صبح ليس من الغريب أن يقوم أشخاص بمضغ حشرات مروعة، ويحدث ذلك منذ بداية الألفية. ويبدو أنه يتعين على الدول الغربية الاعتياد على تقبل هذا الاتجاه.وربما تتوسع الأنظمة الغذائية في معظم أنحاء أوروبا بوتيرة أسرع الآن، حيث أن دخول قوانين جديدة في الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ ابتداء من 24 يناير الجاري يعني أنه يمكن الآن تحويل مزيد من أنواع الحشرات لأطعمة. هذا يعني أن محبي الأكل يمكن أن يأكلوا طعاما يحتوي على الصراصير المنزلية و أشكال من اليرقات تشمل ديدان القمح والجراد المهاجر. وعلى الرغم من أن أنصار هذا التوجه يقولون إن الحشرات سوف تقوم بدور متزايد الأهمية في الأنظمة الغذائية المستدامة، فإن هذه الفكرة ما تزال تثير انقساما بين الكثيرين ما بين الفضول والنفور. وفي الاتحاد الأوروبي، يتعين أن تحصل الأطعمة الجديدة على الموافقة، وتتيح أحدث القوانين تجميد الصراصير المنزلية، وتجفيفها و استخدامها كمسحوق في الطعام. وهذا يعني على سبيل المثال، أن شركة "كركيت وان" الفيتنامية ربما تسوق لصراصيرها المنزلية منزوعة الدهن. وقد قام العلماء بالفعل بدراسة الصراصير عقب أن تم إدراجها في قائمة الأطعمة الجديدة. ويمكن أن تحتوي جميع أنواع الخبز ولفائف الخبز والبسكويت والمقرمشات والمعكرونة والصلصات والشرب واللحوم وبدائل اللبن ومنتجات البطاطس أو الشكولاتة على مسحوق الصراصير. وحين ذاك لا يمكن توصيف هذه المنتجات على أنها نباتية. وحول ما إذا كان يمكننا أن نرى الكثير من هذا النوع من الأطعمة في المستقبل القريب، يقول الكيميائي في مجال الأغذية ارمين فاليت بالمركز الألماني لتقديم النصحية للمستهلكين، إن الأمر ليس واضحا بعد. وأضاف أن الأغذية التي تضم حشرات حاليا تمثل" سوقا صغيرا للغاية". ويختلف الأمر من دولة لأخرى، ففي ألمانيا على سبيل المثال، يمكن أن تحصل فقط على بضعة منتجات تحتوى على كميات صغيرة من الحشرات، مثل ألواح الطاقة أو النودلز. ويضيف فاليت أن مزج بودرة الحشرات بالبسكويت أو الدقيق" مايزال أمامه طريق طويلا". وفيما يتعلق بما إذا كان يمكن أن نقوم بتناول الحشرات بدون علمنا، أجاب فاليت بالنفي، قائلا إن أي منتجات تحتوى حشرات سوف يتم وضع توصيف عليها بهذا الأمر. وقال: "نحن لسنا على علم بمزج حشرات بطريقة ما بالمنتجات". من ناحية أخرى، قالت المفوضية الأوروبية" المستهلك هو من سوف يقرر ما إذا كان يريد تناول الحشرات أم لا ". وتنص القواعد على أن قائمة المكونات يجب أن تشمل، على سبيل المثال " صراصير منزلية". ولكن فاليت يريد رؤية توصيفات أكثر إيضاحا مثل " بسكويت يحتوي على حشرات" أو "معكرونة تحتوي على حشرات". وحول ما يعنيه هذا الأمر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، توصلت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية بعد تقييم سلسلة من الدراسات إلى أن بودرة الصراصير المنزلية وفقا للكميات المقترحة آمنة. ولكن الكثير من الأغذية يمكن أن تؤدي لردود فعل نادرة تتعلق بالحساسية، ويشمل ذلك بودرة الحشرات. وفيما يتعلق بالقيمة الغذائية للحشرات، أجرت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة" الفاو" سلسلة من الدراسات، وتوصلت إلى أنها ذات قيمة غذائية مرتفعة ومصدر للغذاء الصحي، حيث تحتوى على كمية كبيرة من الدهون والبروتين والفيتامينات والألياف والمعادن. ويشار إلى أنه يتم تناول أكثر من 1900 نوع من الحشرات في أنحاء العالم. وتحتوي الحشرات على بروتين مماثل للموجود في اللحوم والديك الرومي، على الرغم من وجود تباين وفقا لنوع الحشرات، وفقا لاتحاد المستهلكين الألماني. ويعد تناول الحشرات أكثر استدامة من اللحوم والدجاج، وفقا للصندوق العالمي للحياة البرية. وبالمقارنة باللحم، فإن إنتاج الحشرات يتطلب أرضا زراعية أقل، أو نحو النصف، مقارنة بالدجاج. وتحتاج الصراصير نحو واحد على اثنا عشر حجم الغذاء الذي تحتاجه الماشية لإنتاج نفس كمية البروتين، وفقا للفاو. كما أن تربية الحشرات تسفر عنه إطلاق كميات أقل من الانبعاثات الغازية. وبالإضافة لذلك، يمكن أن أكل جزء أكبر من أي حشرة مقارنة بالبقرة، حيث أن النسبة القابلة للأكل في الحشرات تبلغ 80%، وهي أعلى بكثير من النسبة في الماشية التي تقدر ب 40%. ويتساءل البعض هل سوف يتم جمع الحشرات من الأماكن المفتوحة لتقديمها كطعام، والإجابة وفقا لمستشارين ألمان هي لا، حيث أنه سوف يتم تربيتها خصيصا لهذا الغرض. ولكنهم أشاروا إلى الحاجة لمزيد من الإيضاح، حيث أن الكثير من الدول تفتقر للقواعد الحاكمة لكيفية الحفاظ على الحشرات.