أعلن الباحث حسام عبدالعظيم مؤسس مبادرة "شواهد مصر"، المهتمة بكشف وإنقاذ الآثار غير المسجلة، عن التوصل قبل أيام قليلة لشاهد قبر أثري غير مسجل لسيدة تُدعى عُبَيدة ابنة كامل القرشى. وأنقذت المبادرة الشاهد الأثري الفريد وأخطرت وزارة السياحة والآثار وسلمتها الشاهد، حيث إن هذا الشاهد هو أقدم عُمراً من شاهد أمامة ابنة محمد الذي أنقذته المبادرة مسبقاً في هذا الشهر، وسَلَّمَته لوزارة السياحة والآثار، وذلك يوم الخميس 11 مايو الجاري. * قصة الاكتشاف ذكر عبد العظيم ملابسات الاكتشاف، مشيرا إلى أنه كان بمحض الصدفة حينما أبلغته سارة حسن، عضوة المبادرة وأحد المشاركين بكتابة سيناريو الإمام الشافعي؛ ليتوجّه لمكان الشاهد وفحصه لتبيّن حالته والتحقُّق من أثريته من عدمه. وعلى الفور أبلغ الأستاذ الدكتور أبو بكر أحمد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، حيث رحَّب الأخير باستلام الوزارة للشاهد للحفاظ عليه. * إنجازات متواصلة للمبادرة جاء ذلك بعد اكتشاف شاهد أمامة ابنة محمد وإنقاذه من قِبَل المبادرة الذي يرجع أيضاً للعصر العباسي، وتسليمه لوزارة السياحة والآثار، وذلك في إطار مبادرة "توثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة في حيز مشروع توسعة طريق صلاح سالم" الذي تعمل عليه مبادرة "شواهد مصر" منذ ديسمبر 2021. وبعد فحص الشاهد والتحَقُّق منه تواصلت المبادرة مع الدكتور فرج الحسيني الأستاذ بمجال النقوش والكتابات الأثرية بكلية الآثار جامعة الأقصر لتفريغ نص الشاهد المكتوب بالخط الكوفي المُورِق غير المنقوط، وتبَيّن أن الشاهد يحتوي على 16 سطرًا ويُقرأ نصّه كالتالي: "بسم الله الرحمن الرحيم شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم هذا ما تشهد به عبيدة ابنت كا مل القرشي تشهد أن لا إله إلا الله - وحده لا شريك له و أن محمد عبده و رسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون و أن الجنة حق و أن النار حق و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور على ذلك حيت و عليه ماتت و عليه تبعث حية إن شاء ا و كان وفاتها في صفر من سنة أحد و عشر ين و مائتي *صاحبة الشاهد وتابع عبد العظيم: "من النص الأثري نعلم أن صاحبته تُدعى عبيدة ابنة كامل القرشي توفيت في شهر صفر من سنة 221 هجرية ما يجعل عمر شاهد قبرها 12223 عاماً وهو ما يوافق سنة 836 ميلادية، ودُفِنَت بالفسطاط عاصمة مصر آنذاك بجوار الإمامين الليث بن سعد الذي توفي سنة 175 هجرية ومحمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204 هجرية والسيدة نفيسة المتوفية سنة 208 هجرية رضي الله عنهم أجمعين. ووجهت المبادرة الشكر لكافة قيادات وزارة السياحة والآثار، ومحافظة القاهرة وحي الخليفة على تسهيلهم إجراءات توثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة وذلك للحفاظ على هذا الإرث الإنساني غير المتكرر.