وزير الدفاع يلتقي نظيره الصومالي لتعزيز التعاون العسكري    غرق السودان يكشف خداع إثيوبيا، وخبير مائي: فيضانات سد النهضة خطيرة وغير طبيعية    رئيس جامعة جنوب الوادى يعقد اجتماعا لمتابعة معدلات الإنجاز فى تطبيق "صيانة"    وزير التموين: إطلاق العلامة التجارية "كاري 0ون" لتقديم خدمة شمولية للمواطنين بأسعار تنافسية    الوادي الجديد تطرح سلعا مخفضة عبر منافذ بالخارجة.. صور    استقرار أسعار الذهب اليوم الاثنين في السوق المحلية    أسعار الخضراوات والفواكه بأسواق كفر الشيخ.. الطماطم ب15 جنيها    وزير الري يتابع إجراءات تطوير الواجهات النيلية بالمحافظات    الجيش السوداني ينجح في فك حصار الفاشر وإسقاط المساعدات جوا    استشهاد 18 فلسطينيا جراء قصف الاحتلال مناطق متفرقة بقطاع غزة    جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون تجاه وسط إسرائيل    رئيس البرلمان الإيراني: الغرب أساء استخدام المفاوضات لتفكيك قدرات طهران الصاروخية    متحدث الرئاسة: زيارة ابن زايد إلى مصر في إطار العلاقات الأخوية والراسخة بين البلدين    تشكيل الأهلي الأقرب لمباراة الزمالك    ديربي القاهرة، 10 ممنوعات في مدرجات الأهلي والزمالك    على رأسها شيكو بانزا.. 5 غيابات للزمالك أمام الأهلي في القمة 131    «الأمن» يحدد المحظورات في «مباراة القمة».. وتشديدات لمنع الشماريخ والليزر    رئيس مياه القناة: أعددنا خطة متكاملة استعدادا لفصل الشتاء بمحافظات الإقليم    خريفي خلال ساعات النهار.. الأرصاد تكشف تفاصيل تفاصيل طقس اليوم    مصدر أمني ينفي مزاعم إضراب نزلاء مراكز الإصلاح.. يؤكد: شائعات إخوانية    باد باني يعلق على اختياره لإحياء حفل Super Bowl    اليوم.. احتفال بانطلاق مسلسل «ولد بنت شايب» قبل عرضه على المنصات الإلكترونية    الأزهر للفتوى قبل لقاء القمة : التعصب الرياضي والسب حرام شرعا    في اليوم العالمي للقلب 2025.. 7 نصائح للحماية من أمراض القلب    إعداد مخطط للوجبة المدرسية لخفض الأنيميا بين تلاميذ الوادي الجديد    اتفاق كوريا الشمالية والصين على تعميق العلاقات ومقاومة الهيمنة    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 في بورسعيد    أبرزهم ماجد الكدواني ومنة شلبي.. السينما المصرية تنتعش ب أفلام النجوم خلال شهر أكتوبر    هل كل الأطعمة تحتاج إلى إضافة الملح لإكسابها نكهة أفضل؟.. «الصحة» توضح    أخبار متوقعة ليوم الاثنين الموافق 29 سبتمبر 2025    «الكرملين»: روسيا دولة ذات سيادة ولن تسمح بانتهاك مجالها الجوي    موعد إجازة نصف العام لطلاب المدارس تبدأ 24 يناير وتنتهى 5 فبراير 2026    القبض علي المتهم بإشعال النيران في شقة ابن خالته بالزيتون    «افتكر اني قولتلك بلاش».. ماذا قال محمد هنيدي على مباراة القمة بين الأهلي والزمالك؟    8 متوفين و14 مصابا.. أسماء ضحايا حادث انقلاب أتوبيس بصحراوي المنيا    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025.. هل تُرحل إلى الخميس؟    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 29-9-2025 في محافظة الدقهلية    مواعيد مباريات اليوم في دوري أبطال آسيا والقنوات الناقلة    «بنتايك» أساسي.. تشكيل الزمالك المتوقع لمواجهة الأهلي في الدوري المصري    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الإثنين 29 سبتمبر 2025    مصرع 8 أشخاص وإصابة 14 فى حادث تصادم أتوبيس وسيارة نقل بصحراوى المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-9-2025 في محافظة الأقصر    الدوري المصري الممتاز غيابات الأهلي والزمالك في مواجهة القمة: من سيتأثر أكثر؟    