ضمن عمليات إنقاذ التراث، قامت مبادرة "شواهد مصر" للحفاظ على تراث مصر، بإنقاذ نص تأسيسي أثري لأحد الأحواش الموجودة بشارع عين الحياه بقرافة الإمامين ومعه طربوش من كتلة واحدة من الرخام كان يوضع أعلى شواهد القبور لتوضيح إن كان المدفون أدناها رجلاً كان أم إمرأة. ومن خلال النص المنقوش على الحوش، تبين أن صاحب الحوش حسن أفندي حسبي، أنشأ مدفنه وسبيل ملحق به لروي عطش المارّة ولأن السبيل كان غير ظاهر بالمدفن بعد تجديده مؤخراً و قبل إزالته صباح أمس، ولكن بعد الإزالة إتضح مكان السبيل الذي تبقى منه الحوض وهو قطعة واحدة رائعة من الرخام المنحوت حيث كان مدفوناً تحت الأرضية الحديثة للحوش. وقام أعضاء المبادرة وتحت إشراف الباحث البارز في مجال التراث الدكتور "مصطفى الصادق"، بنقل هذه القطع بأمان، تمهيدا لتسليمهم لوزارة السياحة والآثار متمثلة في قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية التابع للمجلس الأعلى للآثار، حيث رحب رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأستاذ الدكتور أبو بكر أحمد، بإستقبال هذه الآثار غير المسجلة حتى يتم الحفاظ عليها. كما تمكنت المبادرة، بمساعدة الأستاذة سارة حسن، أحد المشاركين في كتابة سيناريو مسلسل رسالة الإمام والباحثة في الفنون القبطية، من إنقاذ طربوش رائع الجمال من كتلة واحدة من الرخام كان يعلو أحد شواهد قبور الحوش ويحتمل تأريخه بالقرن التاسع عشر كما هو حال النص التأسيسي. جاء ذلك بعد أيام من اكتشاف مجموعة من الباحثين الهواة والمستقلين شاهد قبر لسيدة يعود تاريخه إلى 1170 عاما، أي أكثر من 11 قرنا، وتبين فيما بعد أن الشاهد الحجري كان لقبر سيدة تدعى أمامة بنت محمد بن يحيى بن خالد، وأنها توفيت في ذي الحجة عام 221 أو 229 هجرية. يُذكر أن عمليات الإنقاذ هي ضمن مبادرة "توثيق وإنقاذ الآثار الغير مسجلة في حيز مشروع توسعة طريق صلاح سالم" والذي تعمل عليه مبادرة "شواهد مصر" منذ أكثر من عام ونصف.