تحل ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للتسامح، اليوم الثلاثاء، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم في 16 نوفمبر من كل عام. يعرف دكتور فريد لوسكين، مؤسس مشروع التسامح بجامعة ستانفورد ومؤلف كتاب "التسامح من أجل الخير"، التسامح، بأنه التخلي عن المشاعر السلبية والرغبة في الانتقام بعد التعرض للأذى، مشيرا إلى أنه عندما يسامح الإنسان غيره، فإنه يتخلى عن المرارة الموجودة بداخله، ويتوقف عن الشعور بالشفقة على نفسه بسبب تجربة ما حدثت له في الماضي. يقول لوسكين لمجلة ستانفورد: "يجب أن تسامح من أجل مصلحتك الشخصية، فعندما تتذكر جرحًا كبيرا وتضعه في قلبك وعقلك دائما، فإن هذا التذكر يثير مواد كيميائية بالمخ ينتج عنها الشعور بالتوتر، وبتكرار التذكر ستضغط على جسمك، مما سيصيبك بالأمراض لاحقا". وفيما يلي نعرض مجموعة من الخطوات التي ستساعدك على سماح الآخرين، كما ذكرها لوسكين في مجلة ستانفورد. 1- أشعر بالغضب والحزن الشعور بالغضب والحزن شيء طبيعي بعد التعرض للأذى، فلا بأس من أن تشعر بالشفقة على نفسك، ولا يوجد وقت محدد للخروج من هذه الحالة، والتسامح يبدأ من السماح لهذه المشاعر السلبية بالظهور، لكن اسمح لها بالرحيل بعد فترة من الوقت، لتكمل حياتك بسلام. 2- اسأل نفسك ما إذا كان غضبك بناء أو هداما أوضح دكتور لوسكين أن الغضب البناء هو الذي يحفز الإنسان على التغيير للأفضل، لكن الغضب المدمر، هو المتكرر الذي لا ينتج عنه أي نتيجة إيجابية، فالشخص الذي تشعر بالغضب تجاهه لا يتغير، وأنت تقف مكانك ولا تتغير أيضا، كل ما تفعله فقط هو تخيل سيناريوهات تزيد من غضبك، وهنا يصبح الغضب عادة، وعندما تتمسك به لفترة طويلة، سيدمر نفسيتك وجسدك أيضا. 3- لا تقلق فلن ينجو المذنب بأفعاله أحد أكبر المفاهيم الخاطئة لدى الناس في جميع أنحاء العالم، هو أن التسامح يعني التغاضي عن سلوك الجاني، لكن هذا ليس صحيحا، فأنت تعلم ما فعله الجاني، ولكنك اخترت السماح لتطهير قلبك والعيش بسلام، وأنت واع جيدا لما حدث، دون اختلاق مبررات وأعذار لمن أذاك. 4- ذكر نفسك لماذا تريد هذا الشخص في حياتك هناك أشخاص لا يمكن استبدالها، مثل الأب والأم والصديق، ولذلك هناك علاقات يجب أن يتوافر فيها السماح لكي تستمر، فعندما تتعرض للأذى على يد من تحب، تذكر الخير الذي فعله معك قبل هذا الأذى، وتذكر لماذا تريد هذا الشخص في حياتك، حتى تستطيع التخلي عن الضغينة التي زرعت تجاهه في قلبك، وتكمل علاقتك به بسلام. 5- قل لهم أنهم أذوك يجب أن تصرّح بمشاعرك لمن أذاك حتى تستطيع سماحه، وهذا لا يعني أن تلومه أو تتشاجر معه، لكن فقط وضح له لماذا تشعر بالغضب تجاهه، وكيف أذاك، وأن ذلك الأمر غير مقبول بالنسبة لك. 6- اعلم أنك تروي قصة من الممكن تغييرها يؤكد دكتور لوسكين أن أدمغتنا مصممة لحمايتنا من الخطر، ولذلك فإن الكثير من القصص التي نرويها لأنفسنا ليست دقيقة، فنحن نزيد من حدة التهديد، ونضيف على الموقف العديد من الأشياء البسيطة التي لم تحدث، خوفا من تعرضنا للأذى، ولهذا أعلم أنه من الممكن أن يكون ما حدث بينك وبين الآخرين ليس موقفا كبيرا، وإنما ما جعل الموقف يأخذ شكل الأذى هو طريقة تفكيرك وحمايتك لنفسك.