الجماهير اتفقت على شىء واحد : نثق فى قدرات لاعبينا.. ونخشى الاستفزازات الجزائرية

تباينت ردود الأفعال بين الجماهير المصرية قبل ساعات قليلة من مباراة مصر اليوم مع الجزائر وهى المباراة المصيرية للمنتخبين من أجل الصعود إلى نهائيات كأس العالم التى طالما حلم بها جماهير الدولتين قبل اللاعبين والقائمين على المنظومة الرياضيه، «الشروق» طافت بين الجماهير الصرية بكل أطيافها المتعصب منها والحيادى وحتى الذى يريد النصر والصعود لمصر من أجل الكرامة لاسيما بعد تعرض المنتخب المصرى إلى ضغوط كبيرة فى المباراة الأولى فى الجزائر والتى انتهت بالخسارة 3/1، هذا بالإضافة إلى معرفة كيفية سير حركة بيع الصحف اليومية والأسبوعية فى محاولة لرصد أحوال الشارع المصرى قبل اللقاء بساعات قليلة.
كما توقع البعض من الجماهير المصرية سيناريوهات مختلفه للمباراة ومنهم من حاول الوصول إلى التشكيل الأمثل للمنتخب المصرى فى هذا اللقاء الساخن، ولكن اتفق الكثيرون من محبى المنتخب على أنه ليس من المهم إشراك لاعبين أصحاب أسماء رنانة ولكن الأهم هو إشراك كل لاعب يستطيع إحداث الفارق مع المنتخب ومن ثم الإسهام فى الفوز على الضيوف وإثبات أن المصريين هم الأجدر بالذهاب إلى جنوب أفريقيا.
رأى الشارع
وبعيدا عن تأثير المباراة على حركة بيع الصحف ننتقل إلى استطلاعات الرأى من قبل جماهير الشارع المصرى الذى اتفق أغلبيته على قدرة لاعبى المنتخب المصرى بالفوز على الجزائر بأكثر من ثلاثة أهداف، متمنين أن يحالف التوفيق لاعبى مصر من أجل تحقيق الحلم الذى ينتظره الجميع بينما سيطر الخوف على بعض الجماهير ولكن اختلفت أسباب الخوف حيث يتخوف البعض من قدرة لاعبى الجزائر على استفزاز لاعبى مصر وخروجهم عن النص، ومن ثم خسارة المباراة من قبل أن تنتهى بالإضافة إلى خوف البعض الآخر من أداء المنتخب الجزائرى داخل الملعب واقتناصهم هدفا يزيد من مهمة لاعبى مصر صعوبة على غرار المباراة الأولى بين الفريقين.
ومن جانبه أكد محمد عبدالعزيز مدرب مصارعة بمنطقة كفر الشيخ أن هذه المباراة أخذت أبعادا كثيرة بعيدا عن كرة القدم، وهو ما يزيد من حساسية المباراة ويتطلب مجهودا مضاعفا من حسن شحاتة المدير الفنى لمصر للتغلب على تلك الأحداث وأشار إلى أن تشكيل المنتخب المصرى فى هذا اللقاء يجب أن يكون مثاليا بمعنى إشراك جميع اللاعبين أصحاب الخبرات من أجل التعامل مع نجوم الجزائر جيدا والخروج بالنتيجة التى نرضاها كجماهير لمنتخب مصر، واعتبر مهمة الجهاز الفنى ستزداد صعوبة مع بدء المباراة خصوصا أنه مطالب بالتركيز فى النواحى الخططية داخل الملعب إلى جانب التعامل مع استفزازات الجزائريين بالإضافة إلى عامل الضغط الجماهيرى الذى يعتبر سلاحا ذا حدين فى مواجهة المنتخب المصرى لاسيما أننا نعرف أن الشارع المصرى لايقبل الهزيمة خصوصا فى مثل تلك المباريات المصيرية وهو ما يجب أن يضعه المعلم شحاتة فى اعتباره.
تفاؤل كبير
وأشار شريف أبوالعينين عضو اللجنة المنظمة لمونديال الشباب الذى أقيم مؤخرا فى مصر أن المنتخب المصرى قادر على الفوز على الجزائر وهو ما يدعو إلى التفاؤل والثقة فى لاعبينا لكنه أبدى رغبه فى عدم إغفال حق المنتخب الجزائرى الذى يبنى آمالا هو الآخر على الذهاب إلى جنوب أفريقيا وتحقيق حلم شعب حيث لا يختلف الوضع كثيرا بين المنتخبين، حيث أكد شريف أن الجزائريين يحملون نفس الطموح والعزيمة مثل المصريين وهو ما يجب وضعه فى الاعتبار حتى لا ندخل اللقاء معتقدين أن الفوز حليفنا وأن اللقاء انتهى من قبل أن يبدأ لمجرد أننا متفائلون بقدرة لاعبينا على الفوز مستندين إلى إقامة اللقاء فى القاهرة.
