بعد زلزال مدمر ضرب تركياوسوريا، راح ضحيته نحو 26 ألف قتيل في تركياوسوريا، في أحد أسوأ الكوارث في المنطقة منذ قرن، حذرت منظمات غير حكومية غربية من كارثة صحية في سوريا جراء الزلزال. وقال منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيان: "لقد حاربت فرق منظمة أطباء بلا حدود مرض الكوليرا في الأشهر الماضية في سوريا، لكننا لا يمكننا سوى تغطية جزء من الاحتياجات، خاصة في مواجهة مثل هذا الوضع المتدهور. بالنسبة للعديد من سكان هذه المنطقة، أصبحت الظروف المعيشية أكثر صعوبة. وتابعت المنظمة، في بيان على موقعها الإلكتروني في نسخته الفرنسية: "معظم المستشفيات السورية كانت تواجه بالفعل العديد من الصعوبات والنقص، بسبب نقص التمويل للمساعدات الإنسانية وصعوبات الوصول إلى هذه المنطقة الحبيسة"، لافتة إلى أن "النقطة الحدودية "باب الهوى" الوحيدة إلى شمال غرب سوريا، كانت عرضة لتوترات سياسية قبل الكارثة، وكان من الصعب بالفعل نقل المعدات والأدوية من تركيا إلى سوريا. وذكرت المنظمة الدولية، أن فرقها تدخلت من خلال التبرع بالمواد الطبية لأكثر من 10 مستشفيات، مضيفة: "نستجيب للعديد من الاحتياجات التي تتعلق بشكل خاص بعلاج الصدمات أو رعاية التوليد أو غسيل الكلى". وأضافت: "أرسلنا بعض الكادر الطبي من مستشفانا في قرية أطمة السورية، لدعم المستشفيات الأخرى التي طغت على فرقها عدد المصابين"، كما تمكن جراحونا من مساعدتهم. وحذرت: "يجب على الفرق الإنسانية أيضًا حماية هؤلاء السكان من الكوليرا التي حصدت أرواح السوريين". ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 23 مليون شخص "يحتمل تعرضهم لأزمة صحية جراء الزلزال، بما في ذلك حوالي خمسة ملايين شخص ضعيف"، كما أعربت المنظمات الإنسانية عن قلقها بشكل خاص من انتشار وباء الكوليرا، الذي ظهر مرة أخرى في سوريا. من جهتها، ذكرت إذاعة "أر.تي.بي" البلجيكية الناطقة بالفرنسية أنه "بينما تتدفق المساعدات الإنسانية إلى تركيا، فإن وصولها إلى سوريا أكثر صعوبة، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في شمال غرب البلاد. وأضافت الإذاعة البلجيكية أنه "بالنسبة للسوريين، فإن ذلك الزلزال المميت جاء بعد اثني عشر عامًا من الحرب الأهلية التي دمرت بلدهم، موضحة أن الفرق الإنسانية تكافح لحماية السوريين من الكوليرا، التي أثرت على المنطقة منذ سبتمبر الماضي، والتي تنتشر في مثل هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر، في ظل عدم الحصول على مياه الشرب النظيفة. ونقلت إذاعة "أر.تي.بي" البلجيكية الناطقة بالفرنسية، عن مسؤول في منظمة الصحة العالمية، قوله: إن "قيوداً" خطيرة تقيد دخول "كميات هائلة من الإمدادات" لشمال سوريا الذي دمره الزلزال العنيف". ولفتت الإذاعة البلجيكية إلى أنه في عام 2014، كانت تصل المساعدات إلى مناطق المعارضة من خلال أربعة معابر حدودية، لكن في الوقت الراهن، معبر واحد فقط مفتوح هو باب الهوى، في شمال البلاد على الحدود مع تركيا. ووصلت يوم الجمعة قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة عبر باب الهوى، وهي الثانية، ووفقًا للأمم المتحدة، لا يزال النقل عبر هذا المركز الحدودي معطلاً بسبب الطرق المتضررة. من جهتها، سلطت صحيفة "لوتون" السويسرية، الضوء على تفاقم الوضع في سوريا أكثر من تركيا رغم أن شدة الزلزال في تركيا أكبر، موضحة أنه بعد أربعة أيام من الزلزال، تواصل فرق منظمة أطباء بلا حدود نشر استجابتها الطارئة في شمال غرب سوريا إلا أنها لم تتلقى سوى القليل من الدعم الدولي.