** أعمل لمدة 12 ساعة يوميا خلال فترة الإعداد لأى دور.. واستعنت بمدرس للغة الروسية قبل المشاركة فى أوبرا «إيولانتا» ** أنا وهانى عبدالظاهر حققنا ما لم يحققه مغنٍ مصرى فى أوروبا.. وفاطمة سعيد وجالا الحديدى الأبرز فى الأصوات النسائية مغنى الأوبرا المصرى العالمى رجاء الدين أحمد، واحد من أبناء مصر، الذين قرروا احتراف الغناء الأوبرالى فى الخارج، واستطاع أن يحقق نجاحات كبيرة على الساحة العالمية، والأهم أنه حقق هذا النجاح فى بلاد تصدر هذا النوع من الفن ألا وهو الغناء الأوبرالى، فهذا اللون ولد فى الغرب، وأهم نجوم العالم ظهروا فى إيطاليا وإسبانيا وفرنساوألمانيا والنمسا، ولأن الفن دائما قائم على التحدى وإثبات الذات ذهب رجاء الدين أحمد إليهم متسلحا بالموهبة، هناك لا محسوبية، ولا مجاملات، هناك سلاحك هو موهبتك وقدرتك على إثبات نفسك، وهذا ما فعله رجاء الدين الذى يعد نموذجا لفنان حقق نجاحات كثيرة فى وقت قصير لأن رحلته الأوروبية بدأت أقل من 10 سنوات، لكنها كانت محطات مؤثرة على المستوى الفنى، نجاحه يمثل أملا جديدا للشباب المصرى الذى يبحث عن مكانة فى انتظار انطلاق رحلة الحلم من المطار. يشارك مغنى الأوبرا العالمى خلال هذه الأيام فى بطولة أوبرا «ايولانتا» للمؤلف الموسيقى الروسى بيتر إليتش تشايكوفسكى، والتى بدأ عرضها فى 7 ديسمبر الماضى وتستمر حتى 26 مايو المقبل، على مسرح أوبرا كييل بألمانيا. تحدثت مع رجاء عبر «الماسنجر» حول هذا العمل، الذى وجد صدى كبيرا فى ألمانيا وأوروبا، عن العرض وكواليس الاختيار. أكد «رجاء الدين»، أن هذه الأوبرا نوع من الدراما الغنائية الموسيقية، التى قدمها تشايكوفسكى عام 1891، والتى تدور أحداثها خلال القرن الخامس عشر. وقال «تعد ايولانتا من أهم وأشهر الأوبرات التى تناولت مشاعر الحب المتنوعة، ومدتها 3 ساعات تقريبا، حيث تدور أحداثها حول الفتاة التى ولدت كفيفة ومحاولة والدها إخفاء الحقيقة عنها، وإقناعها بأن الجميع مثلها لا يبصرون». ماذا عن الدور إلى تقدمه؟ أقدم دور الكونت أو الفارس جوتفريد فوديمون، وهو أمير من الأسرة الحاكمة فى تلك الحقبة الروسية، حيث يقع فوديمون وايولانتا فى الحب، ويكون فوديمون بمثابة النور المفقود لها، وهى أيضا تكون الحب الذى يبحث عنه الأمير، ولهذا السبب توافق ايولانتا على العلاج لتستطيع أن ترى الحياة والنور الذى كانت تفتقده. كيف كان التحضير لهذا الدور؟ التحضيرات لهذا الدور استمرت لفترة طويلة، امتدت شهرين؛ حيث إن اللغة الروسية لغة صعبة ووقعها على الأذن ليس مستساغًا. كنت أشتغل على نفسى لمدة 12 ساعة فى اليوم، لأنى لا أتحدث الروسية وكان لابد أن أترجم وأفهم المعنى حتى يكون الإحساس صادقا، والحفظ أيضا كان فى منتهى الصعوبة. هل تم الاستعانة بمدرس للغة الروسية خاصة أنك لا تتحدثها؟ بالتأكيد لأننى لابد أن أحفظ النص كما هو، وأجيده كأنى أتحدث الروسية مثل الروس، لذلك تم الاستعانة بأستاذ للغة لكى يلاحظ النطق. لكنك تتحدث الإيطالية والإنجليزية؟ أتحدث الإنجليزية، الفرنسية، والإيطالية هذه اللغات مهمة لمغنى الأوبرا حتى يجيد أداء كل الأوبرات المتاحة لصوته، وتتيح له مع إمكانياته الصوتية فرصة غناء أدوار نادرة وصعبة فى أدائها التعبيرى والغنائى. هل هناك صعوبات واجهتها بخلاف اللغة فى أداء تلك الشخصية؟ موسيقى تشايكوفسكى مختلفة عن المؤلفين الأوروبيين، وخصيصًا فى تأليف الأوبرات لذلك فهى تتطلب حرصا شديدا من المغنى. غناء الأوبرات يحتاج إلى تدريبات مستمرة للحافظ على لياقة الصوت؟ تحتاج إلى تدريب مستمر، وإجادة لغات مختلفة كما ذكرت «الإيطالية والفرنسية، والألمانية والروسية وغيرها»، أحيانا يتطلب منك التحضير لدور معين مع مدربين على أعلى مستوى فى تخصصهم شهورا طويلة. ما الجديد الذى تستعد له؟ سوف أغنى فى مهرجان كبير فى إيطاليا أوبرا كارمن مع قائد مشهور اسمه دوناتو رينسيتى. كيف جاء تعاونك مع أوبرا كييل؟ هذا هو التعاون الثانى مع دار أوبرا كييل، سبق لى أن أديت معهم أوبرا كارمن فى أغسطس 2022، وبعدها تم التعاقد على عروض أوبرا يولانتا. لكن الملاحظ أن العروض ال 13 المتعاقد عليها متباعدة وليست متتالية؟ هى تقدم من ديسمبر الماضى إلى مايو القادم، أى أن ال 13 عرضا موزعة بشكل جيد، كل شهر عندى عدد حفلات، فهذا الشهر عندى أربع حفلات، والشهر المقبل حفلين.. إلخ، وهذا بالنسبة لعرض ايولانتا. ماذا عن عملك فى مصر؟ قدمت أوبرا كارمن فى الإسكندرية مع ناير ناجى فى عام 2021. كنت تطمح فى مشاركات أكثر بالتأكيد؟ كنت أطمح أن أشارك فى الغناء على مسرح الأوبرا الجديدة بالعاصمة الإدارية وافتتاح المتحف، خاصة أننى من أكثر المغنيين المصريين الذين يغنون خارج مصر، والحمد لله لى اسم جيد. لكن الأوبرا الجديدة لم تقدم حفلات فيها غناء أوبرالى، وقدمت حفلات موسيقية فقط؟ هذا حقيقى لكن أتمنى عندما يتقرر افتتاحها أن أكون ضمن الأصوات التى تدعى للغناء فيها، فهذا أمر يسعدنى جدا، وأتمنى وأن أشارك فى الافتتاح كمصرى، أيضا أتمنى أن أشارك بالغناء فى افتتاح المتحف الكبير، وأتصور أن الافتتاح قريبا. ما هى أهم المسارح التى وقفت على خشبتها عالميا؟ غنيت فى إيطاليا على مسرح ماسيمو بللينى بمدينة كاتانيا مع المايسترو دانيل لورين، مسرح كارلو فليتشى فى مدينة جنوا مع المايسترو جوزيبى اكوافيفا، مسرح مدينة بارما مع المايسترو دانيل كاليجارى، ومسرح مدينة كاليارى مع المايسترو جوزيبى فينزى، وعملت مع المايسترو ستيفانو رانزانى فى مسرح كاليارى وعملت ايضا فى إيطاليا أوبرا اسمها إيرنانى وحصلت على تصويت أحسن العروض التى قدمت فى كل إيطاليا لسنة 2022 أيضا عملت أوبرا توسكا فى 2022 مع المايسترو فرانشيسكو كارميناتى والمايسترو ماوريتسيو ارينا، وهو قائد كبير جدا بإيطاليا وتعلمت منه الكثير. هناك مسارح أخرى خارج إيطاليا بالتأكيد عملت بها، غنيت فى فرنسا على مسرح كليرمونت فيرونت أوبرا لوتشيا دى لاميرمور، مع مخرج مهم اسمه بيير تيرون فالى، أيضا غنيت كارمن هنا فى ألمانيا وبسبب النجاح الكبير المسرح تعاقد معى على ايولانتا. هل ما زلت تشعر بتجاهل إعلامى مصرى رغم ما حققته، وكذلك تجاهل من المؤسسات الفنية؟ أكيد ما أقدمه فى أوروبا «مفيش مغنى تانى عمله»، المسارح التى أغنى فيها لا يوجد مصرى واحد غنى بها، أنا وهانى عبدالظاهر فقط، اللذان يعملان بشكل مستمر فى أوروبا، وحققنا نجاحا كبيرا، وأنا مندهش من الاستعانة بأصوات أقل منا بكثير للعمل داخل مصر. أتمنى أن أجد متنفسا لنا بين كل الاهتمام غير العادى بالألعاب الرياضية أو باقى الفنون الأخرى، لأننا نستحق هذا، مجالنا الفنى أصعب بكثير، ونجاحاتنا فى الخارج ليست وليدة المصادفة لكنها جاءت بعد كفاح مرير وعمل ليل نهار لكى تثبت نفسك بين أصوات من كل أنحاء العالم. وما طبيعة علاقتك بهانى؟ هانى مثل أخى، درسنا معا فى الكونسيرفاتوار، مع الأستاذ صبحى بدير. لكنك لم تشارك معه فى عمل واحد؟ بالفعل لم يجمعنا عمل واحد. هل يمكن أن يحدث تعاون؟ ممكن نعمل حفلة نتشارك فيها الأغانى المشهورة بجميع اللغات مثل الثلاث تينورات بافاروتى، دومينجو، وكاريراس. هل تواجدكم فى الخارج وراء ارتفاع مستواكم إلى هذا الحد؟ لو لم يكن مستوانا عاليا «مكوناش هنشتغل»، ولا أبالغ أو أكون مغرورا إذا قلت لك إننا أحسن من الأوروبيين، بدليل مشاركتنا فى بطولة أوبرات كبيرة على مسارح كبيرة، وفى أوروبا دائما ابن البلد له الأولوية فى العمل، ثم ابن القارة الأوروبية، لذلك عندما يتم اختيار صوت من خارج أوروبا فهذا معناه أنه صوت مميز جدا، الحمد لله أننا عملنا فى دولة هى التى صدرت للعالم فن الغناء الأوبرالى مثل إيطاليا مثلا. عندما يعلمون أننا مصريون «بيتخضوا» لعدم وجود فنانين فى هذا المجال وصلوا لهذه الدرجة. لو اخترت صوتا ثالثا مع هانى للغناء معكما من تختار؟ لا يوجد مع الأسف صوت ثالث. وبالنسبة للأصوات النسائية؟ أميرة سليم أو جالا الحديدى أو فاطمة سعيد. من الأصوات القديمة فى الأوبرا التى تفضلها؟ التينور صبحى بدير، الباص رضا الوكيل، والتينورالفى ميلاد فى مصر. وخارج مصر؟ فرانكو كوريللى، جوزيبى دى ستيفانو، بينيامينو جيلى وآخرون.