أغنى حاليا فى أوبرا «ماكبث» لفيردى بألمانيا وعرض «دون كارلو» حقق نجاحا كبيرا الغناء الأوبرالى يحتاج إلى صحة وتدريب دائمين.. والنظام أهم ما يميز دور الأوبرا فى ألمانيا وإيطاليا أتمنى أن يكون المسئولون عن المؤسسات الفنية على دراية بما يحدث عالميا التينور هانى عبدالظاهر، هو أحد نجوم الغناء الأوبرالى فى مصر، حصل على الصفة العالمية منذ عدة سنوات، بعد أن شارك فى عدد من الأوبرات العالمية جنبا إلى جنب مع نجومها العالميين، ونظرا لإيمان عدد من دور الأوبرا العالمية خاصة فى ألمانيا وإيطاليا والنمسا، تم التعاقد معه لعدة مواسم لأداء عدد من العروض، نوعية صوت هانى تجعله دائما محط أنظار أهم المخرجين وقادة الأوركسترا فى العالم دون مبالغة، والدليل كم المسارح التى عمل عليها داخل أوروبا، والتى سوف نستعرضها معه خلال حوارنا، وهذا يعنى أننا أمام صوت شاب ينتظره مستقبل كبير على الساحة العالمية، وهذا ليس رأيا شخصيا، ولكن الواقع يقول هذا. هانى أحد أبناء مصر الذى بدأ خطواته الأولى من كونسرفتوار القاهرة وفرقة أوبرا القاهرة، وبالمصادفة سار هانى جنبا إلى جنب مع رفيق مشواره فى أوروبا حاليا المغنى رجاء الدين أحمد، سواء بالدراسة فى مصر أو الأستاذ الذى تعلمنا على يديه وهو المغنى الأوبرالى المعروف صبحى بدير. فى هذا الحوار تحدثنا مع آخر تجاربه، ورؤيته لمستقبله فى أوروبا. ** فى البداية قال: انتهيت من غناء دور البطولة فى أوبرا «دون كارلو» للمؤلف جوزيبى فيردى، إخراج فرانك هيلبرش، تحت قيادة مدير أوركسترا بريمن الفلهارمونى، وقيادة ماركو ليتونيا فى واحد من أهم مسارح ألمانيا الكبيرة، وهى دار أوبرا بريمن.. والحمد لله حقق نجاحا كبيرا، وربنا يديم هذا والواحد يقدر يشرف بلده فى وسط صعب جدا المنافسة فيه، وحاليا أغنى دور «مكدوف» فى أوبرا «ماكبث» لفيردى فى دار أوبرا ريجينسبورج بألمانيا، وهذا نفس المسرح الذى تعاقدت عقد صولو لمدة عامين قادمين، الحمد لله رب العالمين. كيف ترى النجاح فى أوروبا؟ النجاح فى أوربا صعب جدا ويهمنى أن يصل الأمر إلى كل أهلى فى مصر، لأن النجاح له طعم آخر عندما يشاركك فيه الأهل والأصدقاء والأحباب وهذا يهون على مشقة المنافسة والغربة. ماذا يتطلب الحصول على عقد فى إحدى دور الأوبرا العالمية مثل بريمن أو دار أوبرا ريجينسبورج؟ كل مدير مسرح فى أوروبا يتطلع أن يبنى فريق عمل جيد، لذلك الاختبارات تكون فى منتهى الصعوبة، ويتقدم لها مئات الأصوات، من كل أوروبا وألمانيا، ودائما ما تكون الأفضيلة للألمانى ابن البلد، ثم للأوروبى، والحمد لله أجريت الاختبار فى مارس الماضى، وبعد شهر تقريبا تم الاتصال بى، والتعاقد لمدة عامين. هل التعاقد يكون لدور معين أم لعدة أدوار؟ الصوت يقدم على الأقل 4 أوبرات فى العام، لذلك هم يبحثون على الصوت الأجهز. علمت أن لديك أيضا عقدا فى أوبرا بريمن ماذا عنه؟ ربنا سبحانه وتعالى وفقنى فى عقد آخر فى أوبرا بريمن بألبمانيا، وبدأت بتقديم أوبرا دون كارلو، وهى أوبرا معقدة جدا، تحتاج مواصفات معينة، وخرج الدور بشكل جيد، لدرجة أن الناس لم تتخيل أننى مصرى، والأغلبية كان يعتقد أننى من دول الكاريبى أو المكسيك، وبعدما عرفوا أننى مصرى بدأت الأسئلة حول أين درست؟... إلخ، وكل هذا يسعدنى لأننى أرفع اسم بلدى. أين تكمن الصعوبة فى ذلك العمل؟ الصعوبة تكمن فى أننا نقدم فنا لا ينتمى لثقافتنا، فأنا قادم من ثقافة مختلفة، والغناء ليس بلغتنا، وإذا كان الأوروبى يبذل مجهودا بنسبة 100% فأنا مطالب ببذل مجهود 300%، وهذا يأتى بالتدريب والمثابرة والمذاكرة، ولذلك تجد نفسك تتعرض لضغوط كبيرة. هل تجد هناك نوعا من العنصرية؟ بنسبة 80% لا توجد فى الفن عنصرية، خاصة أنك بالتأكيد لن يستعان بك إلا وأنت موهوب. المنافسة مع الأوروبيين بالتأكيد تحتاج إلى الصبر والجهد؟ أنا لا أفضل أن أدخل منافسة مع أحد، كل همى أن أكون نفسى وأقدم ما يطلب منى، وأترك الحكم للآخرين، سواء المايسترو أو المخرج، ثم الجمهور بعد خروج العمل للنور، كل ما أعمل عليه هو تطوير نفسى دائما، لأكون مستعدا لخوض أى تجربة جديدة، وأحسم أى أمر لنفسى. الآن ما الذى تقدمه على المسرح بعد أوبرا دون كارلو؟ حاليا أنا مصاب بعد أن سقطت من أعلى المسرح، وأجريت جراحة بالركبة، وبالتالى حصلت على إجازة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع، عن القيام بدور فى أوبرا ماكبث، للمؤلف جوزيبى فيردى، التى أقدم فيها دور مكدوف، وللأسف تم إلغاء تعاقدى عن أوبرا قوة المصير «La Forza del Destino» مع دار أوبرا مانهيم. هل ترى أن اللغة عامل مهم لمغنى الأوبرا؟ بالتأكيد، أنا أتحدث الألمانية والإنجليزية والإيطالية وبعض الروسية، وفى الطريق لتعلمها بشكل جيد لأن زوجتى من أرمينيا وتجيد الروسية وبدأت تعلمنى، وهى مغنية أوبرا أيضا ومتعاقدة مع أوبرا هانوفر فى ألمانيا. عندما تحدثت مع المغنى رجاء الدين أحمد قال إن بينكما صداقة عمر؟ رجاء أخى، وبدأنا مع بعضنا البعض فى مصر من سن 14 سنة، كل خطواتنا مع بعض تقريبا. هل تجد من بين الحضور جمهورا مصريا؟ الجمهور العربى عموما قليل جدا فى حضوره للعروض الأوبرالية، لكن الجميل أن هناك عددا من المصريين يعملون فى مجال الموسيقى، كعازفين أو دراسين للموسيقى. أين أنت من العمل فى مصر؟ عملى بمصر قليل جدا، ولا أعلم سر عدم دعوتى للعمل، وأحيانا يطلبون الحضور لعمل حفلات غير مناسبة لنا، كغناء أعمال «لايت ميوزك» وأنا بصراحة أرفض أن أزور بلدى لهذا الغرض، أتمنى أن أقدم عروضا كبيرة تليق بالفترة التى عشتها بأوروبا وتليق بما أقدمه على مسارح الأوبرا العالمية مثل ألمانيا وإيطاليا والنمسا، والغريب أن أجد مغنيين من دول أخرى يتم دعوتهم للغناء. ماذا عن الإعلام؟ بصراحة نعانى من تجاهل تام، خاصة أننى ليس لى فى السوشيال ميديا أتمنى الإعلام يسلط الضوء على نجوم الفن من المصريين فى الخارج، مثل نجوم الكرة. كثير مما تحدثت معهم تمنوا الغناء فى أوبرا العاصمة الإدارية وافتتاح المتحف الكبير؟ أتمنى أن أغنى فى أى مكان فى مصر، لأنها بلدى، وأتمنى أن يكون المسئولون عن المؤسسات الفنية فى مصر لديهم دراية بما يحدث عالميا، وبالأصوات المصرية التى تعمل بالخارج. هل تتذكر أصعب دور قدمته؟ الغناء الأوبرالى دائما يحتاج إلى صوت فى كامل لياقته، وطالما هو لائق فنيا وصحيا، ومن حيث التكنيك، سيؤدى أى دور مهما كانت صعوبته، أنت تعلم أن الصوت عبارة عن عضلة تحتاج إلى تمرين دائما كل يوم لابد أن تقول لصوتك صباح الخير، أى إنسان إذا أراد أن يكون كامل الصحة يذهب للجيم على الأقل مرتين أسبوعيا ويمارس المشى بشكل يومى، كذلك الصوت يحتاج إلى التمارين للحفاظ عليه. التعاقد الذى يقوم به المغنى عالميا هل يكون متكاملا مثل لاعبى الكرة؟ بالفعل لديك تأمين صحى، ومدرس للغة وآخر للبيانو إذا أردت الاستعانة به، وهناك دور أوبرا تمنحك مكانا للإقامة، وتأمينا ضد الحوادث لأنك على خشبة المسرح معرض للسقوط فى أى وقت كما حدث لى، هم مسئولون عنك فى كل شىء. هل هناك ساعات عمل محددة؟ الفنان من الصباح تحت تصرف الأوبرا، البروفات تبدأ من العاشرة صباحا حتى المساء تتخللها ساعات راحة، والمدرسة الألمانية هى أكبر مدرسة فى تطبيق النظام، وبعدها الإيطالية. ما هو جديدك؟ هناك تعاقد لى مع دار أوبرا ريجينسبورج، العقد يتضمن مجموعة من العروض، هى أوبرا حكايات هوفمان، للمؤلف جاك اوفنباخ، سأقوم بغناء دور البطولة، وأوبرا روسالكا، للمؤلف انطونيو دفورجاك، فى دور البرنس، أوبرا فارس الوردة، للمؤلف الألمانى ريتشارد شتراوس، فى دور المغنى الإيطالى، وأواصل معهم بعد العودة من الإصابة عروض مسرحية كانديد، للمؤلف ليونارد برنشتين، فى دور البطولة «كانديد». ما أهم المسارح التى وقفت عليها والأدوار التى قدمتها؟ دور دون جوزية فى أوبرا كارمن، مع أوركسترا هامبورج الفلهارمونى، دور البطولة فى أوبرا رحمة تيتو La Clemenza di Tit وعرضت فى فيينا، فى Mozart Concert House مع الأوركسترا الأكاديمى، أوركسترا فيينا الفلهارمونى. وفى سنة 2020 تعاقدت مع مهرجان سالزبورج للموسيقى والذى يعتبر أكبر مهرجان للغناء الكلاسيكى فى العالم، لتقديم أوبرا دون كارلو للمؤلف جوزيبى فيردى، وكان عقد «Cover» للمغنى يوسف ايفازوف مع أداء حفل واحد بالمهرجان، وكان تحت قيادة المايسترو العالمى كريستيان تليمان، وإخراج فيرا نميروفا. وكان لى شرف الغناء مع، يكاترينا سيمنشوك، كارلو كولومبارا، الدار ابدرزاقزف، فرنشسكو فسالو، لكن لم يحالفنا الحظ لتقديم هذا العمل وإلغاؤه بسبب ظهور جائحة كورونا. كما غنيت دور راداميس فى أوبرا عايدة للمؤلف جوزيبى فيردى فى دار أوبرا بيلافلد بألمانيا. من مثلك العالى من المغنين على الصعيد العالمى؟ دومينجو ليس لأنه مغنٍ لكنه موسيقى على أعلى مستوى، فالصوت وحده لا يكفى لصناعة مغنى أوبرا على طراز عالمى، لابد أن يتمتع الصوت بالثقافة، ويكون متحدثا بعدة لغات كالإيطالية والإنجليزية ولغة البلد الذى تقيم فيه، شغل الأوبرا يتطلب منك أيضا أن تكون ممثلا جيدا، وتتمتع بشكل جيد فى الأداء على خشبة المسرح، وأتصور أن دومينجو أفضل مثال لمغنى الأوبرا العالمى.