أكد القادة العرب فى ختام قمة الكويت الاقتصادية أمس الالتزام بتقديم مختلف أنواع الدعم لإعادة إعمار غزة، لكن دون الاتفاق على صندوق وآلية مشتركة لهذه الغاية. فيما دعا الرئيس حسنى مبارك إلى عقد القمة العربية الاقتصادية والتنموية القادمة بمصر بعد عامين، داعياً إلى دفع التعاون والتكامل العربى «بمنأى عن أى خلافات سياسية وتحقيقاً لمصالح الشعوب»، بينما ترددت أنباء حول خلافات فى اجتماع وزراء الخارجية، عرقلت صدور البيان الختامى للقمة. وبحسب البيان الخاص بغزة، الذى تلى فى نهاية القمة، «أكد القادة عزمهم على تقديم جميع أشكال الدعم لمساعدة الشعب الفلسطينى وإعادة إعمار غزة ورحبوا بالمساهمات التى تم الإعلان عنها فى هذا النطاق». كانت السعودية أعلنت مساهمة بمليار دولار لإعادة بناء غزة، فيما تبرعت قطر ب 250 مليون دولار خلال قمة الدوحة. ودعا الرئيس مبارك فى كلمته للقمة الاقتصادية والاجتماعية فى الكويت، التى ألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، إلى «وضع رؤية عملية مشتركة تتعامل مع ما نواجهه من تحديات، وما نتطلع إليه من آمال وطموحات، ودفع التعاون والتكامل العربى بمنأى عن أى خلافات سياسية وتحقيقاً لمصالح الشعوب العربية». وأوضح الرئيس مبارك أن المنطقة العربية تتمتع بالمقومات المطلوبة للتكامل بصورة لا تقل عن مقومات التكامل، التى تتمتع بها تجمعات أخرى ناجحة. من جانبه، كشف وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى، عن وجود خلافات بين الدول العربية بشأن غزة تسببت فى عرقلة صدور البيان الختامى للقمة. وقال زيبارى فى تصريحات صحفية أمس إنه فى الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب «لبحث صيغة البيان الختامى والموقف الذى سيصدر عن القمة حول غزة لم نتوصل إلى نتيجة نهائية بسبب عامل الوقت، وبعض المواقف». وأضاف: «للأسف، المفروض فى ظل هذه الأجواء أن يتنازل الكل عن جزء من موقفه فى سبيل المصالحة». كان اليوم الأول لقمة الكويت الاقتصادية شهد اختراقاً مفاجئاً لحالة الانقسام العربى ومصالحة بين السعودية وسوريا ومصر وقطر من أجل طى صفحة الخلافات العربية، التى تعمقت على خلفية الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة. وقالت مصادر دبلوماسية عربية شاركت فى أعمال القمة إن تلك المصالحة «ساهمت إلى حد كبير فى خفض وتيرة التراشق الإعلامى والتوتر، الذى ساد على الساحة العربية فى الآونة الأخيرة، وكان ينذر بانشقاق فى الصف العربى وتحالفات لأكثر من معسكر». وأضافت: «هذا اللقاء الذى تم بمبادرة من العاهل السعودى وتحت رعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يمثل بادرة طيبة لتنقية الأجواء العربية وكسر حاجز الفتور، الذى ساد بين الدول العربية، خاصة مصر والسعودية وسوريا وقطر، لا سيما فى ظل وجود استحقاقات مهمة فى المرحلة المقبلة تستلزم رص الصفوف لمواجهة التحديات الراهنة، لاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعملية السلام التى اتفق القادة العرب على أنها وصلت لمرحلة الموت». وأجمع عدد من المراقبين على أن العلاقات العربية - العربية أصبحت تتجه نحو تعزيز التعاون المشترك بما يتعلق بقطاعات التعليم والربط الكهربائى والسككى وإقامة الاتحاد الجمركى وتوفير فرص العمل والحد من البطالة، حتى إن البعض أطلق على القمة «التوافق والمصالحة العربية».
