بدأ سكوت جريشن المبعوث الأمريكي للسودان محادثات أزمة مع الزعماء السياسيين في الخرطوم اليوم الخميس بعد أن هدد انسحاب أحد المرشحين من انتخابات الرئاسة بتقويض مصداقية الانتخابات القادمة. وأكد مسئولون أمريكيون طلبوا عدم نشر أسمائهم أن جريشن طار إلى الخرطوم بعد الأنباء التي وردت يوم الأربعاء وتفيد بانسحاب ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأنه يعتزم إجراء اجتماعات مع شخصيات كبيرة من الحكومة والمعارضة. وعقب الإعلان صدر بيان مشترك عن واشنطن وبريطانيا والنرويج جاء فيه: "نحن قلقون للغاية من تقارير عن استمرار وجود تحديات إدارية ومتعلقة بالنقل والإمداد وكذا القيود على الحريات السياسية". وأضاف البيان أنه: "بغض النظر عن نتيجة الانتخابات" من الضروري أن يمضي استفتاء يناير 2011 في موعده. وانسحب عرمان من السباق الانتخابي في وقت متأخر أمس الأربعاء قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات، حيث أشار إلى مخاوف من تزوير الانتخابات وانعدام الأمن في دارفور. كما قالت الحركة الشعبية إنها ستقاطع الانتخابات في إقليم دارفور الذي يشهد صراعا مستمرا منذ 7 سنوات لتتراجع عن تهديد سابق بالانسحاب من الانتخابات في الشمال تماما تضامنا مع أحزاب المعارضة. من جانب أخر، قال محللون إن الانسحاب سلم فعليا السباق الانتخابي للرئيس الحالي عمر حسن البشير، وربما يكون جزءا من صفقة مع حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده البشير ويهيمن على الشمال، لضمان إجراء استفتاء على استقلال الجنوب ينص عليه اتفاق سلام أبرم في 2005. ومن المقرر أن تجتمع أحزاب المعارضة في وقت لاحق اليوم الخميس لبحث ما إذا كانت ستتحد في مقاطعة الانتخابات، في خطوة قد تقوض بشدة ما كان يفترض أن تصبح أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ 24 عاما. يذكر أن هذه الانتخابات تعد محورية في اتفاق للسلام أبرم عام 2005 وأنهى حرب أهلية استمرت لأكثر من عقدين بين شمال السودان وجنوبه.