سافر الفنان أحمد بدير إلى السودان بصحبة فريق عمل مسرحية «داير شنو» وتعنى «عايزين إيه» التى تمثل أول عرض مسرحى يجمع بين الفنانين المصريين والسودانيين، حيث تعرض المسرحية فى الخرطوم لمدة شهرين. ويتناول العرض الصراعات الدامية بين أصحاب الأرض فى السودان والمغتصبين الذين يدبرون المكائد للاستحواذ على خيرات تلك البلاد والسيطرة على مواردها. وكان فريق عمل المسرحية، التى كتبها صلاح عربى، قد أجروا البروفات النهائية على خشبة مسرح فيصل ندا ويشارك فى بطولتها فتوح أحمد وسهام جلال وعلاء مرسى وأحمد جمال بالتعاون مع فرقة «تيراب» الفنية والفنانة هند راشد من السودان. وقال الفنان أحمد بدير، الذى يتولى إخراج العرض أيضا، إنه يعتبر المسرحية عملا قوميا كثيرا ما حلمت بتقديمه على مستوى العالم العربى، خاصة أنها تجربة تثبت أن الفن قادر على تحقيق ما عجزت السياسة عن تحقيقه. وأوضح أنه اختار السودان على وجه الخصوص لأنه البلد الأحدث فى قائمة الأطماع الخارجية، لا سيما عقب اكتشاف البترول مؤخرا فى إقليم دارفور، حيث تسعى القوى الخارجية إلى التفرقة بين أبناء البلد والواحد بنشر الفتن والشائعات لتحقيق ما يصبون إليه، فضلا عن القضايا المطروحة حاليا فيما يتعلق بانفصال الجنوب عن الشمال. وكشف بدير أنه يجسد فى العمل شخصية «سلامة» مدرس التاريخ، مشيرا إلى أن العمل رغم جديته فإنه يحمل طابعا كوميديا، موضحا أنه عند إجراء بروفات المسرحية اكتشفت أن السودان الشقيق به عدد كبير من المواهب الكوميدية التى لم تظهر بعد ولم تأخذ فرصتها عربيا. وأوضح: تعمدت أن أقدم المسرحية فى قالب كوميدى سياسى شيق يحمل الكثير من القصص الدرامية التى تتمثل فى اختطاف اليهود للطفل «حسن» الذى يرمز للبراءة والنقاء للضغط على أهالى المنطقة لتلبية رغباتهم. وعن تصديه لمهمة الإخراج قال: هذه تجربة ليست جديدة علىّ فقد أخرجت من قبل مسرحية «الطلاينة وصلوا» التى عرضت فى المغرب وليبيا والإمارات، فضلا عن تأليف وإخراج عدة مسرحيات فى بداية مشوارى الفنى. وعن دورها فى العرض، تقول سهام جلال أجسد مع فتوح أحمد وأحمد جمال شخصيات الأمريكان الثلاثة الذين يحاولون التوغل داخل المجتمع السودانى للسيطرة على ثرواته البترولية، موضحة أنها تلعب دور «جودى» التى تسعى بأنوثتها إلى استقطاب المصرى «سلامة» والسودانى «عبده» ليقوما بإقناع السودانيين ببيع أراضيهم. ومن الجانب السودانى، تقول الفنانة هند راشد: تجربتى المسرحية مع الفنان أحمد بدير لها طابع خاص لا سيما أنها مسرحية تتحدث عن بعض المشكلات التى يعانيها السودانيون على أراضيهم. وأضافت: شجعنى على قبول العمل فى المسرحية أن الكثير من الجهات المهمة فى السودان أكدوا لى أن الجانب السودانى عامل أساسى فى المسرحية تكاد تعتمد عليه ككل وأنا فى العمل ألعب دور «كلتوم» التى تحاول إيقاظ السودانيين والمصريين من غفوتهم وتنبيههم للخطر الذى يجوب حولهم من الخارج.