أبحث عن دراما تمس الشارع.. واخترت المسلسل من بين 50 عملا مهتم بقضية العنف ضد المرأة.. وعاداتنا وتقاليدنا ترفضه لأنها الأم والابنة والأخت والزوجة «نور» أكثر الفنانات التى تعاونت معهن التزاما واحتراما واجتهادا.. وسعيد بالعمل معها مرة أخرى بعد مسلسل «رحيم» «ظل الرئيس» الخطوة الأهم والأقرب لقلبى خلال مشوارى الفنى.. وأبحث عن سيناريو يعيدنى لشاشة السينما بشكل مختلف للعام الخامس على التوالى، يحرص الفنان ياسر جلال على المشاركة فى موسم دراما رمضان، وينافس فيه هذا العام من خلال مسلسله «ضل راجل»، والذى يدور فى إطار اجتماعى عن علاقة الآباء والأبناء فى المجتمع. ويعمل جلال خلال الأحداث مدرس تربية رياضية بإحدى المدارس صباحا وسائق تاكسى ليلا، وتتعرض ابنته لحادث مأساوى لتبدأ بعدها الأحداث فى التصاعد. وفى حواره ل «الشروق» تحدث ياسر جلال عن سبب اختياره للعمل ليخوض به سباق الموسم، وعن الرسالة التى يحملها لجمهوره، ورفضه لكل أشكال العنف ضد المرأة، وكيف يرى المنافسة هذا العام، كما يكشف عن أسباب غيابه عن السينما، مؤكدا أنه دائما متحمس لتقديم أعمال فنية تمس الشارع المصرى، وتحترم عقلية المشاهد وتحافظ على قيم وعادات الأسرة بعيدا عن الإسفاف. لماذا اخترت «ضل راجل» لتنافس به فى موسم رمضان؟ دائما ما يحمسنى لاختيار العمل الذى أقدمه بشكل خاص عدة عوامل أولها الورق وهو ما وجدته فى سيناريو الكاتب أحمد عبدالفتاح، بالإضافة إلى وجود مخرج كبير مثل أحمد صالح وشركة إنتاج بحجم سينرجى، بجانب كوكبة من النجوم الزملاء، مثل الفنانة اللبنانية نور، ونيرمين الفقى، ومحمود عبدالمغنى، وإنعام سالوسة، وأحمد حلاوة، ومجدى فكرى وغيرهم، فكل ذلك بالنسبة لى عناصر جاذبة لخوض التجربة. بالإضافة إلى أن الشخصية نفسها مختلفة، وعلاقة الأب بابنته دائما يخرج منها فى الدراما مواقف يكون الصراع فيها قوى وعلاقة الآباء بالابناء بشكل عام فى الاسرة المصرية تحتاج لأن نتناولها فى الدراما من اوجه مختلفة لأن العلاقات الاسرية تبنى عليها المجتمعات، لكى نبنى مجتمعا ناجحا لابد تضبط العلاقات داخل الاسرة، ونعرض السلبيات ونحاول تقديمها للمشاهد فى قالب درامى لتكون محل نقاش واستفادة. ابنتك فى المسلسل تتعرض للاعتداء.. فبما تعلق على حوادث العنف ضد المرأة التى انتشرت أخيرا فى المجتمع؟ أنا ضد العنف ضد المرأة قولا واحدا وعاداتنا وتقاليدنا التى تربينا عليها لا تسمح أننا نتعامل مع المرأة بشكل لا يليق لأنها الأم والأخت والزوجة والابنة هن من يصنعن المجتمعات، والكل يشهد بدورها الفعال فى بناء المجتمع فى جميع مجالات الحياة وتثبت قدراتها ومكانتها يوما بعد يوم. وفى رأيى الاهتمام بقضايا المرأة فى الفن لابد أن يكون من الأولويات فهى قضية حساسة ومن المهم أن نلقى عليها الضوء، يجب أن نهتم بتفاصيل الحياة داخل الاسرة وكيفية تعامل الآباء مع الابناء ونتناوله بالنقد ونبحث عن السلبيات ونلقى عليها الضوء ونناقشه، فدور الأب هو الضل والحنان والامان والحب الذى يضلل على بيته لو انه يتعامل مع اهل بيته باحترام وحب، وبذلك ستكون الأسرة والمجتمع أسوياء. وماذا عن كواليس المشاهد الصعبة خلال التصوير؟ كل مسلسل له صعوبته وأى دور أحاول دائما أن أبذل فيه أقصى جهد من دراسة لجميع أبعاد الشخصية حتى أصل بها لدرجة عالية من التقمص حتى يصدقها الجمهور، وهناك مشاهد كثيرة كانت صعبة للغاية خاصة تلك المتعلقة بالمشاعر والأحاسيس والتى كتبها المؤلف أحمد عبدالفتاح بحرفية شديدة. وهل المسلسل يجسد قصة واقعية؟ المسلسل دراما إنسانية اجتماعية من وحى خيال المؤلف وليس قصة حقيقية لكن من الممكن أن تحدث فى الواقع أو ربما تكون حدثت بالفعل لأى شخص. وهدفنا تقديم رسالة قوية للجمهور من خلال المسلسل وفخور بها. وإلى أى مدى تتشابه شخصيتك فى الحقيقة مع شخصيتك فى المسلسل؟ لا تشبهنى إطلاقا، ولم أقدم من قبل شخصية تشبهنى فى أى عمل، لكنى أقدم مواقف درامية خاصة بالعمل وأعبر عنها بالأداء التمثيلى. تجدد التعاون مع الفنانة اللبنانية نور.. فما سر الكيمياء بينكما؟ نور من أكثر الفنانات التى تعاونت معهن التزاما واحتراما واجتهادا، وسعيد بالعمل معها مرة أخرى بعد مسلسل «رحيم»، وأسعد دائما بالمشاهد التى تجمعنا، فهى لديها كاريزما من نوع خاص وممثلة شاطرة والدور الذى تقدمه فى ضل راجل مهم جدا وسيكون نقلة فى حياتها الفنية. حققت أكثر من نجاح مع المخرج حسين المنباوى.. فلماذا اخترت العمل مع المخرج أحمد صالح هذا العام؟ المخرج حسين المنباوى صديق عزيز ومخرج كبير وأضاف لى الكثير وسعيد بتجاربى معه، وأيضا أحمد صالح تعلمت منه الكثير فى «ضل راجل» وسبق وأن تعاونت معه فى مسلسل « لحظات حرجة»، واستطاع أن يقدمنى للجمهور بشكل مختلف. وفى رأيى أن التنوع والتغيير مطلوبان لأى فنان، لأنه إذا تغير المؤلف والمخرج، فإن شكلى كممثل سيتغير، لأن كل مخرج له رؤية مختلفة عن الآخر، وبالتالى فإن التعامل مع المدارس الإخراجية المختلفة. تحافظ على تواجدك فى موسم رمضان للعام الخامس على التوالى.. فهل ذلك يصعب عليك مهمة اختيار العمل؟ بالفعل، أنا افكر فى الشغل طوال الوقت، واختيار العمل يستغرق منى الكثير من الوقت والجهد ولكى أختار عملا لتقديمه فإن ذلك يأخذ منى وقتا كبيرا أقرأ افكارا كتيرة تزيد على 50 عملا لأختار عملا أتحمس له. واخترت هذا العام «ضهر راجل»؛ لأنه عمل صعب ويحتاح مجهودا كبيرا وأعتبره مسلسلا مهما على المستوى الفنى والجماهيرى. وما المختلف فى المسلسل عن أعمالك السابقة؟ اخترت أن أظهر هذا العام بشكل مختلف تماما، فالموضوع دراما اجتماعية إنسانية فيه الحارة الشعبية المصرية الجميلة بوجهها الحقيقى والأصالة والاخلاق وحسن الجوار، البيوت المصرية التى تعيش على الحب والحنان، ورب الأسرة يعامل زوجته وأولاده بحب واحترام، لذا اختار المؤلف أحمد عبدالفتاح اسم «ضل راجل» عنوانا للمسلسل. وأى أعمالك تعتبرها هى الأقرب إلى قلبك؟ فخور بكل أعمالى، لكن يظل مسلسل «ظل الرئيس» الخطوة الاهم والاقرب لقلبى خلال مشوارى الفنى. وما تعليقك على ظهورك فى مشهد ممسك الموبايل «بالمقلوب» والذى أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي؟ تابعت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن لاحظ أحد المشاهدين إنى ماسك الموبايل بالمقلوب فى مشهد الميكروباص وأنا اكلم نيرمين الفقى، والحقيقة وأنا بعمل المشهد كنت سامع مساعد المخرج وبرد عليه والمشهد ده كان فيه حركة وركاب بتنزل وبتتحرك وبقوم وبنزل، وارد أكون ماسك الموبايل بالمقلوب بس أنا سامع المكالمة وسامع صوت مساعد المخرج وهو بيرد عليا. وكيف ترى المنافسة هذا العام؟ رأيى دائما فى هذا الموضوع إننا لسنا فى سباق، فالفن قيمته أعلى من ذلك، وأنا سعيد باستقبال وتفاعل الجمهور مع العمل لأنه قضية اجتماعية مهمة تمس عددا من الأسر وشخصيات كثيرة سترى نفسها فى الحكاية وهذا هو الغرض من المواقف الدرامية التعلم من الاخطاء. ولست من المؤمنين بفكرة الافضل فكل فنان له طعم ومذاق ولون مختلف ولو اتفقت الاذواق لبارت السلع، فالساحة دائما تتسع للجميع ونتشارك فى تقديم اعمال مختلفة للمشاهد ليستمتع بها. وأحترم كل زمايلى الذين بذلوا مجهودا كبيرا لتقديم أعمال جيدة واحرص على مشاهدة أعمال زملائى قدر الإمكان. وما سبب غيابك عن السينما السنوات الأخيرة؟ بعد النجاح الكبير الذى حققته فى مسلسل «ظل الرئيس» عرض على أكثر من عمل للسينما، لكنى ابحث عن سيناريو يقدمنى إلى الجمهور بشكل مختلف عما قدمته فى الدراما التلفزيونية، و«مش عايز اشتغل سينما وخلاص»، لكن طموحى أن أقدم فيلما ناجحا، وفى الحقيقة انشغالى كل عام فى التحضير لعمل درامى يأخذ كل وقتى وتفكيرى بجانب إنى دائما أخصص وقتا لبيتى وأسرتى.