على هامش عمليات الهدم الواسعة للمقابر في عدة مناطق من قرافة الإمام الشافعي؛ تمهيدا لمشروع توسعة طريق صلاح سالم، اكتشف مجموعة من الباحثين الهواة والمستقلين، يعملون تحت مظلة مبادرة "شواهد مصر"، شاهد قبر لسيدة تُدعى أمامة بنت محمد بن يحيى بن خالد، يعود تاريخه إلى 1170 عامًا، أي أكثر من 11 قرنًا. واستطاع هؤلاء الباحثون الشباب اكتشاف شاهد القبر، الذي يعود للعصر العباسي، في أحد الأحواش بقرافة الإمام الشافعي، وقد بُني عليه بالطوب وتم تغطيته بالأسمنت؛ ليقوموا باستخراجه وتسليمه سليما لوزارة السياحة والآثار. ولكن، ما هي مبادرة "شواهد مصر"؟ ومن يدعمها؟ وكيف تواصل عملها لإنقاذ الآثار المصرية غير المسجلة؟. بحسب الصفحة الرسمية ل "شواهد مصر"، فهي تعرف ذاتها على أنها مبادرة شبابية مجتمعية ذاتية التمويل تعمل منذ تأسيسها على بادرتين بشكل متوازي "مشروع تنظيف الآثار المصرية"، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، ومبادرة "توثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة بمشروع توسعة صلاح سالم". وانطلقت المبادرة في العمل على مشروع تنظيف الآثار المصرية، بعد حصولها على الموافقات الرسمية اللازمة من وزارة السياحة والآثار، إذا تم الإعلان عن كل أثر على حدة، وتم تنظيف 11 أثرا حتى الآن من مختلف العصور الإسلامية. أما مبادرة توثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة بمشروع توسعة صلاح سالم، فقد قامت "شواهد مصر" منذ شهر ديسمبر 2021، وبشكل تطوعي بعمل جولات بمنطقة قرافات القاهرة التاريخية وتتبع الأحواش والمقابر الأثرية غير المسجلة في عداد الآثار الإسلامية والمهددة بالإزالة، وذلك لتوثيق التراث غير المعروف والذي بتسجيله ودراسته يضاف صفحات جديدة للتاريخ. ومبادرة توثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة أيضا محددة جغرافياً، وذلك على أساس الطريق المزمع إقامته "مشروع توسعة طريق صلاح سالم"، والذي يدخل قلب جبانات القاهرة التاريخية، وذلك بما لا يتعارض مع المشروعات القومية للطرق التي تقوم بها الدولة المصرية، حيث يتتبَّع فريق المبادرة ما سيتم إزالته ويوثّقه بما لديه من قدرات محدودة. وأكدت المبادرة عبر حسابها الرسمي، أنه قد تم إنقاذ عدد من تراكيب وشواهد القبور الأثرية غير المسجلة، التي ترجع لفترات زمنية مختلفة وتسليمها تطوعياً لوزارة السياحة والآثار، ممثلة في قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار. وقالت المبادرة أيضا، إنها تتلقى أي مقترحات أو مساعدات حتى تستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تاريخ وآثار مصر غير المسجلة في مشروع توسعة طريق صلاح سالم، والذي يُعَد مهمة وطنية للحفاظ على التاريخ والتراث المصري للأجيال القادمة.