إلى المدرسة، لأن المدرس لا يشرح، نعم هناك مدرسون لا يشرحون، لكنهم قلة والشرفاء جادون فى عملهم، موضحا أن هناك عملية تطوير للمناهج بدأت من التربية الدينية والثقافية من خلال تحسين الذوق وتعليم الطلاب الاهتمام بمدارسهم والحرص عليها من خلال التربية الفنية والارتقاء بالجماليات والذوق". وقال بدر إن عملية تطوير التعليم الثانوى وليس الثانوية العامة مرصود لها 2.6 مليار جنيه بخلاف استمرار إنشاء 3500 مدرسة ضمن البرنامج الانتخابى للرئيس. ونفى بدر وجود تغيير فى السياسات التعليمية بتغير الوزراء، مؤكدا أن السياسات واحدة لكن طريقة التنفيذ تختلف من وزير إلى آخر، مشيرا إلى ضرورة التنسيق من أجل تطوير التعليم فى ظل حالة عدم الرضا عن نظام الثانوية العامة الحالى.