لم تتمكن جهود اللحظة الأخيرة التى بذلتها السعودية والكويت وسوريا من توفير الشروط المناسبة لمشاركة الرئيس حسنى مبارك فى القمة العربية التى افتتحت أعمالها فى الدوحة بمشاركة تعد الأرفع للقادة العرب منذ تثبيت دورية القمة فى عام 2000. وقالت مصادر مصرية وعربية أخرى فى العاصمة القطرية ل«الشروق» إن اتصالات مكثفة أجراها العاهل السعودى عبدالله بن عبدالعزيز أدت إلى تشجيع كل من الرئيس التونسى زين العابدين بن على والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى إلى المشاركة فى القمة بالرغم من توجه سابق بعكس ذلك. غير أن هذه الاتصالات، حسب نفس المصادر، لم تفلح فى رأب الصدع «بالغ العمق» بين القاهرةوالدوحة، مما أدى إلى غياب مبارك عن قمة عنوانها الأساسى هو التحرك نحو تحقيق المصالحة العربية. وحسب المصادر، فإن الدوحة أبدت استعدادا لقبول المطلب المصرى المتعلق بتقليل ما تصفه السلطات المصرية بالهجمة الإعلامية لقناة الجزيرة على القاهرة، غير أن الدوحة رفضت «وبحسم وبدون أى تردد» الاستجابة لمطالب مصرية نقلها الرئيس السورى والعاهل السعودى لوقف دعم معارضين سياسيين مصريين وعلى رأسهم أيمن نور وسعدالدين إبراهيم أو ممارسة ضغط على حركة حماس لقبول مقترحات مصرية للتوصل إلى توافق فلسطينى. ويقول مصدر عليم: إن أمير قطر أبلغ محدثيه بأن مشاركة مبارك قرار مصرى، كما أن القرارات القطرية تتخذ فى قطر ولا رجعة فى ذلك. وحسب مصادر عربية، أبلغ العاهل السعودى محدثيه بأنه عازم على الاستمرار فى إقناع القاهرةوالدوحة بالتقارب، ولكنه اعترف فى الوقت نفسه كما يقر بذلك مسئولون مصريون وقطريون بأن الأمر أصبح أكثر صعوبة بعد أن أصبحت هناك حساسية بين مبارك والأمير حمد بن خليفة آل ثانى. وقال مصدر دبلوماسى عربى: إن سوريا التى رأست القمة العربية، حتى أمس، عتبت على مبارك عدم مشاركته فى قمة دمشق، غير أن غياب الرئيس عن هذه القمة الحالية أيضا سيجعل من تخفيض مستوى المشاركة المصرية أمرا قابلا للتكرار، وليس فى هذا ما يخدم الدور المصرى أو الصالح العربى. وقال دبلوماسى قطرى فى الدوحة: إن مصر تريد أن تقرر للجميع أن يحدوا من علاقتهم بإيران لأنها ترى فى ذلك مصلحة لها. كان حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى قد قال فى مؤتمر صحفى: إن بلاده ليست مستعدة للاستئذان من أحد أو الحصول على موافقة أحد فيما يخص علاقاتها مع الدول.