بمجرد دخول شوارع مصر القديمة في القاهرة وضواحيها سرعان ما نشاهد حلوى المولد النبوي تزين الأزقة والشوارع، في الحسين والمعز وشوارع وسط القاهرة، المحال تعرض بضاعتها والتجار ينصبون الشوادر، وسط إقبال المواطنون كعادتهم كل عام، لشراء الحلوى لذويهم أو لمهاداة أحبابهم. الحاج هشام مصطفى، أحد تجار الحلوى بشارع باب البحر، الشهير بسوق الحلويات وخاماتها، أوضح ل"الشروق" أنه مع قرب حلول المولد النبوي، يبدأ البائعون والتجار عرض بضاعتهم ورصها في واجهات محالهم بالشارع، استعداد لاستقبال الموسم وزبائنه، مشيرا إلى أن التجار يشرعون منذ بدء الموسم في تجميع أكبر كمية الأصناف والأنواع التي تعرضها المصانع، لكي يوفرون بضاعة مختلفة تناسب جميع الفئات. ففي محله، تتراص حلوى المولد بمئات الأصناف والأنواع، تنتظر زبائنها من المواطنين وتجار التجزئة، ولكن وسط حالة من الركود النسبية فرضتها المخاوف من فيروس كورونا، وجعلت نسبة الإقبال على شراء الحلوى ضعيفة نسبيا، خاصة وأن موسم مبيعات حلوى المولد لا يزال في بدايته. الرجل الستيني، الذي يعمل منذ ما يتجاوز ال 40 عاما، أشار إلى أن تجميع البضاعة من المصانع ورصها بالمحال يبدأ قبل موعد المولد النبوي بما يزيد عن الشهر، فهناك مصانع توفر للتجار 10 أصناف أخرى توفر 5 أصناف، ومن مصنع لآخر يتسنى للتاجر توفير جميع الأصناف والأشكال للزبائن وتجار التجزئة بأسعار أرخص نسبيا من المحال الخارجية. وعن الحلوى المتبقية بعد إنتهاء موسم التهادي بحلوى المولد، أكد تاجر باب البحر أنها تباع بأسعار زهيدة وبخسارة عالية للموالد فالكيلوجرام من الحلوى المشكلة الذي يباع حاليا ب 35 جنيها لا يتجاوز سعره حينها 5 أو 7 جنيهات. وفي نفس الشارع الشهير بحلوى المولد النبوي، والذي يمتد من ميدان باب الشعرية إلى شارع كلوت بيك بمصر القديمة، يقول عمر مشمش، أحد العاملين بمحال بيع الحلوى بالشارع، أن الإقبال على شراء الحلوى لا يزال ضعيف نسبيا مقارنة بالسنوات السابقة، خاصة مع دخول المدارس وانشغال الأباء والأمهات بأبناءهم والطلاب في جامعتهم، متوقعا أن نسب المبيعات ستشهد انتعاشة كبيرة خلال الأيام القادمة، خاصة مع اقتراب وقت الذروة في الإقبال على الشراء مع اقتراب يوم ذكرى المولد النبوي الشريف. وعن الأسعار أوضح عمر، أنها تتراوح هذا العام بين 30 إلى 35 جنيه للكيلو المشكل، مؤكدا أنها لم تشهد أي زيادة عن العام السابق، بل شهدت بعض الأصناف انخفاض بسيط في سعر الكيلوجرام، إذ يقول: "الأسعار رخيصة وفي متناول الجميع، الناس النهاردة تقدر تشتري علبة حلويات 2 كيلو ب 70 جنيه، وعلبة نصها مكسرات ب 85 جنيها". أما محمد شهاب، صاحب أحد محال بيع عرائس المولد بوسط القاهرة، أكد أن الموسم الحالي لمبيعات العرائس والألعاب ما زال في بدايته، لكن نسبة الإقبال جيدة بالنسبة للظروف الحالية التي تشهدها البلاد، وأن مخاوف المواطنين وانشغالهم بدخول الدراسة وأولويات المدارس لم يعيقهم عن شراء الألعاب لأبنائهم، مشيرا إلى أن أسعار العرائس وأحصنة المولد النبوي لم تختلف كثيرا عن السنوات الماضية. وأضاف الرجل الخمسيني، الذي يملك محلا بشارع رمسيس يعرض فيه منتجات مصنعه الخاص، ويزينه بعشرات العرائس مختلفة الأشكال والأحجام والأحصنة والألعاب الآخرى، أن أسعار عرائس المولد كبيرة الحجم، التي يتهادي بها المواطنون كعادة موروثة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تبدأ من 80 جنيها وتصل إلى 200 جنيه، وهي ما تنطبق على أسعار الأحصنة التي تقل عنها في الأسعار بنسبة بسيطة للغاية. وأوضح شهاب أن نسب إقبال الأباء لشراء عرائس المولد لفتياتهم الصغار هي الأكبر، وأنها باتت تتخطى نسب شراء العرائس للفتيات المتزوجات حديثا، التي كانت ولا تزال عادة شهيرة خاصة في ضواحي القاهرة والقرى والأرياف، في حين تعود النسبة الأقل لمبيعات الأحصنة التي لا يقبل عليها سوى الأطفال الذكور الصغار، الذين يأتون مع أبائهم لشرائها استعدادا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وأمام أحد محلات بيع عرائس المولد بشارع باب البحر، تقول نشوى محمد، السيدة الأربعينية، المقيمة بحي السيدة زينب، أنها قصدت الشارع الشهير بأسعاره الرخيصة كعادتها لتشتري حلوى المولد لأبنائها ولمهاداة أصدقائها وجيرانها، فضلا عن اقتناء عروستي مولد لابنتها المتزوجة حديثا وطفلتها الصغيرة التي تبلغ من العمر 12 عاما. فتقول نشوى: "المولد ميبقاش مولد وفرحة من غير عروسة وحلاوة، من وأنا صغيرة وأمي كانت تجبلي العروسة ولما اتجوزت جابتهالي، لحد ما خلفت بقيت العروسة والحصان يجوا لولادي، دي فرحة وعادات ورثناها عن أهلنا وهنورثها لولادنا".