سبيلبرج يقدم مسلسلا عن الإمبراطور الفرنسى.. وريدلى سكوت يصوره كقائد استثنائى على شاشة السينما رغم مرور قرنين على رحيله.. لا يزال نابليون بونابرت القائد العسكرى الذى أصبح اول إمبراطور لفرنسا يشكل مصدر إلهام لكبار المخرجين ليس فقط الفرنسيين، ولكن الامريكيين أيضا، فحياة الامبراطور «العظيم» كما يصفونه مليئة بالمحطات التى تستوجب الوقوف عندها، سواء كانت تلك المحطات سياسية أو عاطفية. وأخيرا كشف المخرج الشهير ستيفن سبيلبرج عن قيامه بإخراج مسلسل عن حياة نابليون يتكون من سبعة أجزاء، مقتبس عن قصة للمخرج الراحل ستانلى كوبريك بعنوان « napoleon 7» وقال سبيلبرج إنه يعكف على قراءة قصة كوبريك من أجل عمل مسلسل قصير وليس فيلما سينمائيا»، وأضاف أنه يعمل بصورة وثيقة مع أسرة كوبريك لإتمام مشروع نابليون الذى كان يعتزم المخرج الراحل أن يجعل منه «أفضل فيلم سيرة ذاتية فى تاريخ السينما» وفقا للخطاب الذى أرسله عام 1971 لمسئولين باستوديو الانتاج. وأضاف سبيلبيرج الذى ابدى حماسه لاختراق حياة نابليون المثيرة دراميا إنه يقوم بإنتاج كبير، وأن المشروع لا يزال فى مراحل التطوير ولكنه يقترب من حيذ التنفيذ، وان كوبريك قد خطط للفيلم فى الأصل بعد عام 2001 وأجرى بحثا مكثفا عن الزعيم الثورى الفرنسى. كان يخطط لتصوير الفيلم فى جميع أنحاء أوروبا وفرنسا والمملكة المتحدة ورومانيا بنحو 40 ألف جندى، وكان مخططا ان يقوم ببطولته فى مراحل مختلفة، ديفيد همينجز وجاك نيكلسون وأودرى هيبورن كزوجته جوزفين. فيما يقوم المخرج المخضرم ريدلى سكوت بتصوير فيلم عن نابليون بونابارت يعرض خلال 2023، هو بمثابة ملحمة تاريخية، ليعيد من جديد قراءة مشاهد من حياته، ويجسد النجم خواكيم فينيكس، شخصية نابليون الامبراطور الفرنسى والقائد العسكرى، فى تعاون جديد له مع ريدلى سكوت منذ «المصارع». الفيلم الجديد يحمل عنوان «Kitbag» ومشتق من القول المأثور «هناك هيئة عامة مخبأة فى حقيبة أدوات كل جندى». وهو يعد بمثابة الملحمة، حيث يركز على نشأة الزعيم الفرنسى وتسلقه السريع الذى لا يرحم إلى أن اصبح امبراطورا، ويُنظر إليه من منظور متعدد أوله علاقته المتقلبة غالبا مع زوجته وحبه الحقيقى جوزفين وكيف كانت علاقته بها، كما يهدف الفيلم لتصوير معارك نابليون الشهيرة وطموحه الدءوب وعقله الاستراتيجى المذهل كقائد عسكرى استثنائى وصاحب رؤية حرب، ويتولى كتابة السيناريو ديفيد سكاربا الذى كتب سابقا «كل المال فى العالم». المخرج الكبير ريدلى قال إن نابليون هو رجل لطالما فتنت به، لقد جاء من العدم ليحكم كل شىء ولكن طوال الوقت كان يشن حربا رومانسية مع زوجته الخائنة جوزفين. لقد غزا العالم يحاول كسب حبها، وعندما لم يستطع، غزاها لتدميرها، ودمر نفسه فى هذه العملية». أراد سكوت منذ فترة طويلة أن يصنع فيلما لنابليون، كان مفتاح سكوت هو امتلاك الممثل المناسب لالتقاط تعقيدات الشخصية التى جلبت بلدا بأكمله إلى الوراء