زخرت قضية مقتل المذيعة شيماء جمال، على يد زوجها القاضي أيمن حجاج وشريكه المقاول حسين الغرابلي، بالعديد من الكواليس التي كشفت عنها تحقيقات النيابة، وحصلت "الشروق" على نسخة منها عقب إحالة المتهمين للمحاكمة، وظلت القضية محل اهتمام الرأي العام حتى أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكم بإعدام المتهمين اليوم الأحد. في يوم 28 يونيو ثاني أيام اكتشاف جريمة القتل، حصلت "الشروق" على صور للحظة العثور على جثمان المذيعة الشابة شيماء جمال، في مزرعة بالبدرشين، حيث أخفى جثتها زوجها القاضي بمجلس الدولة المستشار أيمن حجاج. وامتنعت "الشروق" عن نشر الصور لفظاعتها، واحتراما لميثاق الشرف الإعلامي والأكواد المنظمة لتغطية الجرائم الصادرة من المجلس الأعلى للإعلام، وكذلك انتظارا لما ستسفر عنه التحقيقات الجارية في النيابة العامة. أوضحت الصور أن جثة المذيعة تعرضت للتشويه والتمثيل المتعمد، الذي أدى لإخفاء ملامحها تماما، حيث تم حرق رأسها وأجزاء أخرى من جسدها بمادة كاوية، قال الشاهد المبلغ إنها عبارة عن ماء نار. كما أوضحت الصور أن الجثة في حالة انتفاخ، مع بدء تعفن بعض الأجزاء، وهو ما يؤكد صحة توقيت ارتكاب الجريمة وفق شهادة المبلغ الذي شارك في إخفاء الجثة، وقررت النيابة العامة حبسه آنذاك 4 أيام على ذمة التحقيق. وتبين من الصور أيضا أن هناك أجزاء مفقودة من الجثة بعد تعرضها للتشويه والتمثيل، كما رجحت الصور أن يكون نقل الجثة قد تم في مرحلة التيبس الرمي الذي يعقب الوفاة مباشرة، وتم العثور على الجثة مدفونة في أرض المزرعة على عمق حوالي متر ونصف تقريبا. وفي يوم 7 يوليو، أكدت النيابة العامة في بيان إحالة القاضي أيمن حجاج وصديقه حسين الغرابلي بتهمة قتل زوجة الأول المذيعة شيماء جمال، أن المتهمين شوها جثمانها في محاولة لطمس معالمه وإخفاء هويتها. • الغرابلي يعترف بتفاصيل تشويه الجثمان وتضمنت اعترافات المتهم حسين الغرابلي، أن صديقه القاضي زوج المحني عليها اتفق معه على قتلها ودفنها للتخلص من جثتها لقيامها بتهديده الدائم بإفشاء زيجته منها وطلبت منه مبلغ ثلاثة ملايين جنيه، وبناء على ذلك الاتفاق قام باستئجار مزرعة منطقة أبوصير مركز البدرشين واستدرجها المتهم أيمن حجاج لتلك المزرعة. وأضاف الغرابلي أنه حال وصولهما ودلوفهما إلى حجرة الاستراحة داخل المزرعة وعقب مرور خمس دقائق تناهى إلى سمعه صوت المجني عليها مرددة عبارة "يا ابن الكلب" وأصوات شد وجذب فاستطلع الأمر فأبصر المتهم أيمن يجذب المجني عليها من شال قماش كانت ترتديه، وما أن استدارت المجني عليها حتى قام أيمن بإشهار سلاحه الناري وتعدى مقبضه عليها بضربتين أو ثلاث على رأسها فسقطت أرضاً واعتلاها المتهم وقام بالضغط بركبته ويده على وجهها مكمماً فاها وكائماً أنفاسها لمدة دقيقة وما أن أبصره حتى طلب منه الإمساك بقدم المحني عليها حتى سكنت حركتها تماماً ثم أوثقا قدميها ولفا وجهها وكبلا جسدها وجذباها وحملاها إلى سيارة المتهم أيمن عبد الفتاح محمد وقاد الأخير سيارته إلى نهاية قطعة الأرض الخاصة بالمزرعة وحفرا لحدا ووضعا به جثمان المجني عليها. وتابع المتهم الثاني: "القاضي سكب مياهاً حارقة على جسد المجني عليها لطمس معالم وجهها ثم ردما ذلك اللحد، وأخبره أنه ابتدر المجني عليها بالتعدي بأن غافلها بضربتين بمقش سلاحه الناري على رأسها في بادئ الأمر ولما تنبهت حاولت الفرار فقام بحذها بالشال القماشي، واستمر في التعدي عليها على نحو ما أخبر به وأبصره في بداية أقواله". • النيابة تصف كيفية ارتكاب الجريمة وقالت النيابة العامة إنه في اليوم الذي حدده المتهمان لتنفيذ مخططهما استدرجها المتهم الأول إلى المزرعة بدعوى معاينتها لشرائها، بينما كان المتهم الثاني في انتظاره بها كمخططهما، ولما ظفرا هنالك بها باغتها المتهم الأول بضربات على رأسها بمقبض المسدس، فأفقدها اتزانها وأسقطها أرضا، وجثم مطبقًا عليها بيديه وبالقطعة القماشية حتى كتم أنفاسها، بينما أمسك الثاني بها لشل مقاومتها، قاصدين إزهاق روحها حتى أيقنا وفاتها مُحدثَيْنِ بها الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها، ثم غلّا جثمانها بالقيود والسلاسل وسلكاه في القبر الذي أعداه، وسكبا عليه المادة الحارقة لتشويه معالمه. وذكرت النيابة أنه ثبَت في تقرير الصفة التشريحية الصادر من مصلحة الطب الشرعي الذي أكَّد أن وفاة المجني عليها بسبب كتم نفسها والضغط على عنقها، وما أحدثه هذا الضغط من سد للمسالك الهوائية، بما يشير إلى أن الواقعة جائزة الحدوث وفق التصوير الذي انتهت إليه النيابة العامة في تحقيقاتها، وفي تاريخ معاصر.