ومن ناحية أخرى، أبدى أحمد عبدالفتاح دكتور فى جامعة التربية الرياضية بحلوان ارتياحا كبيرا لفوز مصر مشيرا إلى أن الجميع متحفز للفوز إلى جانب انطواء الجهاز الفنى على نفسه فى الآونة الأخيرة وابتعاده عن الأجواء الساخنة، وهو ما لم يحدث من قبل كما أثنى عبدالفتاح على لاعبى المنتخب الذين شاركوا فى المعسكر الأخير مؤكدا أن اللاعبين كافة على نفس الكفاءة ولديهم الثقة فى أنفسهم والتى استمدوها من الجهاز الفنى، وفشل فى توقع من هو بديل وائل جمعة فى دفاع المنتخب لاسيما أنه يوجد عدة بدائل أمام المعلم شحاتة للدفع به خلال اللقاء أمثال عبدالظاهر السقا وشريف عبدالفضيل وأحمد سعيد أوكا والمعتصم سالم بالإضافة إلى إمكانية الدفع بأحمد فتحى كمساك مثلما فعل من قبل من أجل سد الثغرة الكبيرة التى تركها جمعة ليس لعدم وجود البديل ولكن ابتعادا عن المخاطرة بالدفع بلاعبين أصحاب الخبرة القليلة، وهو ما لا يتماشى مع ظروف هذه المباراة.
ورفض البعض الانسياق وراء المبادرات الوهمية التى زعمها الجزائريين حيث أكد محمود الشامى طالب بكلية الحقوق جامعة طنطا أن كل ذلك محاولات من الاتحاد الجزائرى لتهدئة الأجواء حول منتخب بلاده لاسيما أنهم يقدرون تماما قيمة منتخب مصر على أرضه ووسط جماهيره إلى جانب الجماهير المصرية التى تسبب الرعب للاعبى الجزائر وأضاف الشامى أن الجهاز الفنى سيبقى فى حيرة من أمره ليس لحل لغز غياب وائل جمعة ولكن أيضا للاستقرار على أى من المهاجمين سيبدأ اللقاء المصيرى فى ظل توافر أكثر من لاعب يجيدون اللعب فى مركز الهجوم حيث أشار إلى أنه يمكن الدفع بعماد متعب وزيدان بينما يجلس عمرو زكى على دكة البدلاء ومن الممكن أيضا أن يدفع بعمرو زكى ومحمد زيدان وتنحية عماد متعب جانبا لاسيما أنه عائد من الإصابة.
قدرات أبوتريكة
ولا يختلف اثنان على الدفع بمحمد أبوتريكة حامل آمال 80 مليون مصرى يتمنون رؤية كل هؤلاء النجوم وسط كبار العالم فى مونديال جنوب أفريقيا ومن جانبه، قال حمدى أمين خبير تسويق أن تشكيل اللقاء تحوم حوله الشكوك ويصعب التكهن بماهية اللاعبين الذين سيقدون المنتخب منذ بداية اللقاء مشيرا إلى أن هذا الغموض فى صالح منتخبنا لاسيما وأن الفوز فى مثل هذه المباريات يتطلب الهدوء والسرية من أجل تحقيق الهدف المنشود.
ويأمل أمين إحراز هدف فى بداية اللقاء يتيح للاعبين السيطرة على مجريات المباراة.
ومن القلة التى تتوقع المفاجآت غير السارة فى المباراة أكد عبدالرحمن هشام طالب فى الجامعة الألمانية أنه لا يستبعد فوز الجزائر أو على أقل تقدير عدم صعود مصر إلى كأس العالم مشيرا إلى أن لاعبى مصر سيقعون فريسة للاستفزازات الجزائرية وهو ما سيؤثر بالسلب على أداء الفريق ومن ثم التوتر والانسياق لطريقة لعب الجزائر التى تهدف الى تضييع الوقت من أجل العبور إلى بر الأمان. وأضاف عبدالرحمن أنه يتمنى كأى مصرى فوز منتخب بلاده فى هذا اللقاء المهم، ولكن الواقع شىء والأمنيات شىء آخر مطالبا الجهاز الفنى بضرورة التركيز على إبطال مفعول لاعبى الجزائر فى تنويم المباراة.
