قال خالد البلشي نقيب الصحفيين، إن الضربة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية لإسرائيل في السابع من أكتوبر (عملية طوفان الأقصى)، مثّلت تهديدا وجوديا لدولة الاحتلال. وأضاف خلال مقابلة مع برنامج «مساء dmc» الذي يُقدمه الإعلامي أسامة كمال، عبر شاشة «dmc»، مساء الأحد، أن الدعم الغربي الكبير لإسرائيل بما في ذلك القصص المفبركة بخصوص ما جرى مثّل محاولة للتغطية على حقيقة ما جرى. وأشار إلى أنه كان من المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي عنيفا للغاية، بجانب تبرير العنف الذي تتم ممارسته، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أنه بدءا من يوم الأحد، أخذ الموقف الدولي شعبيا وليس رسميا بدأ في التغير. ولفت إلى أن ما يحدث في قطاع غزة يمثل جريمة إبادة وتطهيرا عرقيا بحق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن عدد الشهداء من الأطفال في هذا العدوان خلال أسبوع تجاوز عدد الأطفال الذي قتلوا في الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 20 شهرا. ورجح البلشي، أن الضمير الشعبي سيأخذ في التحرك من جديد، لكن هناك في المقابل إرادة عكسية تدافع عن وجودها السياسي، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصفه بأنه انتهى سياسيا. وشدد على أن استمرار الحرب يعني استمرار لبقاء نتنياهو، ما يعني أنه من المرجح أن يستمر في هذا التصعيد. وأيّد البلشي، التمسك ب"عروبة قطاع غزة" وعدم ترحيل القضية لدول الجوار (تهجير الفلسطينيين في سيناء)، مبديا في الوقت نفسه تفهمه لضرورة إتاحة ممرات آمنة سواء لعبور الضحايا لتلقي العلاج أو لإدخال المساعدات. وشدد على أهمية الموقف المصري القوي المتمثل في تأمين سيناء وعدم تحولها لوطن بديل، مؤكدا أن الرسائل المصرية في الفترة الأخيرة تتسم بأنها شديدة الوضوح، ونوه بأن اجتماع مجلس الأمن القومي يبعث برسالة مهمة في هذا الإطار.
وأمس الأحد، ترأس الرئيس السيسي اجتماع مجلس الأمن القومى؛ حيث تناول الاجتماع استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة. وأكد المجلس، أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته، وشدد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار. كما صدر عن الاجتماع قرار بتوجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، وإبراز استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام. كما تقرر مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، وتكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة. ولليوم العاشر، تتواصل عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الجاري، وردّ عليها جيش الاحتلال بارتكاب مجازر قطاع غزة. ولا يتوقف عداد تسجيل الشهداء في غزة، بعدما عمد جيش الاحتلال على قتل عشرات العائلات بأكملها، في حين وصلت حصيلة الشهداء حتى الآن، لأكثر من 2670 شهيدا وإصابة 9600 آخرين.