بالتزامن مع الاشتباكات التى حدثت أمس بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والفلسطينيين فى القدسالمحتلة، اقتحم طلاب حركة حقى أمس البوابة الرئيسية لجامعة القاهرة وكسروا البوابة وسط تشديد أمنى غير مسبوق، ووقفوا أمام المسلة رافعين الأعلام الفلسطينية مرددين «لا لتهويد التاريخ العربى لفلسطين، لا لسرقة الصهاينة للمقدسات الاسلامية والمسيحية، ولا للتخاذل العربى والتطبيع». وقد استمرت الجامعات المصرية فى المسيرات والتظاهرات ضد الاعتداءات على المسجد الأقصى، شارك فيها رؤساء بعض الجامعات مثل جامعة الفيوم مع الطلبة وطالبوا بتدخل الرأى العام العالمى تجاه ما يحدث للمقدسات الإسلامية. نفس الأمر تكرر فى جامعتى عين شمس وحلوان حيث طوقت قوات الأمن المركزى أبواب الجامعتين، إلا أن المئات من طلاب الإخوان المسلمين خرجوا فى مظاهرات من بوابة كلية الحقوق بجامعة عين شمس للمرة الثانية على التولى، تاركين خلفهم أفراد الحرس الجامعى وقوات الأمن المركزى عند البوابة الرئيسية للجامعة. ثم طافوا أرجاء الجامعة فى مسيرة حاشدة رددوا خلالها «يا أقصانا يا حبيب شمسك أبدا مش هتغيب، فين الغيرة وفين النخوة ولا العرب مبقوش إخوة؟». ووزع الطلاب بيانا بعنوان «أنقذوه قبل أن يهدموه» أعربوا فيه عن استنكارهم لضعف المسلمين الذى أدى إلى عزم الكيان الصهيونى لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وحث البيان على الانتفاضة من أجل إنقاذ المسجد الأقصى. وفى جامعة حلوان نظم طلاب المقاومة الاشتراكيين مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين من أمام مدرج عشرة بالتنسيق مع بعض من عناصر طلاب الإخوان المسلمين بالجامعة. فى الوقت ذاته قام طلاب الإخوان بجامعة القاهرة بتدشين أول إذاعة طلابية من أجل الأقصى على الموقع الإلكترونى «رابطة طلاب من أجل فلسطين» وقالوا إنها جاءت «كصيحة استغاثة يطلقها مجموعة من الشباب النشط الذى أدمته الأخبار المؤلمة والأنباء المفزعة والإحصائيات المخيفة حول مخاطر الهدم والتهويد التى تتعرض لها القدس ومسجدها المقدس»، وأضافوا «أن المعركة بيننا وبين إسرائيل ليست معركة عواطف وهتافات إنما تقوم على العلم والمعرفة فالذى يمتلك الدلائل على أحقيته فى المسجد الأقصى هو الذى سيثبت أمام العالم أن له الحق فى هذه المدينة المقدسة» وتهدف الإذاعة لضم أصوات الطلاب على مستوى العالم يوصل رسالة أن الأقصى حق للمسلمين والدفاع عنه واجب. وتواصلت مظاهر الاحتجاج، فى عدد من الجامعات المصرية، أمس، احتجاجا على المحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس، والتى كان آخرها افتتاح «كنيس الخراب» أو الهيكل الصغير، الذى يعتبره المتطرفين اليهود «بداية لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى»، وضم مسجد بلال بن رباح والحرم الإبراهيمى للتراث اليهودى. المظاهرات الطلابية التى شهدها عددا من الجامعات، أطلق عليها طلاب جامعة الأزهر فى محافظة أسيوط «مظاهرات يوم الغضب»،حيث نظم مئات الطلاب عددا من الفعاليات الاحتجاجية وسط حصارا أمنيا محكما على مداخل ومخارج الجامعة، وشملت الاحتجاجات مسيرة سلمية، ومعرضا للصور، واختتموها بمظاهرة وزعوا خلالها بيانا عبروا خلاله عن» رفضهم للمواقف السلبية للحكام العرب، وصمتهم على ما يجرى فى فلسطينالمحتلة». كما نظم طلبة «الإخوان المسلمين» بجامعة الأزهر بالمنصورة مظاهرة مماثلة، احتجاجا على ضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح إلى التراث الإسرائيلى ووضع حجر الأساس لما يسمى بهيكل سليمان. تخلل المظاهرة عدد من الكلمات ألقاها طلاب الجماعة، أكدوا خلالها أن القدس والمسجد الأقصى «ضحية لأمة ماتت منذ زمن، وغفلت عن مقدساتها التى لن تعود إلا بالعودة إلى مناصرة المسلمين بشتى الوسائل الممكنة». وعلى مدى نحو ثلاث ساعات، جاب قرابة الألفى طالب أرجاء جامعة المنوفية، فى مسيرة حاشدة، انطلقت من كلية الحقوق ،وانتهت بوقوف الطلاب أمام البوابة الرئيسية للجامعة وسط حصار أمنى محكم، حال دون مغادرتهم الحرم الجامعى. وردد الطلاب الهتافات المناهضة لإسرائيل، وحملوا لافتات كتب عليها «يا أقصانا لا تهتم.. راح نفديك بالروح والدم»، وطالبوا الشعوب العربية والإسلامية بانتفاضة شعبية للضغط على الأنظمة الحاكمة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. من ناحية أخرى، نظم طلاب كلية الطب البيطرى بجامعة المنوفية فرع السادات معرض لوحات يستعرض صورا متعددة للاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين. وفى مسيرة مماثلة، طاف نحو 1000 طالب أرجاء الحرم الجامعى، فى سوهاج، وأصدر طلاب «الإخوان المسلمين» بيانا «للاحتجاج على الصمت العربى والانتهاكات الصهيونية لفلسطين». وبعيدا عن أسوار الجامعة نظمت نقابة المحامين بجنوبسيناء، مظاهرة سلمية أمام مجمع المحاكم بمدينة طور سيناء، وذلك أثناء انعقاد جلسات محكمة جنايات جنوبسيناء. شارك فى المظاهرة نحو 300 محامٍ، والذين رددوا الهتافات المعادية لإسرائيل، وأحرقوا علمها، وسط إجراءات أمنية مشددة، وقال مجدى عويس، نقيب المحامين بجنوبسيناء، إن محكمة جنايات جنوبسيناء برئاسة المستشار محمد أحمد أبوحامد، قررت رفع الجلسات لمدة ساعة كاملة للتضامن مع المحامين «وهى المرة الأولى التى ترفع فيها المحكمة جلستها للتضامن مع مظاهرة».