قال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن حالات جدري القرود في البلدان غير الموطونة بالمرض في جميع أنحاء العالم تستمر في الارتفاع، حيث أبلغ عن 780 حالة إصابة مؤكدة في 27 بلدا حتى 2 يونيو الجاري، لكن لم يبلغ عن أي حالة وفاة خلال الفاشية الحالية. وأضاف -في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لعرض آخر مستجدات فيروس جدري القرود بمنطقة شرق المتوسط- أنه في إقليم شرق المتوسط، أبلغ إجمالا عن 14 حالة مؤكدة مختبريا من بلدين اثنين، 13 حالة في الإمارات العربية المتحدة، وحالة واحدة في المغرب. وأشار إلى أن الوضع يتطور بوتيرة سريعة، ولا تزال الاستقصاءات الوبائية جارية، وفي الوقت الحالي، قيمت منظمة الصحة العالمية الخطر المحدق بالصحة العامة في المجمل بأنه متوسط على كلا الصعيدين العالمي والإقليمي. وأكد أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يتابع مع السلطات الصحية في كلا البلدين لإدارة الفاشية الحالية ووقف سريان المرض من خلال الترصد المكثف وتتبع المخالطين، فضلا عن ضمان حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء علاجهم للمرضي المصابين، لافتا إلى أن جميع المرضى معزولون الآن لحين تعافيهم الذي يستغرق بضعة أسابيع بالعلاج الداعم. وأضاف أن المنظمة تعمل أيضا مع هذه البلدان على زيادة نشر الوعي بين المجتمعات المحلية التي يحتمل تضررها، فضلا عن توعية مقدمي الرعاية الصحية والعاملين في المختبرات، وهو أمر ضروري لتحديد الحالات والحيلولة دون زيادتها، وإدارة الفاشية الحالية بفعالية. وأوضح أنه يمكن إيقاف هذه الفاشيات، ولكن من الأمور البالغة الأهمية أن تدعم البلدان الخدمات الصحية، وأن توقف انتقال العدوى من المصابين إلى غيرهم. ولفت إلى أنه في البلدان التي لم يبلغ فيها عن أي حالات إصابة مؤكدة، فتعمل المنظمة مع السلطات الصحية من أجل زيادة تدابير التأهب، ومنها توعية عامة الناس بالمرض وبأعراضه، وضمان قدرة العاملين في مجال الرعاية الصحية على الاكتشاف السريع للحالات المشتبه فيها وعزلها، وتنمية القدرات المختبرية من أجل التشخيص السريع للحالات المشتبه فيها. وأكد أنه على الرغم من أن المنظمة لا توصي بفرض قيود على السفر، فإننا نحث أي شخص يشعر باعتلال الصحة أثناء أو عقب السفر إلى بلدان غرب ووسط إفريقيا التي يتوطن فيها المرض، أن يبلغ بذلك. وأوضح أنه تنتقل العدوى إلى أي شخص يخالط عن قرب شخصا مصابا بجدري القرود، فهذا الفيروس ينتشر، بشكل رئيسي، من خلال التلامس أو المخالطة عن قرب التي تتيح التعرض لقرح أو آفات أو تقرحات معدية على الجلد أو في الفم أو الحلق. وأشار إلى أن جدري القرود يعد مرضا جديدا على إقليم شرق المتوسط، وتعكف المنظمة حاليا على التنسيق الوثيق مع المقر الرئيسي للمنظمة وسائر أقاليم المنظمة لمعرفة المزيد عن أسباب ظهوره الآن في البلدان غير الموطونة بجدري القرود. ومن جانبه، قال الدكتور ريتشارد برينان مدير الطوارئ الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إنه لابد من متابعة المصابين بجدري القردة، والمخالطين لهم عن كثب، وتطبيق الحجر الصحي لهم، إلى جانب التخفيف من الالتصاق بالغير، وبذلك لن نحتاج إلى لقاحات للسيطرة على جدري القرود. وأضاف، في كلمته بالمؤتمر، أن إجمالي المخزون من لقاح الجدري حاليا حوالي 5 ملايين جرعة، وأنه لا يمكن تطعيم الأشخاص المعرضين بالإصابة بجدري القردة من الأطفال والحوامل ومرضى نقص المناعة (الإيدز)؛ لأن التطعيم قد يكون خطر عليهم في الوقت الحالي وليس أفضل حل. وقال إنه بتحليل الأشخاص الذين تعرضوا لعدوى جدري القرود، فإن أغلبهم من الرجال من الفئة العمرية من 20 إلى 40 عاما، وأغلب الحالات للرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين، وهناك نساء أيضا نفس الوضع. وأضاف أن هناك علاج جديد لجدري القرود تمت الموافقة عليه من هيئة الطبية الأوروبية، والهيئة التنظيمية الرقابية، لافتا إلى أنه تمت الموافقة على الدواء الجديد في شهر يناير الماضي، ورغم ذلك فإن أغلب الحالات بسيطة ويمكن علاجها عن طريق العلاج الداعم الذي يعالج الأعراض من ارتفاع درجة الحرارة، والحمي، والجفاف، وعزل الحالات المصابة. وقالت الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن جدري القرود يصيب المريض لمدة من أسبوعين وحتى 4 أسابيع، لافتة إلى أن نسبة الوفيات بالمرض قليلة جدا، ومعظم الوفيات تكون للأشخاص الذين لديهم مناعة منخفضة، مثل الأطفال والنساء الحوامل، والمرضى. ولفتت إلى أن فيروس جدري القرود مختلف تماما عن فيروس كورونا، وكل فيروس منهم يعمل بطريقة مختلفة، وهناك لقاحات موجودة لجدري القرود لكنها قليلة جدا، وتقوم المنظمة في الوقت الحالي بالاتفاق مع الشركات لزيادة إنتاج هذه اللقاحات. وتابعت: وقفنا التلقيح ضد مرض الجدري لأنه تم استئصال المرض منذ سنوات، ووقف التلقيح ضد الجدري ليس له علاقة بظهور جدري القرود.