شمس البارودي تتصدر تريند جوجل بعد حسمها الجدل حول عودتها للفن    «الجمهور صدق».. كارولين عزمي عن ارتباطها ب أحمد العوضي    رئيس محكمة النقض يستقبل عميد حقوق الإسكندرية لتهنئته بالمنصب    المؤبد لتاجر المخدرات الصغير.. بائع ملابس حول شبرا الخيمة إلى وكر للسموم    وكيل تعليم الإسكندرية يكشف حقيقة صور المقاعد المتهالكة بمدرسة تجريبية    142 يومًا تفصلنا عن شهر رمضان المبارك 2026    البابا تواضروس: نحتاج أن نرسخ ثقافات «التطوع والتبرع والتضرع»    زيلينسكي يعلن عن احتمال حدوث انقطاع للتيار الكهربائي في أوكرانيا    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. اليوم    حسين عيسى: انخفاض التضخم لا يعني تراجع الأسعار فورا    كونتي: أعجبني أداء الفريق رغم الخسارة من ميلان.. ونستقبل أهداف كثيرة    binge watching يهدد صحة القلب    مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يكشف عن جوائز دورته السادسة    «نهاياتهم مأساوية».. خالد الجندي يوضح حكم المجاهرة بالمعصية وتشجيع الفاحشة    الصداع النصفي ينهي حياة بلوجر ب«جلطة دماغية نادرة».. انتبه ل12 علامة تحذيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة الأمن الغذائي تحارب الجوع في غياب الكبار
نشر في الشروق الجديد يوم 17 - 11 - 2009

إنقاذ مليار شخص من الجوع، يمثلون سدس سكان العالم، هو محور تركيز القمة العالمية للأمن الغذائى التى افتتحت أعمالها فى روما أمس، خاصة مع وجود توقعات قوية بعودة أسعار الغذاء للارتفاع فى السنوات القادمة، مع عودة الطلب العالمى للانتعاش بعد التعافى من الأزمة الاقتصادية.
وتناقش القمة على مدار الأيام الثلاثة لانعقادها كيفية ضبط أسواق السلع لمنع الارتفاع العشوائى لأسعار الغذاء، خاصة أن الأزمات المتتالية قد أثبتت أن اختلالات السوق لا تسمح باستفادة الدول النامية من تراجع الأسعار. ويقول نادر نورالدين، أستاذ الموارد الزراعية بجامعة القاهرة، أن الأزمة العالمية أدت لتراجع أسعار الغذاء فى الدول المتقدمة، لتعود لمستوياتها قبل الارتفاع القياسى الذى شهدته فى 2007 و2008، إلا أن الأسعار فى الدول النامية ما زالت تزيد على هذا المستوى بما يتراوح بين 40 و80%.
ويشير جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة، إلى أن عدم استفادة المستهلكين من تراجع الأسعار فى الدول النامية يرجع إلى وجود احتكارات فى أسواق تلك الدول من جهة، وتخبط فى السياسات الحكومية من جهة أخرى، ضاربا المثل بقرار حظر تصدير الأرز الذى اتخذته الحكومة المصرية لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء العالمية فى 2008، والذى استمر العمل به رغم اتجاه الأسعار للانخفاض منذ بداية الأزمة المالية، مما سبب خسائر للمزارعين، «لتعود الحكومة وتفتح باب التصدير مؤخرا بعد أن باع الفلاحون محصولهم»، موضحا أن التجار والوسطاء يحققون من وراء ذلك مكاسب كبرى، «فيخزنون المحصول انتظار لصعود الأسعار الذى بدأ بالفعل، ويكسبون الفرق، بينما يحرم منه المزارعين».
وتناقش قمة الغذاء أيضا الحد من تأثير التغيرات المناخية على الزراعة ومن ثم الأمن الغذائى، والاهتمام بتحسين أحوال صغار المزارعين باعتبارهم يمثلون النسبة الأكبر من منتجى الغذاء. ويوضح نورالدين أن التغيرات المناخية ستؤدى إلى تراجع كبير فى إنتاج الحاصلات الغذائية الرئيسية خلال السنوات المقبلة إذا لم تتم مواجهة الأمر بجدية، موضحا أن «ارتفاع درجة حرارة الأرض بأربعة درجات مئوية يخفض إنتاج الذرة العالمى بنسبة 47% عن معدلات الحالية، يليه الأرز بنسبة 30% ثم القمح بنسبة 20% حتى 2050، وهى محاصيل أساسية فى طعام الفقراء حول العالم، كما تؤثر على منظومة الغذاء ككل».
وفى تذكير بمعاناة الملايين من الجوعى، الذين تتزايد أعدادهم فى العالم، دعت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» قادة وشعوب العالم للإضراب عن الطعام لمدة يوم واحد، وبدأ جاك ضيوف، مدير عام المنظمة، بنفسه حيث أضرب عن الطعام لمدة أربع وعشرين ساعة، خلال الأعمال التحضيرية للقمة العالمية للغذاء.
