يعيش المصابون من حوادث الطرق والمواصلات العامة، بعد انتهاء الواقعة، لحظات صعبة نتيجة للصدمة التي يتعرضون لها، والتي تختلف مستوياتها من شخص لآخر، لكن يؤكد المتخصصون أن فترة ما بعد الحادث ضرورية للحالة النفسية للناجين. تقول دومونيك أبولون، المعالجة النفسية وأخصائية إكلينيكية، إنه يمكن أن يعاني العديد من الأشخاص من ضيق عاطفي، ومن الطبيعي أنه أثناء عملية الشفاء، قد يبدأ المحيطون به ملاحظة علامات زيادة التوتر مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والقلق، والاكتئاب، والخوف، ومشاكل النوم، وتكرار الكوابيس حول الواقعة. وتابعت: ويمكن أن تؤدي هذه المشاعر الشديدة إلى تجنب الآخرين، التعامل مع المواصلات العامة مرة أخرى، أو تجنب الذهاب إلى العمل، وما إلى ذلك بسبب الخوف من تكرار الأمر، بحسب موقع "مؤسسة القلق والاكتئاب الأمريكية". وأضافت أنه لكي يمكن التغلب على هذه الحالة، من المهم زيادة الرعاية الذاتية، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول وجبات متوازنة، وتنفيذ بعض التمارين الرياضية، ومن المهم طلب المساعدة المتخصصة، إذا تطور الأمر، بالإضافة إلى التعاون مع الأصدقاء المقربين لتفادي لحظات القلق بالاندماج معهم. تقول ليندا ماثيوز، رئيس وحدة استشارات إعادة التأهيل بجامعة سيدني، إن معظم الأشخاص الذين يتعافون من حادث تصادم يركزون بشكل عام أولاً على التعافي الجسدي - العلاج في المستشفى، وزيارة أخصائي العلاج الطبيعي وما شابه ذلك، لكن من المهم جدًا أن يخبر الناس الأطباء إذا كانوا يشعرون بالقلق أو الضيق، للسيطرة على الأمر في بدايته، وأن أحد أهم أجزاء التعافي هو الحصول على دعم من العائلة والأصدقاء. وأكدت أهمية الوقت، مشيرة إلى أنه يجب أن يمنح المريض نفسه بعض الوقت لكي يجتاز الأمر، أي شخص يمر بحادث مروع تكون المرحلة التالية صعبة في حياته حتى يتماثل للشفاء الجسدي، لذلك يجب التحلي بالصبر وعدم الانزعاج من المشاعر السلبية المتتابعة، فهذا أمر طبيعي. وتابعت: كما أن التحدث عن القلق، الحادث، والمشاعر المصاحبة، للأصدقاء أو أفراد في العائلة، إذا لم يوجد متخصص، ومحاربة القلق بالعودة إلى الروتين اليومي العادي، مع تجنب تناول السجائر أو الكحوليات، ويجب أن يعلم الشخص المصاب أن القلق هو رد فعل طبيعي لحادث ضخم، وأن معظم الأشخاص الذين يعانون منه سيتعافون في الوقت المناسب.