«هنا لا يمكنك فقد شىء غير الدهون». لافتة فوق الدرج المؤدى لأحد مراكز اللياقة البدنية الحديثة فى جدة، حيث كانت نساء شابات يرفعن أثقالا ويمارسن تمارين رياضية باستخدام الأجهزة الحديثة فى الصالة الرياضية على أنغام الديسكو الصاخبة، فهن يعانين من زيادة نسبة الدهون فى أجسامهن. غير أن معظمهن لسن مغرقات فى العرق، حيث فضلن التدريب بوتيرة متوسطة على الأجهزة الرياضية أو تبادل أطراف الحديث بالقرب من مكان تقديم العصائر فى الصالة. الكثير من النساء هنا يمارسن الرياضة للمرة الأولى فى حياتهن وذلك لأنه ليست هناك حصة تربية رياضية فى المدارس الحكومية بالسعودية، وذلك لأن أنصار المحافظة على التقاليد السعودية وعلماء الدين الإسلامى هناك يعارضون هذه الحصة الرياضية. وحذر الشيخ عبد الله المنيع، عضو هيئة كبار العلماء السعودية، مؤخرا الفتيات من لعب كرة القدم وكرة السلة بالقول: «كرة القدم وكرة السلة نوعان من الرياضة تحتاج للكثير من الحركة فى مزاولتهما مما يعرض الفتيات لتهتك غشاء البكارة لديهن». وحرم شيخ آخر مزاولة الرياضة على النساء بعبارة مختصرة قائلا: «الرياضة النسائية حرام». فى ضوء ذلك، فإن النساء غير مرحب بهن فى الأندية الرياضية فى المملكة العربية السعودية ذات التوجه الإسلامى المحافظ. وليست هناك حتى الآن هيئة سعودية تمنح تراخيص لمراكز اللياقة البدنية النسائية. وأغلقت فى الأشهر الماضية العديد من المراكز الرياضية للنساء بسبب عدم الحصول على موافقة الجهات المختصة. أما الصالات الرياضية القليلة للنساء التى مازالت موجودة فى المدن السعودية الكبرى، فإنها تفتح أبوابها حاليا ضمن المستشفيات تحت مسمى «صالة صحية». وليس لدى الرياضيات السعوديات فى الوقت الحالى أى أمل فى المشاركة فى بطولة للألعاب الأوليمبية بسبب الموقف الرافض لعلماء الدين المحافظين هناك، كما قالت الوكالة الألمانية فى تقرير لها من جدة، فى الوقت الذى تكون فيه المرأة السعودية أحوج ما يكون لممارسة الرياضة لأن الكثير منهن تعانين من السمنة، حيث ينطوى أسلوب حياتهن التقليدى على مخاطر صحية بسبب بقائهن مدة طويلة فى المنزل. وتعانى الكثير من النساء السعوديات من وهن العظام والسكر والاكتئاب وأعراض نقص فيتامين د.