مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، تأهبت الإسكندرية وتزينت شوارعها بالأنوار والزينات، والحلوى على كافة أشكالها وألوانها، والعرائس والأحصنة. أسعار الحلوى تباينت من منطقة لمنطقة، ومن صنف لآخر، وقال إبراهيم مصطفى محمد، بائع باليومية، إن ارتفاع أسعار الحلوى عن الأعوام الماضية قوبل بعزوف من المواطنين عن الشراء نظرًا لضعف الرواتب والدخول، ووصل سعر العلف إلى 20 جنيها، بعد أن كانت في العام الماضي تتراوح بين 15 و18 جنيها، أما عرائس المولد فهي تنقسم إلى عرائس كبيرة جيدة الصنع والشكل يصل سعرها إلى 50 جنيها، بعد أن كانت لا تتعدى 25 جنيها، بحسب مصطفى، الذي قال إن سعر جملتها يبلغ 42 جنيها، إلا أن هناك أصنافا من العرائس أقل جودة لا يتعدى سعرها 15 جنيها. أثر ارتفاع الأسعار سلبا على حركة البيع والشراء، ورغم أن مصطفى صعيدي المولد والنشأة، ومن سوهاج تحديدا، وجاء إلى الإسكندرية طلبا للرزق، إلا أنه لا يجد اختلافا كبيرا بين الأسعار في المحافظتين، وإن كان يجمع بينهما عزوف المواطنين عن الشراء بسبب ارتفاع الأسعار، حتى إن بعض زبائنه أحجموا عن الشراء واكتفوا بالسؤال عن الأسعار وإلقاء نظرة على المعروضات، وقال "مفيش سوق خالص". مصطفى أوضح أن موسم المولد النبوي كان يشهد بيع ما يزيد على 3 أطنان من الحلوى كل عام، ولكن العام الحالي شهد تراجعا في المبيعات بشكل كبير فلم تتعد مبيعاته 500 كيلو، على حد قوله. على الرغم من أن سوق باب عمر باشا، هو أرخص أسواق الإسكندرية، إلا أن إقبال المواطنين عليه انخفض هذا العام، ويخشى مصطفى أنه لن يحقق هو والعاملون معه وعددهم 3 أي مكاسب، ولن يتمكنوا من إعطاء صاحب الفرش الذي يستأجرونه لعرض بضائعهم "حسنته"، بحسب تعبيره. محمد السيد، بائع حلوى المولد، كان له رأي آخر، فقال إن الأسعار لم تختلف كثيرا عن الأعوام الثلاثة الماضية، وسعر علبة الحلوى المشكلة وزن الكيلو يقف عند حدود ال20 جنيها، وتضم أنواعا مختلفة مثل الأقراص، العرائس والأحصنة، الحلاوة الشعر، العلف، وغيرها، وتباين الأسعار تتحكم فيه الشركات المصنعة، وتزداد أسعارها بحسب جودتها واسم الشركة. تتراوح أسعار العرائس والأحصنة بين جنيهين و5 جنيهات، بينما الحلوى المباعة بالقطعة تصل إلى 15 جنيها للكيلو بالنسبة للأقراص، والعلف بالقطعة يبلغ 20 جنيها، بحسب السيد، الذي نفى ما يتردد من أن الحلوى المتواجدة بالأسواق والتي تباع بالقطعة ضارة بالصحة ومجهولة المصدر، موضحًا أن كافة المنتجات التي يبيعها يحصل عليها من شركات معتمدة، أما فيما يتعلق بحركة البيع والشراء فقال: "إن شاء الله هيبقى فيه خير"، مشيرًا إلى أن رزقه يزيد في المولد النبوي الشريف أكثر من غيره من المواسم الدينية. سميرة أحمد، ربة منزل، قالت إن أسعار سوق باب عمر باشا أقل بكثير من غيرها من أسعار أسواق الإسكندرية الأخرى، إلا أنها تعتبر مرتفعة أيضًا، لأن ما تتقاضاه من راتب لا يكفي نفقات الطعام والشراب طيلة الشهر، فتكتفي باحتياجات أسرتها اليومية وتقتصد في حلوى المواسم، وفي الغالب لا تفضل شراءها، مكتفية بممارسة الطقوس الدينية الخاصة بالموسم لإدخال البهجة على قلب أسرتها واستشعار التغيير.