جرى البرلمان البولندي اليوم الثلاثاء أول قراءة لمشروع قانون لحماية الحدود والذي سيسمح بفرض قيود مؤقتة على حرية التنقل وحرية الصحافة في المنطقة الحدودية. ويزعم نواب المعارضة أن حكومة حزب القانون والعدالة الوطني المحافظ كانت تحاول بشكل دائم منع وصول الصحفيين الذين ينتقدون طريقة تعاملها مع أزمة المهاجرين إلى الحدود البولندية البيلاروسية. وأعلنت بولندا في أوائل أيلول/سبتمبر الماضي حالة الطوارئ لقطاع من الحدود مع بيلا روسيا يبلغ طوله ثلاثة كيلومترات. حيث لا يسمح بدخول الآشخاص من غير السكان المحليين والصحفيين ومنظمات الإغاثة.وتنتهي حالة الطوارئ في 2 كانون أول/ديسمبر المقبل، ولا يمكن تمديدها وفقًا للدستور. وفي حال إقرار التعديل التشريعي، سيحق لوزير الداخلية منع جميع الأشخاص من غير السكان المحليين من دخول منطقة حدودية يحددها هو في حال حدوث وضع خطير. وسيقرر الاستثناءات - خاصة للصحفيين - القائد المحلي لحرس الحدود. وطالبت المعارضة ب "حرية الوصول بدون قيود" لجميع وسائل الإعلام ومنظمات الإغاثة. وقال النائب أرتور لاكي من حزب "المنتدى المدنى " المعارض وهو حزب ليبرالى محافظ ، لأن بولندا لا تسمح بوجود الصحفيين على الحدود، فإن حاكم بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو يقدم الآن للعالم نسخته من الوضع على الأرض. ويتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو باستدراج هؤلاء الأشخاص اليائسين إلى بيلاروس ونقلهم إلى الحدود مع بولندا حيث تم تركهم عالقين في طقس بارد بلا طعام أو مأوى كاف. وتقول بروكسل إنه يجري استخدام المهاجرين كبيادق، كجزء من "هجوم مختلط" لاستعداء الاتحاد الأوروبي لرفضها الاعتراف بإعادة انتخاب لوكاشينكو العام الماضي وفرض عدة جولات من العقوبات واسعة النطاق لقمع المحتجين العنيف. وترفض بولندا السماح للمهاجرين بالمرور. وتبذل محاولات لإخراج بعض الأشخاص المحاصرين في لعبة تجاذب جيوسياسية للخروج من مأزقهم الحدودي. وذكرت وكالة أنباء انترفاكس الروسية أن العراق أبلغ روسيا، الداعم السياسي الرئيسي للوكاشينكو، أنه يعتزم إجلاء 200 مواطن عراقي من مينسك عبر رحلة جوية بعد غد الخميس. وهدأت التوترات على طول الحدود بين بولندا وبيلاروسيا مساء الثلاثاء ، بعد ساعات من إطلاق قوات الأمن البولندية خراطيم المياه على المهاجرين عند معبر كوزنيكا-بروزجي ، في تصعيد جديد في المواجهة التي استمرت لأسابيع. ومن ناحيتها، قالت وزارة الدفاع في وارسو إن قوات حرس الحدود كانت ترد على "هجوم" من جانب المهاجرين وأشياء أخرى. وقالت الوزارة إن طالبي اللجوء رشقوا القوات بالحجارة وأشياء أخرى، وإن بيلاروس كانت قد أعطت للمهاجرين قنابل صوتية وقنابل مسيلة للدموع. وقال المتحدث باسم أجهزة الأمن البولندية، ستانيسلاف زارين، في تغريدة على موقع تويتر: "لقد قام جنودنا وضباطنا بعملهم على أكمل وجه. لقد تم وقف موجة الهجمات على الحدود". وذكرت وزارة الدفاع في وارسو أن عنصرا من حرس الحدود وجنديا وضابط شرطة أصيبوا، وألقت الوزارة باللائمة في أعمال العنف على "شباب عدوانيين". وقالت بولندا إن الاشتباكات دامت نحو ساعتين. وذكر التليفزيون البيلاروسي الرسمي أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أجرت اتصالا هاتفيا نادرا مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو استمر حوالى 50 دقيقة ، موضحا أن تركيزهما انصب على تهدئة الوضع والدعم الإنساني للمهاجرين. ولم يرد تأكيد فوري من الجانب الألماني بشأن محادثتهما. وانتقد أوميد نوريبور، المتحدث باسم حزب الخضر الألماني في البرلمان لشؤون السياسة الخارجية، مفاتحة ميركل لمينسك في القضية. ونقلت عنه قناة "دويتشلاند فونك" القول: "هناك سياسة واضحة للغاية وتمت الموافقة عليها في المجلس الأوروبي، وهي عدم الاعتراف بلوكاشينكو، وأنه ليس رئيسا شرعيا لبيلاروس، وأبطلت السيدة ميركل ذلك تمام أمس". وقال الخبير السياسي البيلاروسي فاليري كاربليفيتش إن المكالمة كانت هدية للوكاشينكو، الذي لا يعترف الاتحاد الأوروبي رسميا به كزعيم شرعي لبيلاروسي. وتابع كاربليفيتش -بشأن المصداقية التي يعززها التواصل من برلين - قائلا :"حصل لوكاشينكو على ما يريد". وفى الوقت ذاته تحدث الرئيس البولندي أندريه دودا عبر الهاتف مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير. قال مستشار السياسة الخارجية لدودا ، جاكوب كوموتش أن المحادثة تناولت الوضع في المنطقة الحدودية و"وجهة النظر البولندية حول الأنشطة والمحادثات المختلفة حول الوضع على الحدود". وأكد مكتب الرئيس الألماني إجراء المحادثة دون تقديم المزيد من الفاصيل حول مضمونها. أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثة هاتفية طويلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في حل النزاع.كما تحدث بوتين مع لوكاشينكو اليوم الثلاثاء.