تحتفل مصر بالذكرى الخمسين لنصر حرب أكتوبر 1973، بعد أن حرر أبطالها سيناء والضفة الشرقية وكامل التراب المصري من العدوان الإسرائيلي. في هذه الحرب، تجاوز المصريون المستحيل، بروح التحدي التي اتسموا بها في ميادين القتال، عبر مئات البطولات والحكايات، وكانت إحدى البطولات التعامل مع مانع آخر أضافه الإسرائيليون لمنع الجيش المصري من عبور قناة السويس والوصول لخط بارليف، وهو مواسير النابلم الحارق، الذي توعد موشي ديان الجنود المصريين بحرقهم إذا حاولوا عبور القناة. كيف تم التغلب على مواسير النابالم؟ استخدمت إسرائيل النابلم المحرم دوليًا في اعتدائها خلال حرب 1967، وقد ترك أثرًا في نفوس الجنود المصريين، الذين شاهدوا حرق زملائهم بفعل السلاح الحارق. وخلال حرب الاستنزاف، وضعت إسرائيل فوق الساتر الترابي حقوق ألغام وأسلاكًا شائكة فوق النقاط وما بينها، أما أسفل النقاط فتم إنشاء خزانات المواد الملتهبة (نابالم وكيروسين وزيوت سريعة الاشتعال)، وكانت هذه المواد كفيلة بإحالة سطح قناة السويس وضفتها الغربية إلى كتلة من الجحيم. حاول الجيش المصري الوصول إلى سر مواسير النابالم، فتحركت أجهزة الاستطلاع والمخابرات لمعرفة السر وراء ذلك، فاكتشفوا وجود صهاريج أسفل النقاط، مملوءة بسائل النابلم الحارق، متصلة بمواسير مدفونة في الساتر الترابي، حتى تصل إلى سطح القناة، وتنزل داخل المياه مسافة 40 سم، وعند كل صهريج، يحرسه اثنان من الاسرائيليين، ولتشغيل مفتاح الصهريج ليضخ النابلم في المواسير عند اندلاع الحرب أو قيام أي محاولة أي عبور. وحاولت القيادة المصرية، إيجاد حل لهذه المشكلة، ووسط العديد من المقترحات التي باءت بالفشل أثناء التجارب الأولية، جاءت فكرة الضابط إبراهيم محمد شكيب أحد ضباط الفرقة 21، وهي أن تقوم ضفادع بشرية بسد فتحات خزانات الوقود الموجود على عمق 40 سم من سطح القناة، بأسمنت لا يتحلل بالماء وبعض المواد الأخرى. مثل كل الأفكار الخاصة بالحرب، خضعت فكرة شكيب للدراسة، وتمت تجربتها لمعرفة مدى صمودها في وجه النابلم، وفي ليلة الحرب تحركت مجموعات الصاعقة إلى مكان مواسير النابالم، وسدت فتحات الصهاريج بالخلطة الأسمنتية، ومع بدء العبور، حاول الإسرائيليون استخدام السلاح الحارق، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل وتوقف السلاح عن العمل، وكان هذا بفضل الخلطة الأسمنتية التي اقترحها شكيب.