قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إنه مستعد للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محذرًا من أن فشل المفاوضات بين موسكو وكييف يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة. وأضاف في تصريحات لشبكة «CNN»، مساء الأحد: «أنا مستعد للتفاوض مع بوتين، كنت مستعدًا للأمر خلال العامين الماضيين، وأعتقد أنه بدون مفاوضات لا يمكننا إنهاء هذه الحرب». وأردف: «أعتقد أنه يتعين علينا استغلال أي فرصة للتفاوض والحديث مع بوتين، لكن إذا فشلت هذه المحاولات، فإن الأمر يعني حربًا عالمية ثالثة». وكان «زيلينسكي» قد دعا إلى إجراء مفاوضات مع موسكو في الأيام الأخيرة، مع اقتراب الغزو الروسي لأوكرانيا من أسبوعه الرابع، وإجراء محادثات «دون تأخير»، محذرا من أن الخسائر الروسية ستكون ضخمة إذا لم يحدث ذلك. وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وتم تصويره في أحد الشوارع المهجورة ليلاً، إن «مفاوضات حول السلام والأمن لأوكرانيا هي الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الضرر الناجم عن أخطائها». وأضاف: «حان الوقت للالتقاء، حان وقت المناقشة، حان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا»، محذراً من أنه بخلاف ذلك سيتطلب الأمر تَعاقُب أجيال عدة قبل أن تتمكن روسيا من التعافي». وأفادت وسائل إعلام أوكرانية، باستئناف المفاوضات بين موسكو وكييف غدا عبر تقنية الفيديو، وذلك حسبما أوردته فضائية «العربية»، في خبر عاجل لها، مساء الأحد. وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، لصحيفة «حريت»، اليوم الأحد، أن روسيا وأوكرانيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن قضايا «حساسة»، وأوشكتا على الاتفاق على بعض الموضوعات. وعبر جاويش أوغلو عن أمله في إعلان وقف لإطلاق النار، إذا لم يتراجع الجانبان عن التقدم الذي حققاه نحو التوصل إلى اتفاق. وتركز المحادثات بين الطرفين، والتي انطلقت في 28 فبراير الماضي بجولتها الأولى، على عدد من النقاط أبرزها وقف الحرب، واستعادة الأراضي الأوكرانية بما فيها تلك التي اعترفت موسكو باستقلالها على الحدود بين البلدين في الشرق الأوكراني، فضلا عن استعادة شبه جزيرة القرم، وانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى مسألة «حياد» كييف. ويشكل موضوع الحياد نقطة مهمة جدا لموسكو، التي أعلنت أكثر من مرة أنها تتوجس من خطط الجارة الغربية، لاسيما بعد إصرارها على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والانضمام للاتحاد الأوروبي، فضلا عن تدفق السلاح الغربي إليها، ما يصفه الكرملين بالخط الأحمر. وكان مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، قد صرح بأن الجولة الرابعة من المفاوضات مع الوفد الروسي، عبر الفيديو من أجل التوصل إلى حل للقتال بين البلدين، صعبة ومعقدة، مؤكدًا أن كييف لن تتنازل أو تساوم على بعض القضايا الجوهرية. فيما اتهم دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، الوفد الأوكراني بعدم بذل المجهود الكافي للتوصل إلى حل: «وفد روسيا بذل جهودا جبارة وأظهر استعدادا أكبر من الجانب الآخر.. وهو على استعداد للعمل على مدار الساعة، لكن للأسف لم نر مثل هذا الالتزام من الجانب الأوكراني».