بعد غياب 14 عاما، منذ أن قدمت مسرحية «ريا وسكينة» تعود الفنانة سهير البابلى إلى «أبو الفنون» من جديد، واختارت أن تكون العودة مفاجأة للأوساط الفنية، فلم تكتف بالتمثيل لتكون صاحبة الفكرة التى يدور العرض حولها، والأكثر من ذلك أنها اختارت النجم عمر الشريف ليشاركها البطولة فى أول ظهور له على خشبة المسرح الشروق: كيف جاء قرار العودة إلى المسرح بعد كل هذا الغياب؟ سهير: أقنعنى بالعودة للمسرح الدكتور أشرف زكى وكان يشغل منصب رئيس البيت الفنى للمسرح، وفى البداية خفت وأبديت رفضى وقتها وشجعتنى على ذلك يسرا وروجينا أثناء وجودنا فى رحلة العمرة، حيث كان ذلك العرض أمامهما، وانتهى الموقف على ذلك إلى أن تجدد العرض من الفنان توفيق عبد الحميد فى الفترة الأخيرة فقبلت العمل بشرط وجود دعاية كافية للعرض، ولا أى مشاكل إنتاجية، وبدأت الآن جلسات عمل مكثفة مع المخرج محمد عمر والمؤلف محمود الطوخى للانتهاء من كتابة المسرحية التى تحمل عنوان «أعتذر» كاسم مبدئى، وهو عمل كوميدى تراجيدى «ميوزيكال» بمعنى أنه يعتمد على الكلام المنغم فى الدراما. الشروق: وإلى من تعتذر سهير البابلى ؟ سهير: أعتذر لكل من تعرض للظلم، وللشعب المصرى الطيب الذى عانى الكثير ولم يأخذ حقه الذى يستحقه كشعب صاحب حضارة، ومن خلال العرض أقدم اعتذارا بالنيابة عمن سرق مصر، أو شوه صورتها الجميلة، لأن مصر لا تستحق ما يحدث فيها، وستظل دائما عالية الهامات لن تنحنى لأحد مهما جرى من أحداث. الشروق: من هم النجوم المرشحون لبطولة المسرحية؟ سهير: هناك مفاوضات مع النجم الكبير عمر الشريف ليؤدى دور البطولة أمامى، وسيكون هذا الدور هو أول ظهور له على خشبة المسرح، وفى نفس الوقت، أقوم مع المخرج محمد عمر بترشيح مجموعة من الشباب الواعد الذى يقف على المسرح لأول مرة. الشروق: وكيف اختلف المسرح الآن عنه فى السابق؟ سهير: كل عصر له وقته وله أخلاقياته وسلوكياته التى يتميز بها، فنحن الآن مع تقدم التكنولوجيا والانفتاح الإعلامى على الفضائيات العالمية والإنترنت، ويتعين علىّ أثناء تقديم مسرحيتى الجديدة أن أراعى كل ذلك التقدم والتطور مع مراعاة توافر الأخلاقيات والقيم التى كانت السبب الرئيسى فى عودتى للمسرح مرة أخرى. الشروق: ألا ترين أن الحجاب يشكل عائقاً أمام تنوع أدوار الممثلة؟ سهير: الحجاب لا يشكل عائقا بالنسبة لى، لأن الأدوار التى ألعبها يكون الحجاب فيها مبررا، الحجاب عموما لا يعد عائقا للفنانة مادامت تبحث عن القيمة فى الدور الذى تلعبه، أنا يعجبنى حجاب صابرين وحنان ترك والجميلة سهير رمزى، لأنهن بالفعل موهوبات، وهذا يجعلنى أتساءل: لماذا يحرم منهن الجمهور طالما كن قادرات على إسعاد الناس بفن هادف، وفى رأيى يجب أن تقوم الفنانة بالتمثيل عندما تستطيع ذلك دونما الإخلال بالدين. الشروق: ما رأيك فى بعض الممثلات المحجبات اللاتى استعن بالباروكة فى بعض المشاهد ؟ وهل ممكن أن تفعلى ذلك؟ سهير: الباروكة حرام شرعا، وعن نفسى لن أفعل ذلك مطلقا، لأن الحجاب له أصوله وقواعده التى تفرض على كل محجبة أن تلتزم بها. الشروق: هل الحجاب يقيد الممثلة عن الأداء الحر؟ سهير: بالفعل الحجاب له احترامه وقواعده، فلابد من أن تلتزم الفنانة المحجبة بارتداء الملابس المتماشية معه، وعدم التلفظ بأى كلام خارج أو تقديم المشاهد العاطفية. الشروق: قال البعض عن التمثيل بالحجاب ليس له معنى على الإطلاق، وأن الهدف هو المادة فقط وليس الفن؟ سهير: يقولون هذا لأنهم يعادون الحجاب بشدة، ويحملون وجهات نظر مختلفة فى هذه المسألة، وهذا لا يعنى لى شيئا على الإطلاق، ولكن الحقيقة أننى بعد ارتداء الحجاب عانيت ماديا فى البداية، ولكن لم تكن المادة فقط هى سبب عودتى للفن، لأننى أسعى لتقديم فن راق يفيد الناس، ليس مثل ما يقدمونه حاليا والذى يحمل الكثير من الإسفاف والسطحية وأشياء أخرى لا يليق بنا الحديث عنها. الشروق: هل هذا كان السبب وراء ابتعادك عن الدراما بعد مسلسل قلب حبيبة؟ سهير: بل كنت أبحث عن نص جيد طوال هذه الفترة، وعندما وجدت سيناريو « يا أنا يا هن» أخذت فى التحضير له، وهذا يأخذ منى الكثير من الوقت. الشروق: وماذا عن قصة المسلسل والقضايا التى يطرحها؟ سهير: تدور الأحداث حول قصة سيدة جاءت من كندا إلى مصر بأولادها السبعة، بعد وفاة زوجها الكندى، وهى قصة حقيقية أجسد فيها دور دكتورة فى علم النفس تجد عدم ترحاب من أولادها لفكرة العيش فى مصر لما يقابلونه من مشكلات لم يعتادوا عليها، مما يدفعهم للقول بأنهم كنديون وليسوا مصريين، وهنا ينشأ الصراع بين جيلين، أحدها قديم والثانى جديد، وتحاول إقناعهم بالإقامة فى مصر، وهذا يسبب صداما عنيفا داخل الأسرة، وعلى الجانب الآخر تجد محاولتها للعمل كأستاذ فى علم نفس بإحدى الجامعات يقابل بالرفض من قبل كل الجامعات، مما يدفعها لإنشاء «مدرسة أكاديمية»، وأعتقد أن أهم النقاط التى يتعرض لها المسلسل هى أننى ارتديت الحجاب فى كندا، وأن الأمر طبيعى هناك بعكس هنا، فتجد أن الحجاب مرفوض فى مصر فقط وليس فى الغرب كما يقولون. الشروق: ومن هم الأبطال المشاركون لك فى المسلسل؟ سهير: حتى الآن لم يتم الاستقرار على أبطاله، ولكننى قمت باختيار من سيجسدون أدوار أبنائى وكلهم من الوجوه الجديدة التى لم تظهر من قبل فى أى عمل، ولكنهم مواهب حقيقية أحاول تقديمها على الشاشة، أما على مستوى النجوم، فقد تم ترشيح بعض الأسماء ومنهم الفنان عزت أبو عوف والفنانة رجاء الجداوى، ولكنهما اعتذرا بسبب ارتباطهما بأعمال أخرى. الشروق:هل سيعرض المسلسل فى رمضان المقبل؟ سهير: أعتقد أنه من الصعب اللحاق برمضان، لأننا حتى الآن لم ننته من كتابة المسلسل والذى يعكف على كتابته حاليا المؤلف محسن زايد، وبمجرد أن ينتهى من الكتابة سنقوم باختيار باقى فريق العمل والتصوير على الفور. الشروق: لكن ألا تظنين أن المنتجين باتوا يهربون من مسلسلات المحجبات؟ سهير: هذا شىء مؤسف، وهذا الأمر يجعلنى أتساءل: إن كان الجمهور متشوقا لمشاهدة أعمال النجمات المحجبات، فلماذا يحرمه المنتج من الاستمتاع بفنهن الجميل، فهل يعقل أن تصل الأمور لهذا الحد، وأستطيع التأكيد على جماهيرية النجمات المحجبات بالنجاح الذى تحققه أعمالهن حتى بعد ارتدائهن الحجاب. الشروق: هل تعتبرين ذلك محاولة لإبعادك عن الشاشة بسبب الحجاب؟ سهير: بالطبع نعم، فوسائل الإعلام بأكمالها وليس التليفزيون فقط تعمل على إبعادى من الظهور الإعلامى أو الإشارة إلى أعمالى بسبب ارتدائى الحجاب، فقد منعت وزارة الإعلام ظهور المحجبات، و ترفض تماما ظهور الحجاب على شاشة التليفزيون، وهذا يوحى بدخولنا فى عالم العلمانية بشكل كبير ومخيف، ونقترب بقوة مما يحدث فى تركيا. الشروق: ما مصير برنامجك الجديد «أنا عايزة أتكلم»؟ سهير: تم إلغاء البرنامج، ولم أعرف السبب الحقيقى وراء ذلك الإلغاء المفاجئ، رغم تحمس الدكتور وليد دعبس له، ولكننى أود أن أشير هنا إلى أننى كنت أتقاضى راتبى الشهرى بانتظام حتى موعد بدء التصوير ولفترة قصيرة بعد قرار إلغاء البرنامج.