* فى معسكر ألمانيا اعترف لى بمخاوفه وآماله وفقدان والدته التى لم يتغلب عليها أبدًا * المخرجة صوفيا كوبولا قامت بواجبها بتقديم عمل رائع.. وكشفت لها كل ما أستطيع حول تصوير فارق السن بينى وبين الفيس وأنه لم يستغل شبابى ما زالت أصداء فيلم السيرة الذاتية «بريسيلا» الذى عرض على شاشة مهرجان فينيسيا تلقى بظلالها بين كواليس أبطاله وشخصياته الحقيقية، الفيلم الذى تخرجه الأمريكية صوفيا كوبولا يصور طبيعة العلاقة الرومانسية المضطربة بين بريسيلا وزوجها أسطورة الغناء وأيقونة الموسيقى إلفيس بريسلى عقب عرض الفيلم كشفت بريسيلا بريسلى الزوجة السابقة والوحيدة لإلفيس عن شعورها وهى ترى حياتها مصورة على الشاشة قائلة: «من الصعب جدًا أن تجلس وتشاهد فيلما عنك وعن حياتك وعن حبك». لم تستطع بريسيلا بريسلى أن تمنع دموعها من التدفق، وبعد أن أخذت لحظة لتجميع نفسها، قالت أمام الحضور «لقد قامت المخرجة صوفيا كوبولا بعمل رائع.. قامت بواجبها، تحدثنا عدة مرات وقدمت لها كل ما أستطيع خاصة فيما يتعلق بتصوير فارق السن بينى وبين ألفيس وقلت لها أحترم حقيقة أننى كنت فى الرابعة عشرة من عمرى فقط». ويستند الفيلم إلى سيرة بريسيلا الذاتية التى صدرت عام 1985 تحت عنوان «إلفيس وأنا» والتى تصور حياتها المتقلبة مع واحد من أشهر الشخصيات فى القرن العشرين. يُظهر الفيلم الذى تقوم ببطولته بطولة كايلى سباينى أمام جاكوب إلوردى فى دور ملك موسيقى الروك أند رول، علاقة بريسيلا مع إلفيس منذ أول لقاء لهما، عندما كان عمرها 14 عامًا فقط. بريسيلا أكدت بإصرار أن إلفيس لم يستغل شبابها «كان من الصعب جدًا على والدى أن يفهموا أن إلفيس سيكون مهتمًا بى إلى هذا الحد ولماذا.. وأنا أفكر حقًا لأننى كنت مستمعًة أكثر.. كان إلفيس يتعاطف معى بكل الطرق، فى ألمانيا عبّر إلفيس عن تعلق قلبه بى، ومخاوفه وآماله، وفقدان والدته، التى لم يتغلب عليها أبدًا، وكنت الشخص الذى جلس للاستماع إليه وتهدئته.. كان ذلك طبيعة تواصلنا، على الرغم من أننى كنت فى الرابعة عشرة من عمرى، إلا أننى كنت أكبر سنًا قليلًا فى الحياة، يعتقد الناس، أن علاقتنا كانت مبنية على العلاقة الحميمة، لا، لم يكن كذلك.. لقد كان لطيفًا جدًا، ومحبًا جدًا، لكنه كان يحترم أيضًا حقيقة أن عمرى كان 14 عامًا فقط. كنا أكثر انسجاما فى التفكير، وكانت تلك علاقتنا. وأضافت: «لم أكن أعرف لماذا منحنى كل هذه الثقة، لكنه فعل ذلك. ولم أخبر أحدًا أبدًا فى المدرسة أننى كنت أراه، وكانت تلك قضية أخرى أحبها، وهى حقيقة أننى لم أتخل عنه أبدًا بأى شكل من الأشكال.. ولدت بيننا علاقة ثم استمرت علاقتنا حتى رحلت. ولم يكن ذلك لأننى لم أحبه، بل كان هو حب حياتى. كان أسلوب الحياة هو الذى كان صعبا للغاية بالنسبة لى، وأعتقد أن أى امرأة يمكن أن تشعر بذلك. لكن هذا لم يفسد علاقتنا، فقد ظللنا قريبين جدًا. وبالطبع، كان لدينا ابنتنا، وتأكدت من أنه يراها طوال الوقت. كان الأمر كما لو أننا لم نترك بعضنا البعض أبدًا. نعم إن نجم الروك الأسطورى كان حب حياتى رغم تركه لى فى النهاية. فيما كشفت المخرجة صوفيا كوبولا أيضًا كيف تعاملت مع شباب بريسيلا عندما التقت بإلفيس، وقالت: «يمكننى العودة إلى ذلك العمر وأتذكر أننى كنت معجبة برجل أكبر سنًا ونجم موسيقى الروك.. لقد تخيلت نفسى من وجهة نظرها». وقالت