«قضية حياة أو موت» بهذه العبارة حسمت المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا مسألة وجود المرأة المتساوى مع الرجل فى سلطات الدولة الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، واصفة ما تعرضت له المرأة المصرية، من ثغرات تاريخية، بأنه «مؤامرة تعرضت لها مصر أدت إلى الحد من نشاطها لبعض الوقت»، وأرجعت ذلك إلى عوامل اجتماعية، مستدركة أن كل هذا «لم يلغ نشاطها ومشاركتها داخل المجتمع بدليل وجودها فى كل القطاعات دون أن نحصرها فقط فى النشاط السياسى». جاء هذا خلال مشاركتها فى انشطة المقهى الثقافى لمهرجان سور الأزبكية بجامعة القاهرة تحت رعاية د. هبة نصار نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وأضافت الجبالى ردا على سؤال أحد الطلاب بشأن قضية تعيين المرأة قاضية فى مجلس الدولة أن اشتغال المرأة بالقانون يقترب من مائة عام، وذكرت ان هناك قطاعات قضائية أصبحت المرأة تمثل فيها نصف قوة العمل، مثل هيئة النيابة الإدارية، ونفت الجبالى أن يكون الحديث الدائر بين المثقفين خلال الفترة الماضية حول تعيين المرأة فى مجلس الدولة هجوما ضد المجلس، وإنما اعتبرته مجرد مناقشات وقالت: «لا يعد هذا الحديث انتقاصا من المجلس لأن القضاء سيظل شامخا». وقالت ردا على سياسة غلق بعض البرامج الفضائية بسبب دعاوى القضائية أن القاضى يجب ان يقف بجانب تعميق الحريات داخل المجتمع، وأن حرية الصحافة والإعلام هى ضمان لذلك، وتابعت « لكن ينبغى تفعيل مواثيق الشرف الصحفى لتقويم الأداء الإعلامى. وحول موقف المحكمة الإدارية العليا من بيع الغاز إلى إسرائيل، قالت الجبالى الأمر متعلق بالفقه القانونى ومدى تفسيره، مشيرة إلى أن البعض يعلى من شأن أعمال السيادة والبعض يحاول تجريمها، موضحة أن الخلاف القانونى يجب أن يوضع فى إطاره الصحيح، وقالت «أنا ضد تسييس القضاء ويجب احترام رغبة المواطن المصرى الذى يرفض التطبيع مع إسرائيل بسبب أنها دولة عدوانية وترقى إلى مستوى دولة جرائم الحرب»، وتابعت «حتى لو كانت هناك معاهدات بين الدولتين فإنها لا تلزم الشعب». وسألها بعض الطلاب عن رأيها فى تعديل الدستور ومستقبل مصر السياسى اعتذرت عن الإجابة وقالت: «لا يجوز إبداء الرأى فى الدستور»، اعتبرت أنها فى موقف الحارس على الدستور بحكم منصبها، وقالت «أما إذا تنحيت عن المحكمة الدستورية ففى هذه الحالة سأقول كل ما عندى». ووجهت الجبالى حديثها إلى شباب الجامعة مؤكدة أنهم جيل يعانى من العديد من الصعوبات والتحديات، وقالت «أعترف أننا كجيل الوسط لم نورثكم وطنا صحيحا وفقا للمبادئ التى تربينا عليها، وأننا مسئولون عن اهتزاز القيم عندكم لذلك فأمامكم تحديات خطيرة»، وقالت الجبالى التى كانت تجلس على منصة خلفيتها صورة ضخمة للروائى نجيب محفوظ: أريد أن أكرر رسالة محفوظ التى وجهها لجيل الشباب حينما قال أريد أن أعتذر للشباب وقالت» أشعر أننا جيل يريد الاعتذار لكم»، وأكدت قيمة الصبر مؤكدة أن الشباب يجب أن يتحلى بها حتى يستطيع تحقيق أهدافه دون استعجال. وطالبت الشباب: «عليكم أن تواجهوا العالم الذى تحول إلى قرية صغيرة لبناء مشروع وطن قوى»، وأكدت ضرورة أن يؤمن جيل الشباب بأن مشاركة المرأة مع الرجل قوة وأن التفريط فى دور المرأة ضعف كبير، ووصفت المرأة التى لديها رفاهية الاختيار فى تفضيل المكوث فى المنزل عن النزول إلى العمل» بأنها بذلك تصعب على الرجل مهمته»، وضربت مثالا بتقدم دولة مثل اليابان حيث تبلغ قوة عمل المرأة بها 100%.