المطربون أصبح لديهم قناعة أن قيمة «الموسيقى العربية» أكبر من أى أجر فى الوقت الذى لم يتوقع فيه أحد خروج مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية النور، كانت لدى إدارته نظرة حذرة لكنها كلها تفاؤل بخروج الدورة فى صورة مختلفة حتى فى ظل بداية موجة كورونا الثانية، وبالفعل شعر كل من تابع المهرجان فى الأيام الماضية أن هناك شيئا مختلفا تم على ارض الواقع مسرح على أعلى مستوى «النافورة» فى اول خروج للمهرجان من المسرح الكبير. وهنا لابد من الإشادة بالمجهود الضخم الذى بذله العاملون بالاوبرا الذى شيدوا هذا المسرح، أبرزهم محمود حجاج مهندس الديكور وياسر شعلان مصمم الاضاءة. ايضا الجمهور شعر بمجهود كبير ظهر بوضوح فى مشاركة عدد من النجوم ابرزهم من تونس صابر الرباعى نجم حفل الختام مساء الثلاثاء القادم واليوم يغنى من لبنان وائل جسار، كما غنى من لبنان ايضا عاصى الحلانى. وهناك همام ابراهيم من العراق وهو صوت شاب واعد، وسعد رمضان صوت لبنانى قادم بقوة، إلى جانب نجوم الغناء المصرى: هانى شاكر وعلى الحجار ونادية مصطفى ومحمد الحلو وأحمد ابراهيم ومدحت صالح إلى جانب شباب دار الاوبرا وبعض الاصوات الشابة من خارجها مثل كارمن سليمان وسوما، كل هذا يعنى ان الكورونا لم تمنع المهرجان من استقطاب نجوم كبار من خارج مصر وداخلها. فى الحقيقة ان مديرة المهرجان جيهان مرسى بذلت جهودا كبيرة مع اللجنة التحضيرية لكى تصل إلى تلك التوليفة فى ظل ظروف استثنائية بالغة الخطورة. فى هذا الحوار تحدثنا معها عن دورة كورونا. ** فى البداية قلت لها نحن بصدد دورة استثنائية بمعايير مختلفة وظروف صعبة.. ما تعليقك؟ فى البداية لابد أن أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ لأنه وفر لنا الغطاء الكافى لمواجهة كورونا، لذلك كانت مصر من اقل الدول تضررا من هذا الوباء، وبالتالى استئناف النشاط الفنى أمر طبيعى ناتج عن تلك الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة. كما أشكر الدكتورة إيناس عبدالدايم التى تابعت معنا كل التفاصيل. منذ بداية جائحة كورونا وتوقف جميع الفعاليات بدأت التفكير فى كيفية إقامة المهرجان هذا العام، وفى الحقيقة وقتها كانت الاجواء غير واضحة فى منتهى الضبابية، الجميع كان ملتزما بالحجر المنزلى وكان القلق والاضطراب من الفيروس يسيطر على الجميع، ولكن كان هناك إحساس بداخلى ان هذه الفترة ستمضى وسيعود النشاط ولو بنسبة صغيرة، ومع عودة الحياة بشكل تدريجى، فكرنا كإدارة لدار الاوبرا أن نصمم مسرح فى الساحة، بجوار المسرحى الكبير والصغير، لنقل الحفلات فى الخارج لإمكانية السيطرة على التباعد الاجتماعى بين الجمهور، والحفاظ على أمن وسلامة الجميع، ومن هنا جاءت فكرة نقل فاعليات المهرجان إلى مسرح النافورة ولكن بتصميم جديد للمسرح يناسب شكل وهوية المهرجان، والهدف هو إعطاء فرصة للجمهور حضور الحفلات بأريحية، بالإضافة إلى الالتزام بتعليمات التباعد الاجتماعى. ** مغامرة كبيرة، بنقل الفاعليات فى مسرح جديد ومكشوف، هل كانت هناك مخاوف من تأثير ذلك على المهرجان؟ مهرجان الموسيقى العربية له قدسيته ومنهجه، سواء الفنانون المشاركون او الجمهور الذى يأتى إلى هنا من أجل الاستمتاع بالطرب الأصيل، وجميع الفاعليات حتى الآن خرجت بنفس منهج الدورات السابقة من حيث الأغانى التى ستقدم للجمهور، فنحن دائما نعمل على إعادة إحياء التراث ونقدم أعمالا جادة، وهذا هو هدف مهرجان الموسيقى العربية حتى فى الدورة الاستثنائية، ولذلك لا يوجد أى قلق بخصوص هذا الأمر. كما ان المسرح رغم انه شيد فى الهواء الطلق الا انه اتبع فى الدخول والجلوس كل الاجراءات التى تتبع فى المسرح الكبير. ** تقييمك للأسبوع الأول من المهرجان؟ الحمد لله مرت على خير، وكنا عند حسن ظن الجمهور بنا، وهنا لابد ان اشكر كل الفنانين الذين شاكوا معنا من خارج مصر وداخلها وأخص بالذكر الإخوة العرب الذين جاءوا من بلادهم، وشاركونا هذا العيد الذى نحتفل فيه بالطرب العربى. ** بالتأكيد كانت هناك صعاب واجهت المهرجان هذا العام؟ الصعوبة كانت فى الانتظار لحين معرفة هل سيقام المهرجان هذا العام او سنضطر إلى تأجيله، نحن بدأنا العمل بمجرد اعلان قرار رئيس الوزراء ببدء العودة إلى الانشطة بشكل تدريجى، ولكن لم نكن نعلم هل الامر سيتعلق بالمهرجانات الدولية، لأنها بالتأكيد تحتاج إلى اجراءات اخرى لأنها تقوم على دعوة فنانين من الخارج، حتى كثيرا من النقاد والإعلاميين وجهوا لى سؤالا هل سيقام المهرجان ووقتها لم يكن لدى رد، لكننى فى الحقيقة كنت بدأت العمل، بداخلى كنت أشعر أن المهرجان سيقام فى موعده، لأن مهرجان الموسيقى العربية لم يسبق وأن تم تأجيل فاعلياته، حتى فى ظروف ثورة يناير. ** ما هى المعايير التى تم على أساسها اختيار النجوم المشاركين هذا العام؟ دائما أقول أتمنى مشاركة جميع النجوم فى مهرجان الموسيقى العربية، ولكن المهرجان له منهج ورسالة، على اساسها يتم اختيار النجوم المشاركين، سواء العرب او من داخل مصر وأبناء دار الأوبرا، ولكن هذا العام أمر مختلف، لأن هناك من لم يستطع الحضور بسبب ظروف التنقل والطيران، ولكن بشكل عام، جميع النجوم كانوا متشوقين لإقامة المهرجان ومنهم من كان ينتظر الاتصال به والاتفاق معه، فهؤلاء النجوم تربطهم علاقة وطيدة بالمهرجان، والمعايير التى على أساسها نختار النجوم معروفة للجميع، لابد ان يكون مطربا من العيار الثقيل، وله تجارب مهمة فى الغناء العربى. **هل ضعف الأجور يمكن أن يؤثر مستقبلا على مشاركة النجوم؟ المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية رسالة، تضيف لنا كدار الاوبرا وتضيف كثيرا للنجم المشارك، وجميع نجوم الوطن العربى يعرفون قيمة دار الاوبرا جيدا والمهرجان ولذلك لديهم شغف كبير للمشاركة، ولكن نتمنى ان يكون هناك ميزانية كبيرة حتى نعمل بدون عوائق ونتمكن من تطوير المهرجان كثيرا والاضافة له. **بعيدا عن المهرجان.. رافقت الراحلة رتيبة الحفنى لسنوات فى مشوار المهرجان، كيف كان التأثير؟ رتيبة الحفنى هى اساس نجاح المهرجان، وخطة عملنا فى كل دورة تعتمد على ما قدمته من قبل، هى من وضعت حجر الاساس، فبمجرد انتهاء كل دورة كانت تبدأ العمل مباشرة فى الدورة القادمة، لأن الهدف هو الانجاز مهما بلغت المشقة، وأتمنى الحفاظ على موروثها الكبير، لأن المهرجان كان بمثابة ابن من أبنائها. ** هناك أسماء محددة من جيل الشباب شاركوا من قبل لم نرها فى هذه الدورة.. لماذا؟ فى السنوات الاخيرة تواجد بالمهرجان عدد كبير من نجوم الشباب مثل رامى صبرى وأحمد جمال وغيرهما، ولكن الازمة تكمن فى الوقت والمواعيد، فكل مطرب نتحدث معه عن المهرجان يرحب كثيرا و لكن عندما تكون لديه عقود وارتباطات وحفلات اخرى يضطر للاعتذار، وهناك منهم من يشعر برهبة الوقوف على خشبة مهرجان الموسيقى، بالرغم انه يمتلك الموهبة فى ذلك، فنحن نتمنى تواجد كل فنان حقيقى وموهوب على خشبة مسرح دار الاوبرا. ** البعض يرى أن زيادة عدد الفقرات خلال اليوم الواحد تصيب الجمهور بالملل؟ أعلم هذا ولكننا حاولنا مراعاة ذلك بالسيطرة أكثر على التوقيت المخصص لكل فنان سواء عازف او مطرب أو فرقة، لكن أريد من الجمهور والمتابعين أن يلتمسوا لنا العذر لأننا فى كل الاحوال نعمل على تقديم كل شىء يتعلق بالموسيقى العربية من عزف وغناء. والجمهور جاء لكى يستمتع لذلك نحاول قدر الامكان أن نمنحه أكبر قدر ممكن من المحتوى. ** الأوبريت اختفى من المهرجان؟ اختفى لأننى كنت أخرج هذه الاعمال وبعد رحيل السيدة رتيبة الحفنى أصبحت أقوم بكل شىء، وحتى لا يردد البعض أننى أريد أن أفعل كل شىء بالمهرجان طلبت من الزملاء المخرجين تقديم هذه الاوبريتات لكن بعضهم متخوف من التجربة. ** البعض يرى أن هناك مبالغة فى غناء المطربين لأعمالهم الخاصة على حساب أغانى التراث؟ هناك شرط لابد من تنفيذه وهو أداء كل المطربين لأغان من التراث، لكننا نترك مساحة لهم أيضا لتقديم اعمالهم الخاصة، وللأمانة الأعمال الجديدة لكبار النجوم مثل هانى شاكر والحجار وصابر الرباعى ووائل جسار التى يتم تقديمها ساهمت فى إقبال الشباب على ليالى المهرجان، وأصبح لدينا كل شرائح الجمهور كبارا وشبابا.. لكن كل مطرب سوف تجد اكثر من نصف برامجه من التراث، على سبيل المثال الفنان هانى شاكر يقدم اعمال عبدالحليم اكثر من أى اعمال، وعلى الحجار أيضا يقدم لكل الأصوات الكبيرة، ومدحت صالح ساهم فى إعادة نشر الكثير من اعمال الكبار سواء قنديل او فايزة احمد او وردة، والحلو الذى يقدم اعمال عبدالوهاب.