الفنان علي الحجار الذي يعد من أهم مطربي جيله لما يمتلكه من موهبة عالية وحنجرة ذهبية وإحساس راق يصل إلي قلوب الجماهير بمنتهي السهولة، وقد حقق «علي» علي مدار تاريخه الفني العديد من النجاحات الهائلة سواء علي مستوي الألبومات التي قدمها، أو علي مستوي الحفلات الغنائية، وأهمها حفلات دار الأوبرا المصرية، والتي تألق فيها بمنتهي القوة، وقد نالت بالفعل نجاحا جماهيريا وحققت صدي هائلا، وهذا ليس غريبا علي «علي»، فهو يملك باعا طويلا مع دار الأوبرا، ونحن معه في هذا الحوار نسأله عن رأيه في المهرجان، وما وصل له حال الأغنية المصرية الآن. ما رؤيتك لمهرجان الموسيقي العربية في دورته التاسعة عشرة؟ - إن المهرجان دائما ما يكون بمثابة واجهة حضارية مميزة لبث موسيقانا العربية علي مستوي العالم العربي كله، بدليل مشاركة العديد من المطربين من جميع الجنسيات العربية والمختلفة، والذين حققوا النجاح والقبول لدي الجمهور المصري، والفضل يرجع للمهرجان الذي قام باحتضانهم، وتقديمهم للجمهور المصري ولم يبخل علي أحد سواء من المطربين المصريين أو العرب، وذلك بفضل الجهود التي قامت بها الأستاذة رتيبة الحفني لكي يظهر المهرجان علي أحسن صورة. ولكن هل استطاع المهرجان مواجهة طوفان أغاني الإسفاف والابتذال التي انتشرت بسبب كثرة الفضائيات؟ - إن المهرجان طوال دوراته التاسعة عشرة وهو يعمل علي الرقي بذوق المجتمع، حتي لو كانت تلك الأغاني المبتذلة قد انتشرت عن طريق الفضائيات ووصلت لآذان كل الشباب، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح، بدليل نجاح مهرجان الموسيقي العربية، والذي يعمل علي تقديم أغاني التراث العربي الأصيل، ولكن المهرجان لن يستطيع وحده أن يواجه الفضائيات الكثيرة الموجودة في كل بيت مصري وعربي، بل يجب أن يأتي التصدي لذلك الإسفاف الموجود علي الفضائيات من تكاتف جميع فناني العالم العربي جميعا، وكذلك المؤسسات الثقافية الموجودة علي مستوي الدول العربية، والتي تعمل علي تدعيم تراثنا الأصيل والحفاظ عليه بالتصدي لذلك الفساد السمعي والبصري عن طريق استخدام العديد من الوسائل التي تدعم تراثنا العربي. من وجهة نظرك الشخصية ما الذي تجده من المفروض أن يتم فعله للتصدي لتلك الأغاني المبتذلة؟ عن طريق الأوبرا التي تلعب دورا كبيرا في التصدي لهذه الأغنيات، لأنها دائما ما تعمل علي الحفاظ علي الموسيقي العربية من خلال المهرجانات والحفلات التي تقام سنويا، تلك الحفلات الموجودة علي كل مسارحها سواء في القاهرة والإسكندرية ودمنهور، وبالطبع فإن تلك الحفلات تحقق نجاحات رائعة وهائلة علي مستوي مصر والوطن العربي، إلا أننا في حاجة لإقامة مهرجان شهري وليس سنويا لمواجهة تلك الأغنيات المبتذلة التي نجدها يوميا علي الفضائيات المختلفة. ما رأيك في إقبال مطربي جيلك علي تقديم الكليبات السريعة والموجودة حاليا علي الفضائيات؟ - أنا لا يوجد مانع عندي من تقديم مطربي جيلي للكليبات المختلفة طالما يكون فيها كلمات هادفة وتصوير محترم، ولا يثير الغرائز، مثلما نجد في العديد من الكليبات المطروحة في الفضائيات ، وخصوصا أن طبيعة الحياة محتاجة التطور السريع ، ومواكبة كل جديد بشرط أن نحافظ علي تراثنا الشرقي الأصيل. وما تعليقك علي من يقومون بإعادة تقديم التراث القديم برتم حديث وتوزيع جديد؟ - بالفعل هناك الكثير من الأعمال القديمة تم إعادة تقديمها بشكل رائع جدا، وذلك لأنه لم يتم تشويه اللحن والتوزيع، وهذا يرجع لذكاء المطرب والموزع، فإن تكنولوجيا الموسيقي من الجائز استخدامها في كل ما هو قديم بشرط ألا يتعارض ذلك مع أصول الألحان نفسها، وهذا ما قام العديد من النجوم بتقديمه ونجحوا جدا فيه بالفعل، وعلي الطرف الآخر فهناك العديد من المؤدين ممن قاموا بإعادة تقديم أغاني أم كلثوم وعبدالوهاب بطريقة سيئة ، ومشوهة مما أساء للحن والأغنية ككل ، وعمل علي تشويه معناها وهدفها. وكيف لنا أن نتصدي لمثل هؤلاء المؤدين؟ لابد من الرقابة الشديدة علي هؤلاء المؤدين، لأنهم بذلك يشكلون خطورة علي مستقبل الأغنية العربية نتيجة لاستخدامهم السيئ للتكنولوجيا بوضعهم لتوزيعات جديدة لتلك الأغاني، وهم لا يملكون الأصوات التي تؤهلهم لغنائها جيدا، لذلك لابد من وضع عقوبة لكل من يحاول المساس بتراثنا الغنائي الجميل، خاصة أن هدفهم الأساسي من غناء تلك الأغنيات هو تحقيق الشهرة والمال. بالنسبة لابنك المطرب أحمد علي الحجار هل أنت من سهلت له الطريق لدخول الفن؟ - لا بالعكس، فأحمد لو لم يكن يملك الموهبة بالفعل لما كان خاض طريق الفن، لكنه بالفعل موهوب، وغير ذلك فإن فكرة دخوله مجال الغناء تعود له شخصيا، ولرغبته الفعلية في خوض ذلك المجال وللعمل علي إظهار موهبته الفنية الحقيقية، وأنا عن نفسي لم أعمل له أي شيء لأن الموهبة بيد الله، وليس من المعقول أن نجد فنانا يحاول أن يفرض ابنه علي الوسط الغنائي أو الفني دون رغبته، فأحمد يملك الموهبة، ويحاول أن يشق طريقه بنفسه وبموهبته، وأنا عن نفسي أحاول أن أضع قدمه علي الطريق السليم للغناء الأصيل ولكن لا أساعده، فموهبته هي التي تفتح له الأبواب. هل هذا ما قام به والدك الراحل إبراهيم الحجار؟ - بالفعل فقد وضعني والدي علي أول الطريق السليم للغناء وعلمني أساسيات الغناء الشرقي الأصيل، وساعدني علي صقل موهبتي بالتدريب المستمر، ولكن كل ذلك لم يكن لينفع لو لم أكن أنا موهوب من الأساس. بمنتهي الصراحة، ما تقييمك لابنك أحمد علي الحجار؟ - أحمد شاب موهوب، وحقق نجاحا كبيرا بشهادة الجميع في العديد من الحفلات التي قدمها، ومنها الحفلات التي قام بتقديمها في ساقية الصاوي ولاقت نجاحا وإقبالا جماهيريا عاليا. ما الذي قدمته من أغنيات في مهرجان الأغنية العربية؟ - مجموعة من أغنياتي، وأغنيات أخري من التراث الشرقي الأصيل.