رغم تلك العلاقة التى تبدو وثيقة بين الإنسان والفيتامينات فإنها فى الواقع لم تكتشف إلا حديثا. أشار إلى وجودها الفعلى الكيميائى البولندى كازمير فنك Casimir Funk عام 1912. بعد أن انتقل من بلاده للعمل فى بريطانيا ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية. أكد فنك أن هناك فى الطعام تركيبات مهمة إذا غابت ظهرت أعراض الأمراض خاصة البرى برى ومرض البحارة الاسقربوط الذى ينشأ نتيجة لغياب عنصر معين من الليمون والبرتقال عرف فيما بعد بفيتامين (ج). أطلق فنك على تلك العناصر تسمية «فيتامينات» التى اشتقها من المعنى (مركبات نيتروجينية Amines حياة Vita: life). تظل للفيتامينات أهمية عظيمة متنوعة وإن صغرت المقادير التى يحتاجها الإنسان يوميا من غذائه أو اضطر لتناولها فى صورة مكملات غذائية. تعود أهميتها كونها عوامل مساعدة ومحفزة للتفاعل فى عمليات التمثيل الغذائى. رغم اكتشافها الذى انقضى عليه قرن من الزمان إلا أنها تظل محل اهتمام العلم وموضوعا لأبحاثه. نشرت هذا الأسبوع نتائج دراستين عمليتين محورهما فيتامين (ه)، الأولى تشير إلى علاقة غير مباشرة بينه والبدانة، والثانية عن أثر إيجابى له عند محاولة الإقلاع عن التدخين. النتائج بالفعل إضافة لما يعرف عن فيتامين ه من فوائد غذائية وأخرى تتعلق بوظائف حيوية. يدخل فيتامين ه الذى يتكون من ثمانى جزئيات، أربع منها (Tocpherols) والأربع الأخرى (rocoteionols) فى كل منها ألفا، بيتا، جاما، دلتا، فى وظائف مختلفة حيوية للجهاز العصبى والتناسلى والعضلات، يعد أحد مضادات الأكسدة الهامة التى تؤخر زحف علامات الشيخوخة وتحمى الخلايا من الشوارد الحرة التى تعد مواد مدمرة لحيويتها. أهم مصادر فيتامين ه (E) هى الخضراوات والزيوت وجنين حبات القمح والحبوب الكاملة وأنواع الخبز المختلفة والسريال المعد للإفطار والمكسرات والبذور. اللوز وجبات الفول السودانى أكثر المكسرات احتواء لفيتامين ه والأفوكادو والخضراوات الورقية داكنة الخضرة مصادر هامة له أيضا. تزداد الحاجة لفيتامين ه مع تقدم العمر ولدى السيدات أثناء الحمل والرضاعة فتبدأ نسبة ميلى جرامات لدى الأطفال لتتزايد مع الوقت حتى تصل إلى 22 مليجراما يوميا، أما الحد الأقصى فقد يصل إلى جرام يوميا دون أن يتسبب فى أذى للإنسان. إذا ما كان فيتامين ه على لائحة ما تتناوله من فيتامينات وكنت مريضا بأى أمراض الشرايين أو السكر فيجب ألا تتجاوز جرعته 100 مليجرام. أما إذا كنت تتناول الإسبرين بانتظام أو أحد الأدوية المسيلة للدم فلا تتناول على الإطلاق، إذ إن له أثرا مماثلا على الدم. نقص فيتامين ه فى الجسم هل يعد عاملا مخفزا للسمنة؟ استعرض المؤتمر السنوى للكيمياء الجزئية والذى انعقد فى بوسطن فى 24 إبريل الحالى دراسة هامة أجريت بالتعاون مع «كليفلاند كلينك». الدراسة وإن كانت لغرض آخر إلا أنها كشفت بالمصادفة عن علاقة هامة بين نقص فيتامين ه وتأثر الكبد. كانت التجربة التى تجرى على فئران تجارب والمعرض منها دراسة أثر غياب فيتامين ه على الجهاز العصبى لها تستدعى فحص بقية أنسجة أعضاء الجسم ومنها أنسجة الكبد. فوجئ الباحثون بأن كل العينات التى تتم فحصها تشى بوجود درجات مختلفة وإن كانت واضحة تماما من تراكن الدهون فى أنسجة الكبد، الأمر الذى يشير بالطبع إلى داء السمنة وإن كان فى مراحل لاحقة. هل بالفعل هناك علاقة بين نقص فيتامين ه وبدايات السمنة غير المبررة؟ هل جرعات كافية من فيتامين ه تحمى الكبد من الالتهاب غير الفيروسى والذى يطلق عليه الالتهاب غير الكحولى nonolcohobolic fotty linrr للكبد؟ أسئلة وعد الباحثون بالرد عليها باستكمال بحثهم وإن كانت الملاحظات تحمل الإجابة عليها. هل تحاول الإقلاع عن التدخين؟ فيتامين ه يساعدك؟ الدراسة تمت مناقشتها فى ذات الاجتماع السنوى ببوسطن وقد عرض نتائجها أستاذ علم التغذية الطبية بجامعة أوهايو (Richand Bruno) وتشير نتائج الدراسة إلى أن أحد الثمانى جزئيات من فيتامين ه: جراما توكوفيرول إذا ما تم تناوله كمكمل غذائى عند الإقلاع عن التدخين يمكن رصد تحسن ملحوظ فى نسيج خلايا الشرايين، الأمر الذى يجعلها أكثر مرونة وقدرة على الاتساع. تلك بالطبع خاصية مفيدة لمن يعانون من أمراض الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم. اتساع الشرايين يساهم فى تدفق الدم بصورة أكبر وأسرع يؤدى أيضا لانخفاض نسبى فى ضغط الدم.