ماقصة العرض المسرحي الذي تنوي تقديمه في السودان؟ - الفكرة خطرت علي بالي في أعقاب التصعيد المستمر للمؤامرات التي تستهدف تقسيم السودان الشقيق، إذ أحسست أن واجبي تجاه الأشقاء هناك يحتم علي التدخل، والاسهام بفني وهو السلاح الوحيد الذي أملكه، للتحذير من المخطط الذي يريد أصحابه، ومن يقفون وراءه تقسيم السودان، فكانت مسرحية "داير شنو" أي "عايز إيه"، التي تؤكد علي أهمية وحدة الشعب السوداني في وجه المؤامرات التي تستهدفه، والمسرحية بطولتي وإخراجي مع عدد من المثثلين السودانيين بالإضافة للزملاء المصريين، وبعد نجاح التجربة قررت الانتقال بها إلي بعض الدول العربية، كما أنوي تكرارها في المستقبل القريب مع دولة عربية أخري. لكنك غائب عن خشبة المسرح في مصر؟ - آخر عرض شاركت فيه هو"مرسي عاوز كرسي"، الذي قمت ببطولته، وأي عمل مسرحي يحتاج إلي فترة تحضير طويلة لكي يخرج بالشكل المطلوب والمشرف، لهذا فإنني أعيش الآن فترة البحث عن العمل المسرحي القادم الذي أرضي عن تقديمه. هل بينك وبين مسرح الدولة قطيعة؟ - علي الإطلاق، بدليل أنني سأوافق فوراً علي تقديم العمل المناسب لكنني صاحب أسلوب وطريقة في اختيار أعمالي وتقديمها بالشكل الذي يجعلها تدمج بين الكوميديا والسياسة، وهي المعادلة الأقرب إلي طبعية وأجواء المسرح الخاص، لكنني لن أتردد إذا ماوجدت الصيغة المناسبة للتقديم علي خشبة مسرح الدولة. ماالذي يشغلك الآن؟ - أنا مرتبط بتصوير دوري في مسلسل "مملكة الجبل"، حيث أجسد شخصية كبير العائلة الصعيدية المسيطر والمهيمن علي مقدرات الناس من حوله، ويمثل القوة الأعظم في المنطقة، وعلي الرغم من مهابة الشخصية، وجبروتها، إلا أننا نراها أحياناً في لحظة ضعفها، والمسلسل بطولة عمرو سعد وفتوح أحمد وريم البارودي من تأليف سلامة حمودة وإخراج مجدي أحمد علي، أما المسلسل الثاني فهو "اختفاء سعيد مهران" تأليف محمد حلمي هلال وإخراج سعيد حامد وبطولة هشام سليم، وأجسد فيه شخصية فتوة المنطقة، وهي شخصية تمر بمراحل عمرية مختلفة، أما المسلسل الثالث الذي ارتبطت بتصويره فهو "دنيا أونطة"إخراج سعيد الرشيدي، ويشارك في بطولته معي صابرين ومجموعة من الفنانين المتميزين. 3 أعمال في توقيت متزامن ألا يتسبب لك في مشكلة من أينوع؟ - (مبتسماً) "أمال خبرة السنين اللي اشتغلتها في الفن تروح فين؟ ".. أتصور أنني فنان متمكن، ولدي من الخبرة ما استطيع أن اتجاوز به مثل هذه المواقف بسهولة، ومن دون أن تتسبب لي في أي إحراج، وبالتالي فأنا قادر علي الفصل بين شخصية وأخري، حتي لو كنت أشارك في عشرة أعمال في وقت واحد، لكنني في كل الأحوال لا أجد نفسي كثيراً في هذا الموقف و"مش في كل الأحوال باشتغل في أكثر من عمل في وقت واحد". وإذا حدث وعرضت هذه الأعمال في وقت واحد؟ - لن أنزعج ولن يحدث شيء، لأن كل شخصية مختلفة تماماً عن الأخري، وبالتالي لن أخشي الاتهام بالتكرار، بل استطيع القول إن عرض هذه الأعمال في وقت واحد سيكون في مصلحتي، لأن من سيشاهدني في "اختفاء سعيد مهران" لن يصدق أنني الشخصية الصعيدية في "مملكة الجبل" ثم خفيف الظل في "دنيا أونطة". ومارأيك فيمن يقول إن أدوارك في الدراما التليفزيونية تشهد تراجعاً مقارنة بالبطولات السينمائية؟ - "يعني إيه بطولة؟".. يعني استطيع تقديم الشخصية التي لها معني وشكل ومضمون في أي عمل فني، ولا تتحول إلي "شيء باهت" أو مجرد ممثل بيظهر علي الشاشة.. والسلام وبهذا المفهوم تصبح أدواري مهمة وجوهرية في الاحداث، كما أن "مفيش ممثل بيشتغل لوحده علشان يقول علي نفسه بطل العمل"، وحتي في أعمالي المسرحية التي أقوم ببطولتها أدين بالفضل في نجاحها لزملائي الذين يشاركونني فيها. هل تري أن الأزمة المالية العالمية التي ضربت السينما أثرت سلباً علي الدراما التليفزيونية؟ - علي الإطلاق، بدليل أن عدد الأعمال التي أنتجت حتي هذه اللحظة وصل إلي ستين عملاً مصرياً،"يبقي فين الأزمة"؟ وفي ظني أن السينما المصرية أيضاً ستتجاوز تداعيات هذه الأزمة في القريب العاجل، فنحن نملك صناعة لا تقبل الهزيمة، ولا أحد في المنطقة العربية قادر علي الاستغناء عنها. لماذا اختفيت عن السينما بعد أن فتحت لك ذراعيها؟ - لا أنكر أن علاقتي بالسينما استقامت كثيراً في الفترة الأخيرة، بدليل دوري في "عمارة يعقوبيان" و "كبارية" و" حين ميسرة"، ولكن "مش كل يوم الواحد بيلاقي النص الجيد والمميز" لهذا فضلت أن أدقق في اختياراتي المقبلة، وانتظر حتي أعثر علي النص الجيد الذي يناسبني. في رأيك هل مازالت ظاهرة "أفلام المقاولات" موجودة؟ - مصطلح "أفلام المقاولات" أطلقه النقاد علي الأفلام التي يتم تصويرها في فترة وجيزة، وبميزانية ضعيفة، وتتناول موضوعات خفيفة، لكن هذه النوعية من الأفلام لم يعد لها وجود الآن، وإن كنت أري أنها كانت أفضل كثيراً من أفلام نراها الآن، و"ياريتها ترجع" ، لأنها كانت تحقق هدفاً بعكس بعض الأفلام التي تنتج اليوم، وليس لها هدف ولا شكل، وضحكاتها مصطنعة وتتبني مواقف مزيفة، لأنها مسلوقة" و "عشوائية"!