«الحكاية وما فيها» بدأت عندما فكر الناقد والأديب الشاب محمد عبدالنبى فى الفترة التى قضاها متخبطا عند أول مشوار الكتابة، يتلقف من هنا وهناك نصائح بالكتب التى يجب أن يقرأها، والكتاب الذين لا بد أن يحفظ أعمالهم، والمدارس النقدية التى يجب أن يسير على هداها، وهى النصائح التى كانت تتبدل لدرجة التناقض من شخص لآخر ومن محفل أدبى لسواه. هل أستطيع أن أفعلها؟، هل يمكن أن أطوى لغيرى هذه المسافات الضائعة ليبدأ الكتابة دون ارتباك واختزان لأخطاء البدايات؟، سؤال طرحه عبدالنبى أو «نيبو» كما يناديه أصدقاؤه على نفسه فى تحد، قبل أن يبدأ التجربة بعدها بشهور، يشاركه فى إطلاقها المدون النشط طه عبدالمنعم الذى سرعان ما أسس مجموعة على الفيس بوك، ودعا كل فرد لأن يكتب حكايته الخاصة، انطلاقا من أن الكتابة فى رأيه ليست حكرا على أحد. لكن هذا لا يعنى أن نيبو وطه قد ارتضيا فى ورشتهما أى فرد، فمن بين ما يقرب من ثلاثين شخصا أرسلوا سيرهم الذاتية مشفوعة بنماذج لنصوص إبداعية قاموا بكتابتها، تم اختيار 10 «مشاريع كتاب»، انتظم منهم ثمانية، انتهوا إلى سبعة كتاب، حصلوا الخميس الماضى على شهادات تخرجهم من الورشة التى حملت اسم «الحكاية وما فيها»، واختصت بدراسة التقنيات وأسس البناء السردى لفنون الحكى كالقصة القصيرة والرواية، وذلك بعد 9 أشهر من العمل الدورى بدأت فى 20 مارس الماضى، حيث بدأ المشاركون أولى جلساتهم الأسبوعية بمكتبة البلد لتبادل ومناقشة الخبرات والقراءات والتعليق على كل ما يكتبه كلٌ منهم. ولأنها ورشة كتابة أدبية جاءت مشاريع التخرج التى اُشترط تقديمها للحصول على صك رمزى، يكون المدخل الضمنى لعالم الكتابة والنشر، جاءت المشاريع على هيئة نصوص إبداعية، انتمى أغلبها إلى فن القصة، مع وجود بعض النصوص التى رغم تصنيفها كقصص إلا أنها كانت فرشة واسعة لروايات يمكن أن تأتى. هذه المشروعات السبعة كانت موضوع نقاش يوم الخميس الماضى بقصر الأمير طاز سيد الوكيل، بمشاركة سحر الموجى وأحمد عبد الحميد، قبل أن يمنحوا لأصحابها الذين استبقوا المناقشة بقراءاة لمقتطفات من بعض نصوصهم شهادات التخرج، مؤكدين على أن هؤلاء الأعضاء لم يعودوا مشاريع كتاب كما كانوا قبل أقل من عام. الآن وبعد انتهاء الورشة الأولى التى زودت المشهد الثقافى بسبعة مبدعين واعدين بشهادة النقاد تحلم كل من: إسراء وأسماء وأميرة وإيناس وسالى وطه ومحمد وهناء وقبلهم أستاذهم الصغير «نيبو» يشاركهم الحلم الكاتب سيد الوكيل الذى يعد الأب الروحى للورشة، يحلمون بكتاب صغير يضم مشاريع تخرجهم ويحمل نفس الاسم الأثير «الحكاية وما فيها» على أمل أن يقرأ الجميع ويكرر حكاياتهم.