استمعت محكمة جنايات القاهرة إلى 10 ضباط من الرقابة الإدارية ورجال الأعمال فى قضية الرشوة الكبرى بالمشروع القومى للإسكان المتهم فيها عدد من مسئولى الجهاز التنفيذى بوزارة الإسكان بتلقى 10 ملايين جنيه من رجال الأعمال مقابل صرف مبالغ مالية لشركاتهم دون وجه حق. وبدأت الجلسة بسماع أقوال عاصم فتحى عضو الرقابة الإدارية حيث أكد أنه تلقى معلومات سرية تفيد طلب وحصول وائل أبوبكر «مدير مشروعات الجهاز التنفيذى بوزارة الإسكان»، وأشرف عبدالبارى «مهندس بالجهاز»، مبالغ مالية وعينية من كل من ثابت محمد ثابت، رجل الأعمال محمد عمر «صاحب شركة الهيثم للمقاولات» مقابل قيامهما بسرعة إنهاء صرف مستحقات الراشين ورفع أسعار البنود المتفق عليها وذلك بواسطة موظفين بالمكتب الاستشارى للمشروع «غيور»، وأضاف بأنه استأذن النيابة العامة لمراقبة تليفونات المتهمين، إلى أن تمكن من ضبط المتهمين بعد تقاضى كل منهم مبلغ 10 آلاف جنيه من المقاول أحمد عمر أثناء اقتسامهما المبلغ حيث تم عرض المحاضر على النيابة العامة. ووجه دفاع المتهمين عدة أسئلة للشاهد الأول حول مصدر معلوماته والأدلة على صحة أقواله، فأفاد بأنه تمكن بعدد من الوسائل الفنية الخاصة بعمله من التأكد من صحة ما جاء بالتحريات حيث تم تسجيل مكالمات تليفونية وتم تصوير أكثر من لقاء بين المتهمين، فيما اعترف أحد المقاولين لتنفيذ المشروع ويدعى عثمان درويش بتقديم رشوة. كان جميع المتهمين قد حضروا وقائع الجلسة وتم إيداعهم قفص الاتهام، وكانت المحكمة قد فضت الأحراز واستمعت إلى اعترافات عدد من المتهمين بتقديم وتلقى رشوة. وأوضح باقى الشهود أن المتهم وائل فاروق أبوبكر، مدير مشروعات الجهاز التنفيذى بالسادس من أكتوبر والمشرف على تنفيذ أعمال مقاولات الصرف والطرق، حيث تلقى رشاوى 70 ألف جنيه مقابل تسهيل إجراءات صرف المستخلصات المستحقة لشركة الهيثم للمقاولات عن أعمال تنفيذ المشروع بالقطاع 2 و3 بمشروع ب«ابنى بيتك». كما أن شركة الهيثم حصلت على الترخيص للقيام بعملية شبكة المياه قطاعى 2 و 3 بمدينة السادس من أكتوبر، واستحقت الشركة مستخلصات مالية لكن المتهم وائل فاروق لم يوقع عليه لمدة ثلاثة أيام إلا بعد حصوله على رشوة 10 آلاف جنيه للتوقيع على اعتماد المستخلص الأول. وأضاف الضباط أنه عند كل مستخلص كانت المستخلصات عن المتهم وائل فاروق فى حالة التقاعس عن دفع الرشوة. بينما قال رجل الأعمال فى اعترافاته أمس أمام المحكمة: كان وائل فاروق يقول لى فى حالة التأخير عن دفع الرشوة «مش هنشوفك» أو «أنت جاى امتى» وبدأت أفهم من هذا الكلام أنه يريد رشوة لإنهاء كل مستخلص، وتم تبادل أرقام الهواتف حتى تتم عملية الرشوة دون أى وسيط، وبالفعل جاء موعد المستخلص الثانى، والذى يقدر ب7 ملايين جنيه، وكان حجم الأعمال الكلى الذى تم تنفيذه 47%، وهكذا تكرر اللقاء فى شهر أغسطس من العام الماضى فى مقهى بالحى السابع بمدينة السادس من أكتوبر، لإنهاء إجراءات المستخلصات الرابع، وفى المستخلص الخامس دفعت 5 آلاف جنيها فقط لوائل فاروق، فأخذ مبلغ الرشوة ولم يوقع على المستخلص، فطلب المزيد فدفعت له 10 آلاف جنيه أخرى على مقهى بجوار مسجد الحصرى بمدينة أكتوبر. وعن المستخلص السادس قال عويضة إنه يقدر ب13 مليون جنيه، وأنه أنجز 90% من حجم العمل الكلى وقتها، وقام بالاتصال بوائل فاروق وقال له «عايزين نمشى المستخلص علشان العيد» فرد عليه وائل وقال «ماشى»، وتم اللقاء فى مقهى بالحى السابع بمدينة أكتوبر، ودفع لوائل 10 آلاف جنيه رشوة كل عملاتها فئة المائة جنيه. وهنا جاء دور الحديث عن المتهم أشرف عبدالبارى الموظف بوزارة الإسكان بالجهاز التنفيذى لمشروعات المياه والصرف الصحى، وكان دوره التنسيق بين الشركات العاملة فى المشروع، حيث قال وائل فاروق لعويضة خلال اللقاء الأخير «فين حق أشرف عبدالباقى؟»، «فقال عويضة» دول ليك أنت ولما نقابل أشرف عبدالباقى ربنا يسهل»، والتقى الثلاثة بعد ذلك على مقهى جديد بمدينة أكتوبر، وقال أشرف عبدالبارى لعويضة «فين الحاجة اللى معاك؟» فدفع له عويضة مبلغ 10 آلاف جنيه، فقال له عبدالبارى «ده كتير» فقال له عويضة «ده رزقك»!!، وأعطى لوائل فاروق 5 آلاف أخرى، للحصول على خطاب طرح مشروع العداية من خلال شركة الهيثم، وحينها بدأ الحديث عن مشروع العداية.