«وجود المرأة فى السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية مسألة حياة أو موت».. بتلك الكلمات عبرت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية، عن غضبها تجاه المعارضين لتولى المرأة القضاء بحجة عدم الشرعية، واصفة ذلك ب«المؤامرة على المرأة المصرية وعلى مصر كلها». وقالت الجبالى، خلال الندوة التى عقدت بمهرجان سور الأزبكية فى جامعة القاهرة، أمس الأول، وأدارتها الدكتورة هبة نصار، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إن المدارس الفقهية تنقسم فيما بينها بشأن تولى المرأة القضاء إلى 3 آراء، أولها: يحظر توليها بناء على قاعدة القياس، وثانيها: يتيح لها بشروط، وثالثها: يتمثل فى فكرى ابن رشد وابن حزم، اللذين يطلقان حق المرأة فى تولى القضاء، مشيرة إلى أن هذه الاختلافات تؤكد حق المجتمع فى الاختيار من بينها. وانتقدت الجبالى من يطالبون المرأة بالالتزام بالمنزل، قائلة: «العمل ضرورة وليس رفاهية اختيار لدى فئات الشعب، فلو جلست المرأة فى المنزل ستزيد المشقة على الرجل»، مطالبة بضرورة مناقشة قضية مشاركة المرأة فى إطار مفهوم شعبى واسع. وذكرت الجبالى أن المرأة المصرية اقتحمت مجال العمل منذ قرن من الزمان، موضحة أن نسبة المرأة فى العمل بالطب الشرعى بلغت 52%، و50% من السيدات فى النيابة الإدارية، متسائلة: «كيف يطالب البعض بعدم عمل المرأة؟». ووجهت الجبالى حديثها لطلاب وطالبات الجامعة، قائلة: «هناك صعوبات كبيرة تم فرضها عليكم، وللأسف لم نورثكم وطنا صحيح البدن وأمامكم تحديات كبيرة، وجيلكم القادم عليه تحد كبير، لأنه يواجه السماوات المفتوحة والعالم الذى تحول لقرية».