وسط العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، ما زالت الضغوط تزيد في دول العالم وسط مطالبات بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية اللازمة للقطاع المحاصر الذي تُرك أهله بلا ماء ولا غذاء ولا وقود ولا كهرباء. وبعد احتجاجات في عواصم دول العالم الأوروبية والأمريكية والآسيوية والأفريقية، ومقاطعة واسعة للمنتجات الإسرائيلية في الشرق الأوسط والدول العربية والإسلامية، وصلت المقاطعة إلى أمريكا. ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، وقع 900 طاهٍ وأصحاب مطاعم في أمريكا الشمالية على عريضة تطالب بمقاطعة المطاعم الإسرائيلية والطعام الإسرائيلي، احتجاجًا على الهجمات على غزة. ويقول الطهاة إن إسرائيل تسرق المطبخ الفلسطيني وتحاول محوه من عالم الطهي، تماما كما تحاول محو الشعب الفلسطيني. وتدعو العريضة إلى مقاطعة شركات الأغذية الإسرائيلية وفعاليات الطهي التي تروج لإسرائيل كوسيلة لوقف إطلاق النار. وجاء من بين الموقعين عدة أسماء يهودية بارزة مثل المراسلة في صحيفة نيويورك، هيلين روزنر، والطاهي الناشط - وأحد المبادرين بالعريضة - أورا وايز، بالإضافة إلى العديد من أصحاب محلات الأطعمة اليهودية في جميع أنحاء البلاد. وشملت القائمة مؤلف كتاب الطبخ وكاتب عمود الطعام السابق في صحيفة نيويورك تايمز سامين نصرت، بالإضافة إلى بطل سلسلة وثائقية الطعام على نتفليكس، ستيفن ساترفيلد، والشخصية التي تعتبر "وجه المطبخ الفلسطيني" في أمريكا، مؤلفة كتب الطبخ ومراسلة صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" ريم قسيس. ويوجد أيضًا على قائمة الموقعين طهاة بارزون مثل ماسون هيريفورد من مؤسسة ساندويتش الأسطورية في نيو أورليانز وتركيا، والشيف النباتي الشهير براينت تيري، يوجد أيضًا في القائمة طهاة المطبخ والمعجنات في فندق "وايث" الشهير في بروكلين، والطهاة والخبازون في سلسلة المخابز المشهورة في أسواق المزارعين في نيويورك، ولجنة العمال في سلسلة مقاهي "ستاربكس"، التي تعرضت بالفعل لانتقادات شديدة، ودعوى قضائية، بسبب رد فعلها الرسمي بعد الحرب في غزة. - إسرائيل دمرت آلاف أشجار الزيتون وكتب الطهاه في العريضة: "علينا أن نكسر حاجز الصمت المحيط تجاه الإبادة الجماعية في غزة". وتابعت العريضة: "إننا نحزن على خسارة كل حياة بريئة، ومع ذلك، فإن العنف يولد العنف، ونعلم أن الهجوم الأخير لم يحدث من فراغ، وعلى مدار 75 عامًا، كان الفلسطينيون يكافحون من أجل السلام، لقد قُتلوا وسجنوا وعذبوا وسلبت أراضيهم ومنازلهم، وبالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، كان العقد الماضي بمثابة إبادة جماعية بطيئة". وذكرت العريضة أن إسرائيل تستخدم الطعام كسلاح وتستولي على المطبخ الفلسطيني، وتابعت: "لفترة طويلة يقلد الإسرائيليون الفلسطينيون ويدعون أن ذلك هو مطبخهم، وما هو إلا استيلاء على المطعم الفلسطيني"، مؤكدين أن الأمر ذهب بالإسرائيلين إلى أكثر من مجرد الاستفادة من الثقافة الفلسطينية، وإنما محو له عواقب حقيقية على الفلسطينيين. وقالت أورا فيزه، إحدى المبادرين بالمقاطعة، وهي إسرائيلية أمريكية إن وصف الأطعمة العربية والشمال أفريقية بأنها "إسرائيلية" هو أمر يجب محوه، مؤكدة أنها ما زالت تتعامل مع المنتجين الفلسطينيين وتتأكد من أن الملكية الفلسطينية لهذه الأطعمة واضحة تمامًا. وقالت العريضة: "نطلب من أصدقائنا في مجتمع الأغذية والمشروبات اتخاذ موقف ضد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي: أولا، بالاتصال بممثلي الكونجرس للمطالبة بقرار فوري لوقف إطلاق النار والوقف غير المشروط للتمويل الأمريكي لإسرائيل". ثانيا: تجنب المنتجات والفعاليات والرحلات التي تروج لإسرائيل حتى تقوم بتفكيك نظام الفصل العنصري واحتلالها العسكري، وأخيرًا، الاستثمار في الفعاليات والمشاريع التي تعزز العدالة للفلسطينيين. وتابع الطهاه: "نحن نعلم أننا لسنا وحدنا لأن العالم كله يثور ضد الظلم والإبادة الجماعية، لقد قام آلاف الفنانين حول العالم بدعم حركة المقاطعة لإسرائيل علنا، بما في ذلك الموسيقيون، ومنسقو الأغاني، وصانعو الأفلام، والممثلون، والفنانون، والفنانون السود، وفنانو أمريكا اللاتينية، وعدد لا يحصى في جميع المجالات والقارات".