صاحبة الصوت الملائكي والاحساس المرهف والإطلالة الرائعة، استطاعت منذ أن خطت قدميها أرض مصر وهي لا تزال في الخامسة عشرة أن تنال احترام الجميع كفنانة لها ثقلها في الوسط الغنائي، صاحبة صوت طربي مليء بالشجن والرومانسية، واستطاعت بفضل دفء صوتها أن تغزو قلوب المستمعين بل واستطاعت أيضا أن تلقب «أميرة الرومانسية»، وتسمية اطلقها عشاقها من جميع الأقطار العربية، وذلك بفضل حرصها علي تقديم أعمال تخاطب الوجدان والمشاعر ولكن بدون اسفاف . إنها المطربة جنات نتعرف عليها عن قرب، نتعرف علي ما يدور بعقلها وما تشعر به. بحكم مشاركتك في مهرجان الموسيقي العربية هذا العام، هل تعتقدين أن المهرجان حقق أهدافه؟ - بالتأكيد، فالمهرجان دائما ما يعمل علي انتشار الفن الهادف، فهو بمثابة قوة رادعة لكل ما يقدم علي الساحة من اسفاف وابتذال، وقد وجدت أنه علي مرور سنوات المهرجان استطاع أن يتصدي لظاهرة الفن الهابط، والتي بدأت في الانحسار في الوقت الحالي، بدليل أن أغلب المطربات الآن يعملن علي تقديم أغان طربية قديمة من زمن الغناء القديم، وهذا ما يدل علي رغبة الجمهور في الاستماع لتلك الأغاني القديمة صاحبة الألحان والكلمات ذات القيمة العالية، ولكن أهم شيء أن يستمر المهرجان علي نفس المنوال في مواجهة الفن الهابط، لأنه بالتأكيد سيأتي الوقت الذي يتم فيه القضاء علي كل ما يلوث آذان المستمعين. هل ترين أن الجمهور الحالي لا يزال لديه القدرة علي سماع الأغاني الطربية؟ - بالطبع، فالجمهور ما زال يملك حسًا فنيا عاليا، ولديه ذوق راق، ويحترم الفن الجيد، بدليل الإقبال الشديد علي حفالات الأوبرا والتي تقام علي المسارح المختلفة في القاهرة والإسكندرية ومهرجانات القلعة، لكن المشكلة تتمثل في انه يجب أن يكون هناك دعم ثقافي يقدم للجمهور، لكي يصبح الجميع مؤهلا للاستماع لكل ما هو مميز وجيد. هل شركات الإنتاج أم الفضائيات التي تعتبر السبب الرئيسي في نشر الأغاني المبتذلة؟ - تعتقد بعض شركات الإنتاج الصغيرة والتي لا تملك خبرة كافية في هذا المجال ، وبالتالي لا تعرف كيفية استثمار الفن الأصيل أن قيامها بتقديم الأغاني المبتذلة المصاحبة للرقص والاستعراضات هو الفن الذي يرضي الجمهور، وبالتالي فإن هدفها الأول والأخير هو السعي وراء الأرباح، أما شركات الإنتاج الكبيرة ، فأهم شيء هو إمكانية تقديم عمل جيد ينال احترام وإعجاب الجمهور، وذلك بفضل إدارتها القوية التي من خلالها تستطيع استثمار الفن الأصيل والراقي وهي بعيدة كل البعد عن فكرة تحقيق الربح السريع، وبالتالي فإن الفضائيات تذيع للمنتج ما يتم ارساله لها، لكن شركات الإنتاج هي المسئولة عن الأغاني الذي تخرج عنها، وفي النهاية فإن الأمر يعود للمطرب أو المطربة ذات السمعة الشهيرة الذي لابد وأن يعرف الفرق بين الشركة الجيدة والأخري السيئة السمعة. لكن هل الحملات الدعائية المكثفة لتلك النوعية من الأغاني الهابطة عن طريق الدعاية للمطرب والمطربة، من الممكن أن تساعد علي نجاح أغنياتهم؟ - مستحيل، لأنه مهما كانت الدعاية والإعلانات المكثفة، فإن أعمالهم عبارة عن شيء وقتي لا يدوم، لأنه لا يمس المشاعر ولا يصل للقلوب، وبالتالي يكون الشعور بتلك الأغنيات شعورا وقتيا، لذلك نجد أن المطربين الناجحين والأسماء المرموقة لا تحتاج إلي دعاية، وهذا نابع من ثقتهم في بأنفسهم وكذلك ثقتهم في اختياراتهم. هل تجدين أن الأغنية القصيرة والخفيفة أصبحت مطلباً للجمهور في ظل إيقاع العصر السريع؟ - لا أنكر أن إيقاع العصر السريع له تأثير كبير علي أذواق الجمهور، وخصوصا أن ظروف الحياة الآن تجعل الناس يحتاجون للأغنية السريعة والخفيفة والقصيرة أكثر من الأغاني الطويلة، وبالتالي فإنهم يشعرون معها بالمتعة، لأنها في كثير من الأوقات تمس القلب وتعمل علي التخفيف من وطأة الحياة الصعبة، وعموما «فلولا تباين الأذواق لبارت السلع». نلاحظ دائما أن تلك الأغاني السريعة أصبحت تشبه بعضها فما سبب ذلك؟ - بالطبع لا يمكن أن نلقي المسئولية علي عاتق المطرب وحده لأن هناك الملحن أيضا الذي يسعي إلي تقديم أعمال مميزة ترضي الجمهور، وخصوصا أن الكثير من الشباب لا يفضلون الأعمال الشرقية الطربية في أغلب الأوقات ويفضلون الأعمال التي تشبه الثقافات العالمية، لكن لا يمكن أن ننكر أنها مسئولية الملحن وحده، ولكن المطرب أيضا مشترك فيها، لأنه في يده حرية الاختيار إما أن يقبل تلك الأعمال أو يرفضها. هل تعتقدين أن أساس نجاح الأغنية يعتمد علي طرحها في الفضائيات علي هيئة فيديو كليب أولاً؟ - الكليبات عموما ما هي إلا إثراء للعمل الفني، ولها دور مؤثر في إنجاح الأغنية، فهو بالفعل مطلوب، لكن المفروض ألا يتم الخروج فيه عن الآداب العامة لأن الكليبات بالفعل أصبحت شديدة التحرر. بعد نجاحك الكبير في سنوات قليلة، هل تشعرين بغيرة الكثيرات من نجمات جيلك منك مما يخلق جوا من الصراعات والمنافسة؟ - أنا لا التفت للغيرة ولا الصراعات والمنافسات ولا أهتم بكل هذا نهائياً ، لأن كل همي هو عملي الذي أعطيه كل اهتمامي، لأنه هو الباقي لي، والذي جعلني أصل لقلوب الجماهير، لكن الصراعات تدمر الفنان. وماذا عن تجربة قيامك بغناء تترات المسلسلات؟ - كانت تجربة ممتعة ولاقت نجاحا كبيرا ونالت استحسان الجمهور، وقد اسعدني الحظ بالقيام بغناء تتر كل من مسلسل «زهرة وأواجها الخمسة» ، «ومذكرات سيئة السمعة»، «وحكايات وبنعيشها». ماذا عن جولاتك وحفلاتك الغنائية ، وخصوصا أن حفلاتك الأخيرة شهدت نجاحا ساحقا؟ - سأقوم بإحياء مجموعة من الحفلات سواء في مصر أو البلدان العربية، إلا أنني سعيدة بالفعل من رد فعل الجمهور تجاه حفلاتي الأخيرة التي لمست بنفس تفاعل الجمهور معي، آخرها حفل «ستيلادي ماري» بالعين السخنة والتي قدمت خلاله مجموعة من الأغنيات الجديدة، كما قمت بالغناء للعندليب في أغنيتي «سواح، وأنا لك علي طول» التي حظيت باستقبال رائع وتجاوب شديد من خلال حفلتي الغنائتين باليمن. إلي أي مدي تأثرت ثقافتك الغنائية بالعندليب؟ - - أنا من عشاق عبدالحليم وتربيت علي صوته وجمال أغنياته، فهو إنسان يتميز بالصدق والإحساس المرهف، إلي جانب تأثري بالطبع بالكثير من عمالقة الفن الجميل مثل أم كلثوم، وفايزة أحمد، ونجاة، حيث أن كلا منهم يمثل مدرسة غنائية مستقلة، لذلك يسعي كل مطرب ومطربة أن يستفيد من خبرتهم. أي من المطربين والمطربات ينالون إعجابك؟ - أحب صوت المطربة شيرين، وأكن لها كل احترام وتقدير حيث انها تمتلك لونا مميزا في الغناء لا تملكه أي مطربة غيرها، بدليل نجاحها الساحق علي الساحة الغنائية في مصر والبلدان العربية، كذلك فأنا أشد العشاق لصوت النجم عمرو دياب، ومعجبة بكل أغانيه، فهو يعد من أجمل الأصوات، وكذلك النجمة المميزة أنغام التي تمتلك احساسا مرهفا وقريبا من القلب. هل من الممكن أن تخوضي تجربة الدويتو قريبا؟ - لا أفكر في الدويتو في الوقت الحالي، لكن لا يمنع أبدا أنني لو وجدت الأغنية المناسبة والمطرب أو المطربة التي يتوافق مع طبقات صوتي أن أخوض تلك التجربة. ما سر عشقك للغناء الطربي؟ - والدتي هي التي كونت بداخلي حب الغناء الطربي، حيث انها تملك صوتا جميلا ولكنها كانت تغني في المنزل أغنيات لأم كلثوم مما جعلني عاشقة لأمر كلثوم، وبالفعل بسبب أمي بدأت الغناء منذ طفولتي، إلي أن جئت لمصر وعمري 15 سنة وقمت بالغناء علي مسرح الأوبرا ووقتها شعرت بخوف شديد ورهبة كبيرة، ولكن الحمد لله لاقيت وقتها استحسان الجمهور، وقمت بالغناء لأم كلثوم في ذلك الحفل، وشعرت وقتها أن حب الجمهور هو الدافع لي لإكمال مشواري في مصر. هل اتقانك اللهجة المصرية ساعد علي نجاحك في مصر؟ - بالتأكيد، لأنه ساعدني علي تقديم أغنياتي باللهجة المصرية مما جعلني شديدة القرب للجمهور، وبالتالي لاقت أغنياتي نجاحا كبيرا. خضت تجربة التمثيل من خلال برنامج «لقاء مستحيل» في دور «رابعة العدوية»، فهل تضعين التمثيل في دائرة اهتماماتك؟ - لقد سعدت بتجسيد شخصية «رابعة العدوية» شهيدة العشق الالهي، وسعدت أكثر بالمشاركة في برنامج لقاء مستحيل، ولكن علي الرغم من أن التمثيل مهم لأي مطرب إلا أنني لست مستعدة لخوض تجربة التمثيل في الوقت الحالي لأنها تحتاج لمزيد من الثقة حتي تنجح التجربة، وبالفعل تلقيت عروضا تمثيلية كثيرة، ولكني لن أكون راضية عن نفسي إلا إذا ظهر بشكل مميز، لا أن أخوض تجربة التمثيل لمجرد التمثيل فقط، ولكن لابد أن أسعي لنيل إعجاب الجمهور بقوة الأداء. ما المعايير التي يتم علي أساسها قياس نجاح المطرب أو المطربة؟ - أن يكون صاحب خامة صوتية جيدة، بالإضافة للإلتزام بأسلوب الغناء علي أصول سليمة وتقديم أعمال ترضي الذوق العام بشرط ألا تبتعد تلك الأعمال عن رسالة الغناء الهادفة. بعد انفصالك عن جود نيوز ما شروط تعاقدك مع أي شركة أخري؟ - أن اختار بنفسي جميع أغنيات ألبومي، ولا يتدخل أحد في الاختيار، وأن أقوم بتصوير كليبين من الألبوم، وأن تتحمل الشركة تكاليف صناعة الألبوم ، مع الاحتفاظ بحق أجر صوتي عن الألبوم أيضا.