أصحاب المخابز يشيدون بجودة الرغيف المخلوط.. وصاحب الفكرة يطالب بزيادة المساحة المزروعة من البطاطا أشاد أصحاب مخابز بالنتائج التى حققتها تجربة إنتاج الخبز المخلوط بالبطاطا بمخابز محافظة الوادى الجديد، أولى المحافظات الاختبار، حيث تم تنفيذها فى 3 مخابز بدءا من شهر رمضان الماضى، بواقع مخبزين فى مركز الخارجة وآخر فى مركز الداخلة، وسط مطالبات بتعميم التجربة بمحافظات الجمهورية، والتوسع فى زراعة محصول البطاطا، للحد من استيراد القمح. تجربة إنتاج الخبر المخلوط بالبطاطا بدأت فى 3 مخابز من الأكثر والأوسع انتشارا فى مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة فى الوادى الجديد، لضمان فاعلية التجربة التى تمت من خلال إضافة معجون البطاطا إلى الدقيق بنسبة بدأت من 15% وارتفعت حتى 35%، ما أدى إلى ترشيد معدلات استهلاك الدقيق اليومية، وأصبحت البطاطا محل دراسة جادة لإضافتها مع كميات الدقيق التى تصرف يوميا للمخابز لإنتاج الخبز البلدى المدعم للمواطنين كأحد البدائل لتوفير كميات القمح. يقول حمادة عبدالله خضير، صاحب أول مخبز انتج خبز البطاطا بمدينة الخارجة فى الوادى الجديد، إن التجربة تم تنفيذها لمدة 14 يوما خلال شهر رمضان الماضى، وحققت نتائج جيدة، فكان يتم خلط معجون البطاطا مع كميات الدقيق بنسب مختلفة وفرت الدقيق بنسبة من 20 إلى 25%، وسط إقبال المواطنين على شراء الخبز البلدى دون إحجام، فى ظل اعتماد غالبية مواطنين الوادى الجديد بشكل أساسى على الخبز البلدى المدعم الذى يصرف من خلال البطاقات التموينية. وأوضح خضير ل«الشروق»، أن معجون البطاطا وهو عبارة عن البطاطا المسلوقة المعجونة والمجهزة للخلط مع الدقيق، ولا يوجد بها نسبة سكريات مرتفعة ولم تغير مذاق رغيف الخبز وارتفع معدل إنتاج الجوال الواحد بمعدل اقترب من 360 رغيفا بجودة ووزن حسب المواصفات المحددة من قبل التموين، نافيا عرض الخبز للجفاف السريع، كما يعتقد البعض فى ظل أن جفاف الخبز أو عدم إنتاجه بالمواصفات الجيدة ترجع إلى خبرة ومهارة أصحاب المخابز وضبط العجين والتخمير والتسوية. ولضمان نجاح تعميم واستمرار تجربة خبز البطاطا نصح خضير بتوفير البطاطا كمسحوق مجفف فى أكياس أو أجولة بوزن وكميات محددة تصرف مع كميات الدقيق المخصصة لكل مخبز، بالإضافة إلى التوسع فى المساحات المنزرعة بالبطاطا حسب النوع الذى يحدده خبراء الزراعة لضمان عدم وجود نسبة سكريات ويصلح لتصنيعه كمسحوق يضاف للدقيق أثناء تصنيع الخبز البلدى لتحقيق الهدف الأسمى وهو توفير كميات الدقيق والقمح. من جانبه، قال المهندس صلاح السيد، وكيل وزارة التموين بالوادى الجديد، إن خبز البطاطا تجربة تم تنفيذها فى بعض مخابز المحافظة التى تنتج الخبز البلدى المدعم وذلك لتوفير كميات الدقيق وبالتالى توفير كميات القمح، والتجربة شملت تنفيذ إضافة البطاطا بنسب مختلفة على سبيل التجربة وصلت إلى 35%، والبطاطا تم توفيرها بنوع محدد لا يحتوى على سكريات، وكان يتم توفير معجون البطاطا للمخابز لضمان الوصول إلى نتائج التجربة التى جاءت جيدة. ولفت السيد إلى أن التجربة لم تعمم حتى الآن ونفذت فى بعض المخابز وهى أحد البدائل لتوفير كميات القمح، وفى حالة تصنيع بودر البطاطا سيساهم ذلك بشكل كبير فى استمرار وتعميم التجربة على جميع المخابز بكل سهولة. وفى سياق متصل، يواصل القطاع الزراعى بالوادى الجديد التوسع فى زراعة مساحات البطاطا التى لا تحتوى على سكريات، حيث بلغت المساحات المنزرعة 85 فدانا بمراكز الخارجة والداخلة وبلاط، وذلك لتوفير كميات من البطاطا وتعميم تجربة إنتاج خبز البطاطا وترشيد استهلاك معدلات القمح. وكشف مصدر مسئول بوزارة الزراعة، عن أن إجمالى المساحات المزروعة بمحصول البطاطا؛ تصل نحو 50 ألف فدان، بإنتاجية تتراوح ما بين 10 ل14 طنًا فى الفدان، حسب طرق ومواعيد الزراعة التى يختلف فيها المزارعين، موضحًا أن أنسب توقيت لزراعة البطاطا يكون خلال شهر أبريل؛ ويبدأ موسمها فى يوليو ويستمر حتى فبراير. وأضاف المصدر، ل«الشروق»، أن مصر تصدر كميات كبيرة من البطاطا إلى الخارج، حيث إنها تحتل المرتبة السادسة فى قائمة الصادرات الزراعية؛ بنحو 115 ألف طن سنويًا، حيث يختلف استخداماتها فى أوروبا والدول العربية عن استخدامها فى مصر، معددا مزايا البطاطا: «مصدر غنى بالمعادن والفيتامين وبها عناصر غذائية للإنسان شديدة الأهمية» والضرورية. من جانبه، طالب الدكتور عبدالمنعم الجندى، أستاذ البحوث بهيئة تنمية الصعيد التابعة لمجلس الوزراء، وصاحب فكرة إنتاج هجين البطاطا الصالح لإنتاج الخبز، بزيادة المساحة المزروعة من محصول البطاطا إلى 500 ألف فدان، وذلك حتى تستطيع مصر تحقيق الاكتفاء الذاتى من إنتاج رغيف خبز بدون استيراد للقمح. وأضاف الجندى، ل«الشروق»، أنه ليس بالضرورى تجفيف البطاطا لإنتاج البودر وخلطه بالقمح، إنما استخدام صنف البطاط المُحسن منزوع السكر، عن طريق «السلق» بالمعايير العادية سيعطى نتائج أفضل، بعد خلطه بحوالى 60 إلى 70% قمحا. كما طالب الجندى، بتعميم التجربة فى عدة محافظات أخرى بعد الوادى الجديد؛ لاستطلاع رأى المواطنين حول مذاق خبز البطاطا، والمساهمة فى نجاح التجربة ووقف نزيف العملة الصعبة، لافتا إلى أن التجربة شهدت نجاحا فى الوادى الجديد بحضور المحافظ والمسئولين. جدير بالذكر العديد من الدول تستخدم البطاطا المصرية فى صناعة الفطائر والنشا، والبعض الآخر يدخلها فى صناعة الأدوية، بخلاف استخدامها الشهير كوجبة حلوة الطعم.