ومن ناحية أخرى، بعيدا عن الناحية الكروية، أكدت حسناء عبدالله خريجة حاسبات ومعلومات أن هذه المباراة تمثل للمصريين الكثير ولابد من الفوز عليهم وتأكيد جدارتنا بالذهاب لجوهانسبرج خصوصا أن منتخبنا تعرض لأجواء غير طبيعية فى المباراة الأولى إلى جانب اعتبار الجماهير الجزائرية هذه المباراة مباراة كرامة وللأسف انساقت الجماهير المصرية وراء تلك المهاترات لذلك يجب تحقيق الفوز لأنه سيكون معنويا أكثر للشعب المصرى إلا أن حسناء شددت على ضرورة عدم التفات لاعبى منتخب مصر لأى من جماهير البلدين لاسيما أن عامل الجمهور سيكون سلاحا ذا حدين.
بلا فاصلة
وعن المباراة الفاصلة تحدث محمود حلمى اختصاصى اجتماعى عن هذا اللقاء مشيرا إلى أن استضافة السودان لهذه المباراة سيكون فى صالح مصر لاسيما أن السودان قريبة جدا من القاهرة ومن المنتظر المساندة المصرية فى هذا اللقاء وأضاف حلمى أنه فى حالة وصول الفريقين إلى المباراة الفاصلة ستكون الغلبة لمنتخب مصر وإن كان يفضل انتهاء المنافسة دون فاصلة وأشار إلى أنه سعيد بابتعاد الفاصلة عن دول شمال أفريقيا التى لا يحبذها المصريون أجمع لاسيما فى ظل التهاب الحماس بين مصر وهذه الدول، وقال إنه يأمل فى انتهاء المباراة اليوم دون وضع الجماهير تحت ضغط عصبى أكبر من جراء الفاصلة مشيرا إلى أن مستوى لاعبى الجزائر فى هبوط إلى جانب اقتحام الإصابات معسكر الفريق هذا بالإضافة إلى عدم التجانس بين اللاعبين نظرا لقصر فترة معسكر الفريق وانضمام المحترفين تباعا وليس فى موعد محدد وهو من الأسباب التى قد تعطى الأفضلية للمصريين خلال اللقاء حيث تتوافر عدة عناصر إيجابية تشير إلى فوز مصر على الجزائر فى المباراة المرتقبة وهو لسان حال الشارع المصرى الذى يطمع فى المشاركة فى كأس العالم، ولكن يبقى حلول التوفيق على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.
بائعو الصحف يخشون الفضائيات
يعتبر بائعو الصحف والمجلات الرياضية اليومية منها والأسبوعية مثل هذه اللقاءات مصدر غير ثابت لكسب الأموال لاسيما أن تلك المباريات لا تتكرر كثيرا مشيرا إلى أن مباراة مصر والجزائر اليوم يهتم بها الجماهير المصرية كثيرا ويتابعون الأحداث لحظة بلحظة وذلك منذ فوز مصر على زامبيا فى عقر دارها، حيث بدأت الجماهير فى متابعة الأحداث وكيف تسير الأمور خارج الملعب بين جماهير ومسئولى المنتخبين وهو ما عاد بالإيجاب على حركة البيع التى انتعشت أكثر فى الفترة الأخيرة وتحديدا قبل أسبوع من المباراة، لاسيما بعد التصريحات المعادية من قبل جماهير الجزائر ولاعبى المنتخب على منتخبنا وتهميش دور لاعبى مصر وعدم قدرتهم على الفوز بالثلاثة على الجزائر.
وأوضح العديد من بائعى الصحف فى مختلف مناطق مصر سواء داخل القاهرة أو فى المحافظات أن تناول القنوات الفضائية لهذه المباراة أدى إلى خلق العديد من الآراء والتى استحوذت على جماهير مصر التى تتابع هذه القنوات بشغف وهو ما يؤدى بدوره لبيع المجلات والصحف حيث ترتبط الفضائيات والصحف بعلاقة وطيدة، لاسيما أن من يتابع الأحداث فى التليفزيون يتابعها أيضا فى الصحف بحثا عن تفاصيل أدق وراء الكواليس المليئة بالسخونة.
كما توقع العديد منهم ازدهار حركة البيع عقب انتهاء المباراة بفوز مصر والصعود الى كأس العالم لاسيما أن الجميع من جماهير مصر الرجال منهم والنساء يخرجون إلى شوارع القاهرة احتفالا بالفوز وهو ما يحدث فى اللقاءات ذات الندية والإثارة وعلى سبيل المثال مباريات الأهلى والزمالك، ناهيك عن مباراة بحجم مصر والجزائر وحجم الفرحة التى ستعم على الجماهير المصرية بمختلف ميولها.