واستخدم هذه القوة لطموحاته القهرية. رأى سكوت قدرة فينيكس على فعل شىء قريب من ذلك، وبنى رأيه عندما شاهد الممثل فى دور القائد الرومانى كومودس عام 2000 فى فيلم المصارع، وقال سكوت: «لا يمكن لأى ممثل أن يجسد نابليون أكثر الشخصيات تعقيدا مثل خواكيم فى نص رائع كتبه ديفيد سكاربا، لجلب قصة كهذه إلى جمهور عالمى». على عكس الكثير من قادة العالم، كان هناك تكييف لقصة حياة نابليون مع الشاشة الكبيرة عبر العديد من الأفلام منها فيلم أبيل جانس التأسيسى الصامت عام 1927 ومدته خمس ساعات ونصف الساعة والذى يحكى قصة سنوات نابليون الأولى، وحظى بإشادة كبيرة عندما أعاد فيلم American Zoetrope للمخرج فرانسيس فورد كوبولا كنسخة مستعادة من الفيلم فى عام 1980، وفى 1935 كان المخرج ابيل جانس قد قدم نسخة جديدة من الفيلم بعنوان نابليون بونابرت، وفى 1971 أنتج المخرج الفرنسى كلود ليلوش، نسخة جديدة بعنوان بونابرت والثورة ويعتبر هذا الفيلم الفرنسى من التراث العالمى للسينما. وكان هناك فيلم الحرب والسلام إنتاج عام 1956 وهو أول فيلم يقدم رائعة الكاتب الروسى الشهير ليو تولستوى «الحرب والسلام» فى صورته السينمائية باللغة الإنجليزية. وكان الفيلم هو إنتاج أمريكى إيطالى وإخراج كينج فيدور وبطولة هنرى فوندا واندرى هابيرن وانيتا إيكبيرج. وتدور أحداث الفيلم حول الشخصيات التى رسمها الكاتب فى قصته والتى كانت تدور فى حقبة احتلال نابليون لروسيا وقد قام الممثل هيربيرت لوم بأداء دور نابليون فى الفيلم. وهناك فيلم وداعا بونابرت للمخرج العالمى يوسف شاهين إنتاج مصرى فرنسى مشترك عام 1985 والذى تناول الحملة الفرنسية على مدينة الإسكندرية. بطولة عدد من الممثلين الفرنسيين والمصريين وتدور أحداث الفيلم حول أسرة مصرية تعيش أثناء الحملة الفرنسية على مصر الأسرة لديها ثلاثة أبناء أكبرهم يناضل ضد الحملة الفرنسية والثانى يتعرف على أحد جنرالات الجيش الفرنسى مما يسمح له بتعلم أشياء جديدة. لم يتعرض الفيلم للحملة الفرنسية لمصر من الناحية العسكرية ولكنه يتعرض للآثار الفكرىة حيث يتكلم الفيلم عن فكرة حوار الحضارات وكيف أن حضارة مثل الفرعونية أثرت الحضارة الغربية وكيف يمكن للحضارة الغربية متمثلة فى فرنسى إثراء الحضارة المصرية. فيجب أن تكون علاقة الحضارات قائمة على الحوار وليس الحرب مثل الحملة الفرنسية فبونابارت خسر الحرب ولكن الحضارة كسبت ثقافة من علماء الحملة. وكذلك فيلم ملابس الإمبراطور الجديدة «The Emperor's New Clothes» 2001 ومأخوذ عن قصة صامويل لايز «موت نابليون». وكان الفيلم بطولة الممثل إيان هولم وإخراج ألان تيلور والذى تدور أحداثه حول فترة نفى نابليون فى سانت هلينا عقب هزيمته فى معركة واترلو. وفيلم مسيو ان أو Monsieur N وهو فيلم إنتاج فرنسى بريطانى عام 2003 بطولة فليب تورينتو وريتشارد إى جرانت وإخراج أنطوان دى كون والذى تناول الأيام الأخيرة فى حياة نابليون أثناء فترة نفيه.