وكانت أهداف الألفية الثالثة التى وضعتها الأمم المتحدة تتمثل فى خفض عدد الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية إلى النصف حتى عام 2015، ليصبح 420 مليون شخص تقريبا. إلا أن هذا الهدف لم يتحقق، حيث بلغ عدد الجوعى 700 مليون نسمة قبل أزمة الغذاء العالمية، التى ارتفعت فيها أسعار الأغذية الأساسية لمعدلات وصلت إلى 300% فى بعض الحاصلات، مما أضاف 200 مليون فرد يعانون نقص الغذاء، ثم ساهمت الأزمة المالية العالمية فى إضافة 100 مليون جديدة للجوعى، مع اتجاه الأنشطة الاقتصادية للركود وفقدان أعداد كبيرة من العاملين لوظائفهم حول العالم.
ورغم ذلك فإن «تزايد الجوعى فى العالم يطغى على الإنجاز الذى حققته 31 من بين 79 دولة فى خفض أعداد من يعانون نقص الغذاء لديها»، كما تشير ورقة الفاو التى قدمها جاك ضيوف رئيس المنظمة، التى ركزت على أربعة نماذج ناجحة فى مكافحة الجوع وهى البرازيل وأرمينيا ونيجيريا وفيتنام، والتى اهتمت جميعا بتنمية القطاع الزراعى لديها. كما أشار ضيوف إلى دول استطاعت أن تحول قطاع الزراعة لديها إلى مصدر مهم للدخل والنمو الاقتصادى مثل الجزائر وتركيا وملاوى، التى طورت هذا القطاع فتمكنت من زيادة صادراته، داعيا إلى الاستفادة من تجارب هذه الدول «التى تعطى الأمل بأنه يمكن الفوز فى المعركة ضد الجوع».
وتحتاج الدول النامية والفقيرة إلى تنمية إنتاجها الزراعى وزيادة إنتاجيته من خلال زيادة الاستثمارات الموجهة إليه، حيث يعتبر هو السبيل فى معظم هذه الدول للقضاء على الفقر والجوع، خاصة وأن حوالى 70% من فقراء العالم يعتمدون فى حياتهم على الزراعة، بالإضافة لدور هذا القطاع الأساسى فى النمو الاقتصادى ككل.
وشارك الرئيس المصرى، محمد حسنى مبارك، أمس فى افتتاح القمة العالمية مع ما يقرب من 60 رئيس دولة وحكومة. إلا أن قادة الدول الثمانية الكبرى غابوا عن الحدث، باستثناء رئيس إيطاليا باعتبارها البلد المضيف، لأن «أولويات هذه الدول فى الوقت الحالى منصبة على الخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالى فقضية الأمن الغذائى لا تؤرقها»، كما يقول نورالدين، الذى يرى أن ذلك يؤكد على ضرورة أن تعتمد الدول النامية على نفسها لأنها المعرضة لمخاطر نقص الغذاء، كما إن التمويل الذى كانت تمنحه لها الدول المتقدمة لتطوير اقتصاداتها فى تناقص مستمر بسبب الأزمة.
وألقى البابا بنديكت السادس عشر خطابا رئيسيا فى المؤتمر، وهو ما اعتبر نور الدين أنه «يضفى صبغة دينية غير معتادة فى محافل الأمم المتحدة»، مفسرا ذلك بمحاولة تحقيق أكبر تأثير للتحفيز على تبنى هدف محاربة الجوع فى العالم.
وترى المنظمة أن العمل على تنمية الإنتاج الزراعى لتحقيق الأمن الغذائى مسألة ملحة، حيث يتطلب توفير الغذاء لأكثر من 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، زيادة الإنتاج الزراعى العالمى بنسبة 50% عن مستوياته الحالية، بما يتطلب انفاق نحو 83 مليار دولار سنويا لتنمية القطاع.
وقال مسئولون فى الفاو ان بنك التنمية الإسلامى تعهد بتخصيص مليار دولار من أجل المساعدة على مكافحة الفقر من خلال الإنفاق على تطوير القطاع الزراعى فى دول العالم النامى، وهو القطاع الذى تعرض إلى الكثير من الإهمال فى العديد من الدول الفقيرة نتيجة نقص الاستثمارت. وتأمل الأمم المتحدة أن تحصل على تعهدات من الدول الغنية تصل إلى 44 مليار دولار سنويا لمكافحة الفقر والجوع فى العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.