هذه الجملة العبقرية التى قالها الشيخ (مبروك) شيخ البلد فى الدور الذى قام به الممثل الراحل حسن البارودى فى فيلم الزوجة الثانية.. وأعتقد أن شيخ البلد كان هو الرجل المهم الذى يعتمد عليه العمدة الظالم فى كل الأمور.. وكان هو من يقنع الفلاح الفقير المعدم (أبوالعلا) فى أن يطلق زوجته (فاطمة) ويقول له: امضى يا (أبوالعلا) ده احنا غلابة.. بل ويستدعى له آيات من القرآن ليقنعه مرددا «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم» بل هو من يزين للعمدة أنه ليست هناك مشكلة أن يتزوج فاطمة دون انقضاء العدة..! فالبلد بلدنا والورق ورقنا والمأذون مأذونا والدفاتر دفاترنا!. هذا هو ما يحدث الآن فى مصر بامتياز على جميع الأصعدة.! سواء من النظام أو حتى من جميع الكيانات الأخرى الموجودة فى بلادنا من أحزاب وجماعات ومؤسسات، بدأها مجلس الشعب بتعديل مذهل على يد شيخ أيضا ولكن هذه المرة شيخ قانون بأن غيرها من: المجلس مجلسنا، إلى المجلس سيد قراره!، وهو سيد قراره فقط فى عدم تنفيذ أحكام محكمة النقض والتى تبطل عضوية العشرات من أعضاء المجلس الموقر!. ولا أعرف سيد مين؟ ولا قرار إيه؟ ورئيس الجمهورية يتدخل فى الوقت الذى يريده فيلغى ما تمت الموافقة عليه من قوانين فى المجلس سيد قراره!، الدكان دكاننا، يقولها السادة رؤساء الأحزاب وقد حولوا أحزابهم لسبوبة فى مغازلة النظام بدلا من خدمة المجتمع المدنى وتأدية دور مهم فى التغيير والإصلاح ينتظره ويستحقه هذا الشعب.. لابد أن نكون موضوعيين ومنصفين وأن نتكلم عن جميع الأخطاء التى تحدث سواء من النظام ومن غيره بل ومن أنفسنا وأن نعطى النموذج أننا والحمد لله محصنين من فيروس النظام الذى بدأ ينتشر بيننا وجعلنا نردد مثله (كله تمام، كله زى الفل، لا يوجد أروع ولا أعظم من ذلك) دون الإعلان عن سلبية واحدة ودون تزيد ولو من باب الاقتداء بالفاروق عمر أخطأ عمر وأصابت امرأة، وللأسف لم نجد أحدا يقول ذلك منذ زمن لا من النظام ولا من غيره! أعتقد أن المشكلة تكمن فى (أبو العلا) ذلك الزوج المسكين المستكين المقهور الذى طلق زوجته لكى يتزوجها العمدة! والمشكلة الأكبر بل والكارثة فىمن اعتقد (أبو العلا) أنه يمكن اللجوء إليهم لكى يخلصوه من العمدة الظالم وشيخ البلدة الضال فوجدهم يرددون نفس الآية: «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم» لكن بشكل آخر وطريقة أخرى... هيثم أبوخليل مدونة متر الوطن بكام metrelwatanbekam.maktoobblog.com