تحل غدًا الأحد، الذكرى ال 26 علي رحيل صاحب "قنديل أم هاشم" ،و"فجر القصة المصرية"، و"خليها على الله"، و"صح النوم"، و"ياليل ياعين"، و"كناسة الدكان"، و"تراب الميري" رائد القصة القصيرة الكاتب والقاص يحيى حقي، أحد الرواد الأوائل لهذا الفن، وخرج من تحت عباءته الكثير من الكُتاب والمبدعين في العصر الحديث. وُلد يحيى محمد حقي في 17 يناير 1905، بحي السيدة زينب، وكانت عائلته ذات جذور تركية قديمة، وشب في مناخ مشبع بالأدب والثقافة، وكان كل أفراد أسرته يهتمون بالأدب مولعين بالقراءة. التحق "حقي" بكتاب السيدة ثم مدرسة أم عباس باشا وحصل على الابتدائية عام 1917م ثم الثانوية من المدرسة الخديوية عام 1921م ثم ليسانس الحقوق عام 1925 وعمل محاميا بين دمنهورالإسكندرية ثم معاونا للإدارة بمنفلوط بأسيوط عام 1927م وهناك عرف الصعيد عن قرب ثم نقل أمينا للمحفوظات بقنصلية مصر في جدة عام 1929م ثم في اسطنبول من 1930 إلى 1934م ثم عمل بقنصلية مصر في روما حتى 1939م ثم نقل إلى ديوان وزارة الخارجية مديرا لمكتب الوزير وتزوج لأول مرة من ابنة عبداللطيف سعودى المحامي عضو البرلمان عن دائرة الفيوم وأنجبت له نها ورحلت. كان حقي، صاحب أطروحات نقدية عميقة دون تعقيد، ومستنيرة بلا شطط، وساخرة وصريحة دون أن تدمى أو تجرح، بجانب القدرة على تحليل العمل نقديًا من داخله لتصير أعماله النقدية "أنشودة البساطة"، وهو عنوان الكتاب الذي حوى مقالاته النقدية عن القصة القصيرة في ستينيات القرن العشرين؛ كذلك له كتاب نقدي هام هو "فجر القصة المصرية"، وهو بمثابة تأصيل مبكر للأسس الفنية للنقد الأدبي لفن القصة. ومن أشهر أعمال "يحيى حقي": مجموعته القصصية "دماء وطين"، و"قنديل أم هاشم"، و"يا ليل يا عين"، و"أم العواجز"، و"خليها على الله"، و"عطر الأحباب"، و"تعالى معي إلى الكونسير"، و"كناسة الدكان". وتُرجمت بعض قصص حقي إلى الفرنسية، فترجم "شارل فيال" قصة "قنديل أم هاشم"، وترجم "سيد عطية أبو النجا" قصة "البوسطجي"، وقدمت تلك القصة الأخيرة في السينما وفازت بعدد كبير من الجوائز. نال "يحيى حقي" أكثر من جائزة في حياته الأدبية، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، كما منحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983، كما نال العديد من الجوائز في أوروبا وفي البلدان العربية، منحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة؛ جائزة الملك فيصل العالمية فرع الأدب العربي. رحل عن دنيانا في التاسع من ديسمبر 1992 عن سبع وثمانين عامًا عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد رحلة معاناة مع المرض.