يحيى حقى علامة بازرة فى حياتنا الأدبية والفنية، فهو يُعد رائدا لفن القصة القصيرة العربية؛ فهو أحد الرواد الأوائل لهذا الفن، وخرج من تحت عباءته كثير من الكُتاب والمبدعين فى العصر الحديث، وكانت له بصمات واضحة فى أدب وإبداع العديد من أدباء الأجيال التالية. هذا الشهر نحتفل بمولد يحيى حقى الذى كان منتصف يناير 1905، والذى ولد فى القاهرة لأسرة ذات جذور تركية فى بيت من بيوت وزارة الأوقاف فى أسرة تعشق القراءة لكبار الأدباء وأبرز الشعراء. درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسى والعمل الصحفى. بدأ يقدم مقالاته النقدية التى جمعها بعد ذلك فى كتابه المعروف «خطوات فى النقد». وكان من أهم ما يميز كتابات يحيى حقى النقدية لم يعلن أنه ينتمى لمنهج نقدى معين لذلك وصف النقاد الآخرون نقد يحيى حقى آنذاك بأنه نقد انطباعى، إلا أنه يعتبر علامة بارزة فى تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين. فى مجاله الأدبى نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى. من أشهر أعماله: مجموعته القصصية «دماء وطين»، و«قنديل أم هاشم»، و«يا ليل يا عين»، و«أم العواجز»، و«خليها على الله»، و«عطر الأحباب»، و«تعالى معى إلى الكونسير»، و«كناسة الدكان». ورواية البوسطجى القصيرة التى جاءت فى مجموعته «دماء وطين»، وتدور حول ساعى البريد الذى يقوم بقراءة الرسائل قبل تسليمها لاصحابها، وذلك كنوع من الانتقام من أهالى القرية الذين يعاملونه بجفاء، خصوصا الفتاة زيزى مصطفى والتى تقوم بارسال رسائل باستمرار إلى صديقها سيف عبدالرحمن، وهنا يعرف ساعى البريد العديد من الاسرار عن الفتاة وبانها حامل، كما يعرف جميع اسرار سكان القرية، مما يتسبب له فى الكثير من المشاكل والمتاعب، الرواية مسلية للغاية وحققت النجاح المأمول لها. وهى من اشهر رواياته التى تحولت لفيلم أنتج عام 1968من بطولة شكرى سرحان وإخراج حسين كمال وسيناريو وحوار صبرى موسى، ودنيا البابا، فضلا عن قصته الشهيرة «قنديل أم هاشم» التى تحتلّ بأجزائها مساحة الحياة، وبمشاهدها الشوارع والأحياء والأزقة التى تعجّ بالإنسان بكل انفعالاته وِأحاسيسه وتغيراته، بأحلامه ومعتقداته، يطغى عليها قنديل أم هاشم، وتحكى عن قصة الطالب اسماعيل، وهو شاب يقرر السفر لاستكمال دراسته فى المانيا، وبعد الانتهاء يعود إلى منزله فى حى السيدة زينب، هنا تبدأ الرواية عندما يكتشف أن سكان الحى يعانون من تفشى مرض يصيب العيون، يكتشف سبب ذلك لكن السكان يرفضون نتائجه، لتبدأ الحرب بين الطبيب الشاب وبين سكان الحى لإثبات وجهات النظر. ويذكر كذلك أنه تم إنتاجها سينمائيا فى 4 نوفمبر 1968م بسيناريو لصبرى موسى وإخراج كمال عطية وبطولة شكرى سرحان. نال «يحيى حقى» أكثر من جائزة فى حياته الأدبية، من بينها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1969، كما منحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983، كما نال العديد من الجوائز فى أوروبا وفى البلدان العربية، منحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ وجائزة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته السادسة عشرة؛ جائزة الملك فيصل العالمية فرع الأدب العربى. وتُرجمت بعض قصص حقى إلى الفرنسية، فترجم «شارل فيال» قصة «قنديل أم هاشم»، وترجم «سيد عطية أبو النجا» قصة «البوسطجي».