ارتفاع ضغط الدم.. متى تصبح المراقبة المنزلية ضرورة؟

ارتفاع ضغط الدم أحد الأمراض التى يمكن التعايش معها، ويقع بالفعل المسئولية فيها على المريض ذاته بصورة تفيد إلى درجة كبيرة فى اختيار نوع العلاج والقدرة على تحديد جرعته بدقة بل وإرشاد الطبيب إلى مدى نجاحه فى العلاج وتقديم الرعاية الطبية التى تستمر لسنوات، ويمكن معها تفادى المضاعفات التى تبدو أحيانا خطيرة.
متى تجب المراقبة المنزلية؟
قياس ضغط الدم فى المنزل ضرورة يجب تعلمها فى البداية تحت إشراف أحد مقدمى الرعاية الطبية حتى يصبح المريض ملمًا بكل العناصر التى تهيئ له تسجيل قراءة صحية منضبطة لمؤشرات ضغط الدم الحقيقية.
توصى رابطة أطباء القلب الأمريكية بتعلم مهارة قياس ضغط الدم للجميع خاصة:
الإنسان المصاب بارتفاع ضغط الدم وبعض من تداعياته.
المريض الذى بدأ علاجا لارتفاع ضغط الدم للحكم بدقة على كفاءة العلاج الذى أقره الطبيب وهل هو بالفعل الأمثل لحالته، وهل تلك هى الجرعة الملائمة، وإذا ما كان هناك أى محاذير يجب الالتفات لها.
السيدات الحوامل خاصة من يعانين من ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل.
الأشخاص الذين يعانون من أعراض خطورة أخرى كمرض السكر أو أمراض الشرايين.
قد يعانى البعض من اضطراب ما يطلق عليه (اضطراب البالطو الأبيض)، وعنده يرتفع ضغط الدم لدى الإنسان إذا ما قيس فى مستشفى أو عيادة طبيب، بينما فى الأحوال العادية يسجل قراءات عادية ما دون ارتفاع.
إذا ما كان المريض يشكو من الرجفان الأذينى Atrial Fibrillation أو خلل ما فى إيقاع القلب فإنه لا يستحسن أن يتابع قياس ضغط الدم فى المنزل لصعوبة الحصول على نتائج صادقة.
إذا سجل الجهاز قراءات عالية نسبيا يجب الانتظار لعشر دقائق وإعادتها لمعرفة إذا ما تكررت من عدمه واللجوء للطبيب إذا ما استمرت لأكثر من ثلاث مرات متكررة.
كيف تهيئ نفسك لقياس دقيق؟
يعتمد الكثيرون على قياس ضغط الدم فى أماكن عامة مثل الصيدليات أو المستوصفات ما دون اللجوء للطبيب. هذا أمر وارد لكن هناك شروط يجب توافرها عند الاعتماد على النفس فى قراءة مؤشرات ضغط الدم.
توصى رابطة القلب الأمريكية بمراعاة بعض الظروف المحيطة للحصول على قياسات صحيحة.
قياس الضغط بعد نصف ساعة على الأقل من تناول فنجان من الشاى أو القهوة أو ممارسة الجهد البدنى أو ممارسة رياضة ما أو تدخين سيجارة أو دخول الحمام.
يجب أن يجلس الإنسان فى هيئة مريحة على الكرسى ما لا يقل عن خمس دقائق، لامسا الأرض بقدميه مسندا ظهره جيدا فى وضع منتصب دون تكلف، أى وضع آخر يسبب أى شد فى عضلات القسم الأسفل من الجسم؛ إذ إن هذا قد يسبب زيادة ما بين 10 20 مليمتر زئبق فى القراءة.
يجب أن يكون الجهاز فى مستوى القلب.
يجب لف أسوار الجهاز على جسم الإنسان مباشرة دون أى ملابس.
الهدوء أمر واجب والتنفس بحرية دونما حوار أو كلام.
يتم القياس مرتين فى الجلسة الواحدة لاستجلاء إذا ما كان هناك فارق.
فى حالات المتابعة الدقيقة يجب الالتفاف إلى ما ينبه إليه الطبيب من أوقات القياس وعددها فى اليوم الواحد إذا لزم الأمر خاصة فى بداية تعاطى علاج جديد.
من الطبيعى أن يتفهم الجميع أن كل نبض للقلب لها ضغط مختلف، من المنطقى ألا تتفاوت القراءات بنسب كبيرة أو مثيرة للانتباه، لكن الاختلافات واردة وإن كانت متقاربة فهى صحية سليمة.