كوبولا إنها اعتمدت بشدة على بريسيلا أثناء تجميع الفيلم «لقد حاولت حقًا أن أصنع الفيلم من وجهة نظرها حتى نتمكن من مواصلة الرحلة معها». التقت «بريسيلا بوليو» بإلفيس بريسلى فى عام 1959 عندما كان عمرها 14 عامًا فقط وكان يشعر بالحنين الشديد إلى الوطن، حيث كان يتمركز مع الجيش الأمريكى فى ألمانياالغربية. عاد إلفيس إلى الولاياتالمتحدة بعد فترة وجيزة، لكن الاثنين بقيا على اتصال، وفى عام 1963 دعاها للحضور والعيش معه فى ممفيس، حيث أنهت دراستها. وتزوجا عام 1967، وأنجبا طفلة اسمها ليزا مارى عام 1968، وتطلقا عام 1973، أى قبل أربع سنوات من وفاة إلفيس بسبب قصور فى القلب، عن عمر يناهز 42 عامًا. وقالت بريسيلا: «ما زلنا قريبين جدًا جدًا». ربما يقدم الفيلم أحلك تصوير على الشاشة حتى الآن لإلفيس وهو يتلاعب بلا هوادة ببريسيلا، ويسىء إليها لفظيًا، ويهددها فى بعض الأحيان قبل أن يسعى للتعويض. بطلة الفيلم الممثلة كايلى سباينى التى أذهلت الجميع بأداء دور بريسيلا وجعل المشاهد يشعر بكل جوانب رحلتها العاطفية، بدءًا من الافتتان والارتباك الأولى وحتى حزن القلب واكتشاف الذات أخيرًا، بعد أن واجهت إلفيس بقولها: «نحن نعيش حياة منفصلة». قالت: إنها لجأت أيضًا إلى بريسيلا للحصول على المساعدة بينما كانت تستعد لجلب الشخصية الضعيفة فى كثير من الأحيان إلى الحياة على الشاشة الكبيرة. وأضافت «لقد كانت كريمة جدًا بوقتها وكانت لطيفة جدًا معى وداعمة. وأعتقد أنه لو لم يكن لدى ذلك، كنت سأواجه وقتًا أصعب بكثير». * فى قلب أحداث الفيلم تبدأ أحداث الفيلم فى عام 1959، عندما يتم تقديم بريسيلا (كايلى سباينى) البالغة من العمر 14 عامًا إلى إلفيس (جاكوب إلوردى) 24 عاما، أثناء تواجده فى ألمانياالغربية لأداء الخدمة العسكرية. يحاصر إلفيس بريسيلا، وينقلها فى النهاية إلى منزله فى ممفيس، لكنه يصر على الامتناع عن ممارسة علاقتهما الحميمية حتى ليلة زفافهما، مما يترك بريسيلا محبطة ومربكة. ومع انتقالهما إلى مرحلة الستينيات والسبعينيات، تظهر أنماط مختلفة من سلوك السيطرة والتلاعب، بدءًا من قيام إلفيس بتزويد بريسيلا بالحبوب المخدرة، إلى إدارة شئون حفلاته وأفلامه ونشاطاته المتعددة (فى حين لا يزاليقيم علاقة معها)، إلى مطالبته لها بالاختيار بين الحصول على حياتها المهنية أو كونها زوجته. كما تم أيضًا توضيح أن إلفيس يمكن أن يواجه لحظات عنيفة «لقد حصلت على مزاج أمى»، كما يقول، بعد أن رمى كرسيًا عليها). مع إظهاره كذلك نرجسيًا غير آمن يركز اهتمامه على فتاة مراهقة ولا يرغب فى السماح لها بأى استقلالية، وفى النهاية، عندما تبلغ بريسيلا 21 عامًا، يتزوجان، لكن وصولها لهذه المرحلة لم يجعله أكثر اهتمامًا بها، حتى بعد أن أنجبا ليزا مارى، (التى توفيت بشكل مأساوى قبل أشهر فقط، بسبب انسداد الأمعاء الدقيقة). وكما تشير خاتمة الفيلم المفاجئة والمرضية، فإن صوفيا كوبولا تصور القصة بوضوح على أنها هروب بريسيلا من علاقة سامة ومسيئة. ولتحقيق هذه الغاية، تتكشف المشاهد والحكايات من منظور بريسيلا، مع الحفاظ على تصوير إلفيس إلى حد كبير فى ضوء إيجابى على الشاشة، وهناك جوانب من علاقتهما من المرجح أن تفاجئ أى شخص لم يكن على دراية بقصتهما من قبل، وانفصلا عام 1972، بعد أربع سنوات من الزواج، و13 عامًا من لقائهما الأول.